عن «السوبر مان» والتطور الشكلي.. «عالم المعرفة» تصدر «ما بعد الإنسان»
عن سلسلة "عالم المعرفة" التي تصدر شهريا من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت صدر العدد 488/ 2021 وعنوانه "ما بعد الإنسان" تأليف "روزي بريدوتي" وترجمة حنان عبد المحسن مظفر .
الكتاب الذي يقع في 248 صفحة من القطع المتوسط ويشتمل على أربعة فصول بالإضافة لمقدمة المؤلفة والخلاصة والهوامش وببليوجرافيا، تقول المؤلفة في البداية إن كان ما نعنيه بإنسان هو ذلك المخلوق المألوف في عصر التنوير وما نتج عنه "الإنسان الديكارتي الواعي" أو مجتمع الكائنات العقلانية " الكانتي" ، أو هو كذلك من منظور إجتماعي سوسيولوجي، فالإنسان باعتباره مواطنا يتمتع بحقوق وملكية وما إلى ذلك.
وعلى رغم ذلك فقد يتمتع مصطلح "الإنسان" بأنه مشاع ومجرد وواسع الإنتشار في البدء بل يبدو بديهيا لدينا، لنعلن ارتباطنا بتلك الفصيلة الغريبة والعجيبة في التفاصيل والذيوع والمعاملة بين كافة بني البشر وأيضا الكائنات الاخرى في الوجود وكافة بقاع ومناطق العالم ليعلن مسمياتنا وخطانا نحن بني البشر / الإنسان، لنعلن ارتباطنا بتلك الفصيلة كأنه شيء حتمي، بل أننا كنا ولم نزل نبني أفكارا أساسية حول حقوق الإنسان ولكن ومن خلال كل ما قدم ، هل هذا هو المنظور الدقيق لتفسير " ماهية الإنسان ؟!.
حياة ما وراء النفس، وتشرح المؤلفة في بداية الفصل الأول انه في البدء كان الإنسان هو النموذج التقليدي لما صيغ من قبل الطبيعة او الخلق وهذا ما صكه وصاغه " بروتاغوراس" في البدء كمعيار شامل جدد من قبل مفكري وفناني عصر النهضة في ايطاليا، حتى في التشريح الجسدي ومن وراءه النفسي وبذوات روحية نقية نظر لها فنان كا " ليوناردو دافنشي والذي أطلق على أول لوحة تشريحية للإنسان بأنه " الرجل الفيتروفي الشكل" ويمثل ذلك نموذج كمال الجسم الذي يرافقه كمال القيم الذهنية والخطابية والروحية، تماشيا مع القول المأثور العقل السليم في الجسم السليم معاً ومن خلال تلك الرؤية التشريحية ينجح ليوناردوا من خلال نظرته الكلية، كل تلك القيم برأياً محددا حول ماهو " إنسان " في الإنسانية كما تؤكد مكن دون اي شك القدرة شبه اللا متناهية للبشر تطلعا إلى كمالهم الفردي والجماعي.