عائشة سلطان ومحمد إبراهيم طه في ضيافة «النيل الثقافية».. غدًا
تتنوع فقرات الحلقة الجديدة من برنامج كلمات الذي يقدمه الإعلامي خالد منصور على قناة النيل الثقافية بدءً من الساعة الخامسة مساء غد الأربعاء، فيناقش كتاب "هوامش فى المدن والسفر والرحيل" للكاتبة الإماراتية عائشة سلطان، ورواية "شيطان الخِضر" للكاتب د. محمد إبراهيم طه.
وكتاب "هوامش في المدن والسفر والرحيل" الصادر عن الدار المصرية اللبنانية، للكاتبة الإماراتية عائشة سلطان ينتمي لأدب الرحلات ، ويتناول الكتاب عددا من المدن والدول فمن القاهرة وبيروت وذكريات الكويت إلى براغ وميونخ وبروكسل، وجندول فينيسيا وقت الغروب، وقصص الحب في فيرونا وتاريخ إسطنبول وباعة البضائع المقلدة على أرصفة بانكوك التايلندية، وصولا لغرفة "مدام كوري" في أقصى مدينة تحت جبال كروشنا التشيكية . الكتاب يقدم العديد من المعلومات الجديدة حول المدن وعادات الشعوب.
تأخذنا الكاتبة في رحلة تنطلق من دبي القديمة وشوارع "الفريج"، حيث نشأت وحكاوي جدتها، إلى مطارات عواصم العالم، تتحرك الكاتبة بين السطور برشاقة من اعتاد التنقل تحت سماوات مختلفة، فتكتشف – كقارئ – أنك ترى المدينة من زاوية مختلفة وعين أخرى حتى لو كنت من أهلها؛ فتحت سماء القاهرة تقرأ عن شوارع تسير فيها يوميا لكنك لا تلتفت لمواطن جمالها كما تتحدث عنها المؤلفة. من القاهرة وبيروت وذكريات الكويت، إلى براغ وميونخ وبروكسل، جندول فينيسيا وقت الغروب وقصص الحب في فيرونا، تاريخ اسطنبول وسخونة الهواء في بانكوك. حقائق لن تعرفها إلا بالسفر؛ فالمدن لا تجامل عشاقها، ولا تلتفت لمزاجك، لكنها تعلمك الحكمة. هل يغيرنا السفر أو المناخ، هل للمدن ذاكرة أو رائحة؟ أسئلة وإجابات لن ترد لخاطرك إلا إذا كنت تطل من شباك الطائرة.
عائشة سلطان. باحثة وكاتبة إماراتية، ومؤسسة ومديرة "دار ورق للنشر والتوزيع" في دُبي. وكاتبة عمود صحفي يومي في صحيفة البيان منذ عام 1998، وحتى اليوم. حاصلة على ماجستير في علوم الاتصال، وبكالوريوس في العلوم السياسية من "جامعة الإمارات"، كما أنها عضو مؤسس لجمعية الصحفيين الإماراتية، وعضو في العديد من لجان التحكيم (البوكر/ جائزة الصحافة العربية) والعديد من المؤسسات الثقافية.
رواية "شيطان الخِضر"
يأخذنا الكاتب في "شيطان الخضر" إلى عوالمه الأثيرة القريبة جدا من الواقع والبعيدة عنه جدا في نفس الوقت، الآنية جدا حتى أنها تشير إلى وقائع وأحداث في العام السادس من الألفية الثالثة، وأماكن مثل مدينة الشروق والمركز الطبي العالمي وبلدة ريفية، وأسماء تألفها الأذن في قلب السلطة، لكنها تحيل أيضا وفي نفس الوقت إلى عوالم موغلة في البعد كأنها تحدث في زمن آخر وأماكن أخرى، رحلة يكتشف بنهايتها القارئ أنه لا حواجز في هذا العالم بين الواقعي والخيالي، والعلمي والأسطوري والخرافي، والروحي والجسدي، والحياة والموت، والتلاوة والغناء، وأن هذه الحواجز مصطنعة ومن ثم تتجاوزها شخوص الرواية دون أدنى اعتبار، فيرى المجتمع في هذا خروجا على الأعراف والتقاليد وتكسيرا للثوابت.
تزيل رواية شيطان الخضر الحواجز بين التلاوة والغناء حين يصل بطلا الرواية الخضر وصديقه يوسف المنعكش إلى أن القواعد الحاكمة للغناء والتلاوة واحدة، هي المقامات والقواعد الموسيقية، بما يعني أن التجويد والترتيل والتلاوة ما هي إلا غناء بقواعد، ومن ثم فالقيود المفروضة على الجمع بين الفن والغناء والتلاوة والتواشيح حواجز وهمية ومزيفة، لا تتفق والمنطق ولا مع الروح الإنسانية التي تطرب في ذات الوقت لجملة لحنية وآية مرتلة، تعري وتكتشف زيف الحواجز الشكلية والعنيفة والمتعصبة والمتشددة التي تفصل بين العالمين دون أن تنجر إلى نقاش فكري أو فقهي أو فلسفي، إنما تفعله بعفوية وتلقائية إنسانية لشخصيتين بسيطتين لكنهما مضيئتان من الداخل، بل أكثر إضاءة من وجوه فقهية ورسمية معتمة.
في الرواية خيط درامي خفيف غير واضح وغير خفي، أشبه بالعلامة المائية ، يسوق الأحداث للأمام، بلا صخب كأنها تتحرك ذاتيا، بما يسمح للرواية أن تتأمل وتتفلسف وتستعرض قناعاتها ببساطة، وصولا إلى مصائر الشخوص، لتبدو الرواية في الإجمال بأحداثها وشخوصها وقضاياها كشطحة روحية في عوالم واقعية وإنسانية، كأنها رواية غير مصنوعة، وليس وراءها كاتب، ما جعلها أقرب إلى مقطوعة موسيقية مجهولة المؤلف، أو كأن الطبيعة أوجدتها هكذا.
كشأن الفن عموما حين يتعامل مع قضايا شائكة وخلافية، جاء النص الروائي بعيدا عن الانفعال والمباشرة والصراخ، فالهمس أكثر تعبيرا وأكثر إقناعا من الخطابة، في منطقة قابلة فكريا للاشتعال بمجرد الاقتراب منها، تتوغل الرواية بهدوء دون أن تترك خلفها غبار الإدانة، عبر شخوص روائية تم اختيارها بعناية فائقة، تلمس القضية بلا صدام، أو تصطدم برفق، بدون ضوضاء، حيث تتحرك الأحداث للأمام كأنما بتلقائية وبساطة عبر تقنيات سردية كالحلم، وفقدان الوعي والهواجس والهلاوس والإيماءات ولغة الإشارة، لتخاطب الحواس والروح والضمير الإنساني بنعومة، دون أن يستدرج النص إلى نقاش فكري وفلسفي وفقهي عقيم.
د. محمد إبراهيم طه. قاص وروائي وطبيب، مواليد 1963، من كتاب جيل التسعينيات في مصر، يمثل الريف والطب والموروث الشعبي والثقافي والديني أهم روافده القصصية والروائية، مفتون بالسير على التخوم الفاصلة بين الواقع والخيال والعلم والخرافة والظاهر والباطن.
وينضح السرد عند محمد إبراهيم طه بالعذوبة والشعرية، ويتسم المكان القصصي والروائي عنده بالسحر والأسطورة، وقد صدرت له خمس روايات "سقوط النوار" 2001، "العابرون" 2005، "دموع الإبل" 2008، "باب الدنيا" 2017، "شيطان الخضر" 2021، ومجموعات قصصية "توتة مائلة على نهر" 1998، والتي حصلت على جائزة الدولة التشجيعية 2001 و"الركض في مساحة خضراء" 2006، وحصلت على جائزة يوسف إدريس 2008، والثالثة "امرأة أسفل الشرفة" 2012، والتي حصلت على أفضل مجموعة قصصية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2013، ثم مجموعته الرابعة "طيور ليست للزينة" 2014، "الأميرة والرجل من العامة" 2019 ووصلت للقائمة القصيرة لجائزة ساويرس الثقافية، فرع كبار الأدباء 2020، كما حصل على جائزة الشارقة للرواية 2000.