الأمم المتحدة تؤكد أهمية التنوع في بناء قدرة النظام الزراعي على مواجهة المخاطر
قال تقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، إن التنوع في الجهات الفاعلة والاستجابات أساسي لبناء قدرة النظام الزراعي والغذائي على الصمود في وجه المخاطر المتعددة، لافتًا إلى أن التنوع يوفر شبكة للتعلّم والتحوّل، وللوقاية من المخاطر والتخفيف من حدّة الصدمات، ولضمان المرونة في الاستجابات لمختلف الاحتياجات والفرص.
وأضاف التقرير الذي حصلت "الدستور" عليه، أن التنوّع في النظم الزراعية يتصف بإنتاج سلع أساسية مختلفة والاعتماد على مصادر مختلفة للعرض والطلب، على الصعيد المحلي والخارجي، وتكون سلاسل الإمدادات الغذائية التي يمكنها الوصول إلى مصادر مدخلات وأسواق مخرجات أكثر تنوّعًا أقلّ عرضة للضعف. كذلك، فإن الاعتماد على شركاء تجاريين متعددين يمكن أن يعزّز القدرة على الصمود من خلال “الاستيراد” من مصادر عرض مختلفة أو “التصدير” إلى منافذ طلب متنوعة، ما يخفّف من الأثر الذي يمكن أن تخلّفه الصدمات المتزامنة في مكان واحد في أقاليم وقطاعات أخرى.
وفي المجتمع المدني المحلي، يمكن لقنوات السوق المتنوعة - من التعاونيات إلى الزراعة الحضرية والقائمة على المجتمع المحلي، أن توفّر الأمن الغذائي والتغذية للمواطنين، وتشمل استراتيجيات أخرى للتخفيف من الأثر مصادر غذائية بدلية، مثل مخزونات الأغذية..
وتشكل الإمدادات الداخلية حصة كبيرة من النظام الزراعي والغذائي، يمثّل وجود مزيج من الأغذية المغذية المتوفرة من مصادر محلية ومصادر استيراد استراتيجية مهمة لتنويع المخاطر، خاصة بالنسبة إلى البلدان الأصغر حجمًا، أمّا في البلدان التي لديها قاعدة زراعية محدودة، وبالتالي تعتمد بشكل أكبر على الواردات الغذائية، فإن إدارة الروابط التجارية من خلال استيراد سلّة متنوّعة من الأغذية المغذية من بلدان ذات ملامح اجتماعية واقتصادية ومناخية غير متجانسة يكتسي أهمية حاسمة لتنويع المخاطر والحدّ من الهشاشة في وجه الصدمات الخارجية.
فاختيار استراتيجية التنويع الأكثر فعالية سوف يعزّز المكاسب الناشئة عن زيادة القدرة على الصمود، و يمكن أن يساعد صانعي السياسات في اختيار الاستراتيجية الملائمة، من خلال السماح لها بالتنبؤ بدقة أكبر بمواطن الضعف في كل مكوّن ومعالجتها لتحسين القدرة الاستيعابية للنظام.