دراسة أوروبية: الإخوان تعمل على غسل أدمغة الشباب وتحويلهم لإرهابيين
حذرت دراسة جديدة صادرة عن المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، من مخاطر توغل "الإخوان" في هولندا وبلجيكا، مؤكدة أن الجماعة "تعمل عبر خلايا سرية لغسل أدمغة الشباب"، وخلق مجتمعات موازية تهدد الأمن القومي لكلا الدولتين.
وتوقعت الدراسة أن تتخذ حكومتي هولندا وبلجيكا إجراءات أكثر صرامة لمواجهة مخاطر الإخوان في العام المقبل، والاستعداد لمواجهة أكثر ضراوة لهذه الجماعة وغيرها من تيارات الإسلام السياسي مع معالجة الإشكاليات التي تحد من قدرة السلطات الأمنية في أوروبا على الحد من خطورة هذه التنظيمات المتطرفة.
الإخوان قاعدة لاستقطاب الإرهابيين في هولندا
ووفقًا للدراسة، لم تكن جماعات الإسلام السياسي، وفي القلب منها الإخوان، بعيدًا عن مشهد التطرف في هولندا، حيث تمثل تمركزهم في المدن الكبيرة مثل أمستردام و روتردام.
وأضافت: "لا تزال جماعة الإخوان تمثل القاعدة لاستقطاب الإرهابيين في هولندا، حيث تمكن أعضائها من الاستيلاء على المجتمعات الإسلامية الضعيفة التي تبحث عن شعور بالانتماء، واستغلال تصورات وادعاءات التمييز والإسلاموفوبيا لصالح أجندة التجنيد الخاصة بهم"، مشيرة إلى أن المنسق الوطني الهولندي لمكافحة الأمن والإرهاب اعتبر أن الجماعة تشكل تهديدًا للأمن القومي الهولندي.
وذكرت أن مدير جهاز المخابرات والأمن العام في هولندا (AIVD)، أعلن في فبراير 2020، أن "العزلة الاجتماعية للشباب المسلم قد تم استثمارها من قبل جماعات الإسلام السياسي المتطرفة أو الجهادية؛ عبر وسائل وأساليب ناعمة بهدف غسل أدمغة الشباب وصغار السن وتحولهم في النهاية إلى إرهابيين ومناهضين للانظمة الديمقراطية في أوروبا."
وأوضحت أن هذه الوسائل تشمل تشكيل حلقات دراسية تعليمية أو تقديم المساعدة بتعليم الصغار والقاصرين اللغة ومساعدتهم في دروسهم.
وذكرت أن وزارة الخارجية الأمريكية، كانت ناقشت في تقرير رسمي أوضاع الحكومة البلجيكية في مواجهة التطرف، مشيرة إلى أن عام 2019 شهد تطويرًا لقدرة الدولة على إحكام السيطرة على هذا الملف وهو ما ظهر في تضاؤل نسب تنفيذ العمليات الإرهابية بالداخل، ولكن بالرغم من ذلك، لا تزال البلاد تواجه البلاد إشكالية تتعلق بالقوانين الداخلية التي قد تستغلها التنظيمات المتطرفة للانتشار بشكل أوسع.
قلق متزايد بشأن الهجمات الإرهابية في هولندا
وذكرت أن قلق الحكومة بشأن الأفراد المتطرفين محليًا، والمقاتلين الأجانب العائدين والذين يقدر عددهم حاليًا بنحو 50، والذين يمكنهم تنفيذ هجمات إرهابية في هولندا، تزايد خلال الفترة الأخيرة.
وأضافت "ركزت هولندا على محاربة التطرف مجتمعيًا من الداخل، حيث استغلت أجهزة الشرطة وكذلك الإستخبارات تعاون المواطن العادي الهولندي، وانشأت آليات للتواصل مع المواطنين كلا في منطقته، من أجل رصد حالات التطرف او العناصر الغريبة التي تدخل احياء هولندا خاصة السكنية".
وتابعت أن الاستراتيجية الوطنية لمكافحة مخاطر الإرهاب في هولندا من قبل وكالات الإستخبارت الهولندية، ركزت منذ عام 2016 على أهمية المرونة في مثل هذه الإجراءات.
بلجيكا تعزز من إجراءات مكافحة الإخوان
أما في بلجيكا، بينت الدراسة أن الحكومة البلجيكية عززت إجراءاتها لمحاربة الإخوان وتيارات الإسلام السياسي من خلال تحقيقات أمنية لمحاربة التطرف المحتمل سواء من خلال برامج تدريب الأئمة والحد من النفوذ الأجنبي في المساجد.
وحسب الدراسة، تم حل منظمة "التجمع المناهض للإسلاموفوبيا في فرنسا" بسبب أمور تتعلق بنشر الكراهية ومعاداة قيم الجمهورية، وبعد الحل عاودت المنظمة مرة أخرى للظهور من بروكسل في فبراير 2021 تحت اسم جديد هو "التجمع المناهض للإسلاموفوبيا في أوروبا" .
ويعتبر "التجمع المناهض للإسلاموفوبيا" إحدى أذرع تنظيم الإخوان، لمحاولة إنشاء مجتمع موازي للمجتمعات الأوروبية والذي يعتبر من عوائق الاندماج والتعايش المجتمعي
وتابعت إنه "في بلجيكا تفرض الظروف الحالية وما انبثق عنها من احتمالات لترتيب أوضاع جماعة الإخوان وتأثيرها على النظام الأمني في بلجيكا، والاستعداد لمواجهة أكثر ضراوة للجماعات المتطرفة، مع ضرورة معالجة الإشكاليات التي تحد من قدرة السلطات على التفاعل الكامل مع المخاطر المطروحة".