هل تتسبب «عشش الحمام» في الإصابة بتليف الرئة؟
منذ 8 أعوام توفيت «ر.س» بعد معاناة من ضيق التنفس والإحساس الدائم بالاختناق حتى من ملابسها على جسدها والكحة المستمرة التي لا تختفي.
بعد التحاليل والأشعة والسونار والسؤال عن الوضع التاريخي للمريضة، تم اكتشاف أنها كانت تقضي كثير من الوقت داخل «عشة الحمام»، واكتشف الأطباء أن سبب مرضها (بعد أخذ عينات من الرئة) وجود بقايا من زغب وإخراج الحمام في الأماكن التي يكثر بها الشعيرات الدموية.
وتتذكر الدكتورة سماح نوح، طبيبة بيطرية، رئيس قسم الإرشاد بإدارة الطب البيطري بمركز الشهداء في المنوفية، الموظفة بالإدارة التابعة لها عندما كانت مصابة بأعراض تشبه البرد، ولم يتمكن الأطباء من اكتشاف مرضها مبكرا خاصة بعد إصابتها بتليف في الرئة نتيجة تربيتها للطيور وبالأخص حمام.
رغم هذه الحالة، ترى «نوح» أنه لا يمكن ربط إصابة تليف الرئة بتربية الطيور في المنزل، لكن يتعلق الأمر أكثر بنظام التربية والمكان الذي يتم فيه، فالمربي للطيور في وحدة سكنية صغيرة من الممكن أن يكون عرضة للإصابة بتليف الرئة أكثر من المربي لها بمكان واسع.
تشابه الأعراض يؤخر اكتشاف تليف الرئة
وذكرت أن أعراض الإصابة بتليف الرئة نتيجة تربية الطيور والإهمال في النظافة يكون مشابها لأعراض كثير من الأمراض الأخرى، وبالتالي لا يتم اكتشاف المرض مبكرا.
المشكلة في فضلات الحمام
وعن أسباب الإصابة حال حدوثها، أوضحت في تصريح لـ«الدستور» أن المشكلة ليست في الحمام ككائن حي لكن في فضلاته، لأن نسبة الأمونيا تكون مرتفعة، وكذلك هناك ما يسمى بالزغب وهو الريش الصغير الموجود بين الريش الكبير للحمام «في حالة طيرانه يمكن الاعتقاد أنه أتربة وليس ريش» وهنا يكمن الخطر.
وأشارت إلى أن هذا الخطر لا يحدث من الحمام فقط بل من الببغاوات وعصافير الزينة وأي نوع طيور بشكل عام، لكن الحمام واليمام يمثلان النسبة الأكبر في الإصابة.
وفي السياق، قالت الدكتورة فاتن غازي استشاري الأمراض الصدرية، إن تربية الطيور في المنزل من الممكن أن تسبب تليف الرئة، موضحة أن ذلك يحدث عند تنظيف الطيور فهناك مثيرات سواء من ريش الطيور أو من فضلاتها عند دخولها إلى الرئة تستحثها لتكون هذا النسيج الليفي أو التليف.
وعن سبل اكتشافه، قالت «غازي» في تصريح لـ«الدستور» أنه على حسب أعراضه وعادة تكون ضيق في التنفس مع بذل المجهود ولا يتم اكتشافه مبكرًا وإذا اكتشف يكون بالصدفة عادة، بعد عمل أشعة مقطعية.
وأضافت أنه بالبحث عن التاريخ المرضي المسبب لتليف الرئة والبحث عن الأسباب يتم سؤال المريض إذا كان هناك تربية للطيور وإجابة المريض تحدد سرعة التشخيص، مؤكدة أن تليف الرئة من الممكن أن يدوم لسنوات طويلة مع المريض، خصوصا أن هناك علاجات حديثة لإيقاف التليف ولا يزيد ولكنه يظل موجود، مع ضرورة إبعاد المريض المسببات لهذا التليف.
وأشارت إلى أنه ليس كل من يربي طيور يحدث له تليف في الرئة، لكنها تختلف باختلاف الأشخاص ولا يوجد أي دليل علمي عن إصابة شخص دون أخر في حالة تربيته للطيور.