من خلال تطوير مجمع التحرير
«مصر السيادي» يبدأ خطواته لتعظيم موارد الدولة.. وخبراء: يظهر قوة الاقتصاد المصري
بدأ الصندوق السيادي المصري أولى خطواته في تطوير واستغلال الأصول الكبيرة الموجودة به، تطوير واستغلال الأصول لتحقيق أعلي عائد ضمن خطة النمو الاقتصادي الذي وصلت إليه مصر في هذا الشأن.
وقد شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مراسم توقيع اتفاقية مع التحالف الفائز بتطوير وإعادة تأهيل مجمع التحرير، وهو التحالف الأمريكي، الذي يضم مجموعة "جلوبال فينتشرز"، ومجموعة "أوكسفورد كابيتال"، وشركة "العتيبة للاستثمار".
وجاء ذلك بعد عملية طرح استهدفت جذب مطورين وشركاء من كافة أنحاء العالم، متخصصين في إعادة تأهيل وتطوير المبانى التاريخية، والذي فاز بأفضل عرض فني ومالي، خاصة مع خبرته المعروفة عالميًا في كثير من الأعمال الثرية لتطوير مجموعة من المباني التاريخية في أمريكا وأوروبا، وذلك على الرغم من الظروف الاقتصادية العالمية، وهو ما يعكس الثقة الدولية التي يتمتع بها مناخ الاستثمار المصري.
- يؤكد جاذبية الاقتصاد المصري للاستثمار الأجنبي إفريقيا
في البداية علق الدكتور مصطفى أبو زيد، مدير مركز مصر للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، على هذا النجاح الذي حققته مصر بتوقيع هذه الاتفاقية، قائلًا إنها جاءت في إطار الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة في تنمية موارد الدولة وإمكاناتها، وتعظيم قيمتها المضافة بما يعود على الاقتصاد المصري بالنفع.
و تابع مدير مركز مصر للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، ومن جانب آخر فإن هذا التوقيع، يأتي تأكيدًا على دور صندوق مصر السيادي في تعظيم الاستفادة من الأصول غير المستغلة وتحقيق خطط التنمية والتطوير لمنطقة وسط البلد.
وأوضح "أبو زيد"، في تصريح لـ "الدستور"، أن هذا الطرح لتطوير وإعادة تأهيل مجمع التحرير دلالة ورسالة قوية على جاذبية الاقتصاد المصري في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر، وتثبت تربع الاقتصاد المصري على عرش المركز الأول في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر على مستوى إفريقيا لما توفره الدولة المصرية من حوافز استثمارية كبيرة.
- شهادة ثقة في المناخ الاستثماري الآمن في مصر
واستطرد أن هذا ما انعكس في تنافس العديد من كبرى الشركات العالمية للفوز بتطوير مجمع التحرير، إلى جانب فوز هذا التحالف الذي يضم كبرى الشركات الامريكية والتي لها خبرة كبيرة في مجال تطوير المنشآت يعد بمثابة شهادة ثقة في المناخ الاستثماري الآمن في مصر.
وأكد "أبو زيد"، أن صدى توقيع هذه الاتفاقية سيكون له تأثير إيجابي وإضافي على سمعة الاقتصاد المصري على المستوى الدولي، والمضي قدما في تعزيز ثقة المستثمرين للتوجه نحو الاستثمار في الاقتصاد المصري.
وتأتي أهمية تطوير مجمع التحرير لقيمته التاريخية والرمزية لدى الشعب المصري، كونه الموقع الحكومي الأكثر شهرة في وسط القاهرة بميدان التحرير، وتتضمن استراتيجية الصندوق السيادي في هذا الشأن تطوير المبنى ليكون متعدد الاستخدامات (فندقي - تجاري- إداري – ثقافي)، وليتناغم مع طبيعة وجهود التطوير التي تقوم بها الدولة في منطقة وسط العاصمة والقاهرة الخديوية.
- مجمع التحرير رمز هام يعكس صورة مصر أمام العالم
هو ما أكده الدكتور حمدي عرفة، أستاذ الإدارة الحكومية والمحلية أن مجمع التحرير به 1356 مكتبا حكوميا من 18 وزارة مختلفة، وعدد الأدوار الخاصة به تقريبًا 14 دور، وعدد الموظفين كان 18 ألف موظف وعدد المترددين في اليوم الواحد 100 ألف مواطن من مختلف المحافظات ويعتبر رمزا من رموز المصرية والتاريخية.
وتابع أستاذ الإدارة الحكومية والمحلية أن مجمع التحرير، أن مجمع التحرير كان يسمى مجمع الجلاء واستمر بنائه 3 سنوات، ويعتبر شاهدا على عدة أحداث مرت على مصر لذلك عملية التطوير مهمة جدًا لأنها ستوفر به العديد من الخدمات منها جزء فندقي وإداري وجزء خاص بالمحال.
- يجب على الحكومة أن يتم تسجيله في اليونسكو قبل التطوير كرمز تاريخي
وأوضح عرفة، في تصريح لـ "الدستور"، أن الاعتماد على شركات لها باع في التطوير للأماكن الأثرية أمر في غاية الأهمية لقدرتهم على المحافظة على تاريخه، وجود هذا التحالف الأمريكي لتطويره، يعكس صورة مصر أمام بقية دول العالم لأنه لا يوجد سائح من أي دولة لا يعلم ميدان التحرير ولا مجمع التحرير.
وأكد "عرفة"، أن تطويره مهم جدا مع الحفاظ على الشكل الجمالي له، موصيًا الحكومة أن يتم تسجيله في اليونسكو قبل التطوير كرمز تاريخي.