«السّم في قالب جبنة».. مصانع بير سلم ومعامل عشوائية تنتج جبنا فاسدا تنتشر بالدلتا والصعيد
في واقعة غش شهدتها مدينة تلا بالمنوفية، تم ضبط 700 كيلو من الجبن بإضافة طلاء حوائط إليه، ويتبين أن أحد معدومي الضمير يستخدم طرقًا جديدة للخداع والنصب، أملًا في تحقيق ربح زائف.
وقال الدكتور محسن حسنين استشاري أمراض الباطنة "للدستور"،: من أبرز طرق غش الجبن الأبيض إضافة الجير، ليجعل لونها أكثر بياضًا، ويصبح مظهرها أكثر حيوية،كذلك إضافة مواد كيمائية مثل الفورمالين بالإضافة إلى مكسبات طعم ورائحة محظورة، تؤدى لأمراض الكلي والكبد وهشاشة العظام، والكثير من الأمراض المنتشرة مثل بميكروبات السيمونيلا وكلها تصيب بنزلات معوية وحمي، كذلك الأورام بعد سنوات.
وتابع: الجبنة المغشوشة غيرمغلفة، زهيدة الثمن، مشيرًا إلى أن هناك أكثر من 85 % من منتجات الألبان المطروحة بالأسواق مغشوشة.
وأكد الدكتور حسن عبد الحميد خبير السموم أنه من بين أنواع الغش سحب الدسم لتحويله إلي "قشطة" من أجل تحقيق ربح أكثر، فيُعوض بوضع بنشا والمواد الدهنية المُصنعة ليظهر اللبن بدرجة لزوجة عالية توحي بأنه يحتوي علي نسبة عالية من الدسم، بالإضافة إلى مسحوق المُستردة وصبغات الحلويات صفراء اللون، كي يُضفي علي اللبن "الصفرة" التي تُوحي بأنه بقري أو جاموسي كامل الدسم، بجانب المواد الحافظة مثل كربونات الصوديوم وأملاح البوراكس وحمض البنزويك وفوق أكسيد الهيدروجين كي يحتفظ بصلاحيته أطول فترة ممكنة.
وحذر المواطنين عند شراؤهم الجبن أن ينتبهوا إلى أن يكون القالب منتطم، وإذا كان مقطعًا فيجب الانتباه إلى تساوى أطرافه، وتابع أن يجب الانتباه إلى لون الجبن، فلا يكن مطفيًا أو مصفرًا، كذلك أوصى بالانتباه إلى رائحته فلا ينبعث منها رائحة النشادر أو العفن، وكذلك أشار إلى ضرورة شراء المواطنين من أماكن موثوق بها.
سيد فرج،خبير ألبان يقول"للدستور": هناك الآلاف من المعامل البلدي لصناعة الجبن، معظمها في الدلتا والصعيد، تستخدم أواني مصنوعة من الخشب، الألومنيوم، والبلاستيك، موضحًا أن القليل منها يقوم ببسترة اللبن قبل تصنيعه، وأحيانًا تلجأ بعض المعامل لإضافة اللبن البودرة، أوغليان اللبن في بانيو مصنع من الصاج عكس المصانع التي تستخدم جهاز البسترة وتصل درجة الغليان إلى 90 درجة مئوية لقتل البكتريا الضارة في اللبن.
وأشار خبير الألبان محمود ابراهيم إلى أن هناك مصطلحًا يعرف باسم" الألبان المجنسة"، موضحًا إنه “شرش” مجفف مع لبن بودرة مجفف واضافات ومستحلبات ويضرب في خلاط سرعة عالية وأشار إلى أنه منتشر في أغلب مصر، ويصعب على المستهلك معرفته، لا يقل خطورة عن الجبنة المغشوشة، لاستخدام مواد كيميائية كسماد اليوريا وبودرة السيراميك ونترات الصوديوم وحمض اليورك وفوق أكسيد الهيدورجين والبوتاسيوم لمضاعفة كمية الألبان وحفظها لفترة طويلة دون حموضة أو تلف خلال النقل والبيع، وهو ما يؤدى إلي تغيير مركباته الطبيعية.
وطبقًا لتصريحات مصدر مسؤول بوزارة الصحة رفض ذكر اسمه فإن الرقابة على مصانع الألبان والجبن هي مسئولية مشتركة بين العديد من الجهات ومنها وزارة الصحة ومباحث التموين والرقابة الصناعة والرقابة على الصادرات والواردات،مؤكدًا أن أخطر ما يواجه الوزارة ومعاملها هو انتشار المعامل العشوائية وعدم توافر بيانات عنها من قبل المحافظات، ولهذا يقتصر الأمر علي المرور على المعامل المرخصة، والتى لا يتعدى عددها المائة معمل.
أما الدكتورة سعاد الديب رئيس الجهاز النوعي لحماية المستهلك قالت للدسنور:" الأجهزة الرقابية تفتش على المصانع المرخصة فقط، ولا يمكنها حصر المصانع التي تعمل تحت بئر السلم، لذا ينبغى أن يلعب المواطن دورًا كبيرًا بالإبلاغ عن أي مصنع حال شكه بما يُقدمه من سلعة، كما حدث في الواقعة الأخيرة.
كانت قد حذّرت الغرفة التجارية في دراسة لها من وجود منتجات ألبان وجبنة فاسدة يتم تداولها بالأسواق، ويتم تصنيعها من “شرش” اللبن، مستبدلة بدهن نباتي ومضاف إليها مواد ضارة لحفظها مثل الصودا الكاوية وزهرة الغسيل والأكسجين والفورمالين.
وكشفت التقارير أن 80 % من منتجات الألبان من معامل غير مرخصة، وهنك 12 الف بائع سريح، وطبقاً لبيانات هيئة الاستثمار فإن حجم إنتاج اللبن الخام في مصر يبلغ 5.7 مليون طن سنويا تشكل الجبنة 39 % من منتجاته، 40 % ينتجها القطاع العائلي.