الأطفال والسوشيال ميديا.. كيف نحمي أطفالنا من التطرف؟
تتصيد الجماعات الإرهابية الفرص للنيل من الشباب وتجنيدهم خاصة إذا كانوا فى سن صغيرة يصبح معها التجنيد أمرًا أكثر سهولة، ومؤخرًا مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعى وتأثيرها فى المجتمعات، اتجهت تلك الجماعات إليها لاستقطاب عناصرها وداعميها خاصة من أصحاب الأعمار الصغيرة.
الأمر الذي يُحتم على أولياء الأمور تحرى الدقة فى كل ما يتلقاه أطفالهم.
ونرصد في السطور التالية وسائل مواجهة تلك الجماعات وحماية أطفالنا عليهم والتلاعب بعقولهم ..
محادثة الأطفال عن التطرف
قدم خبراء التربية في مركز «بوفرتي لو» الأمريكي، عدة نصائح للنقاش عن التطرف مع طفلك.. بداية ليس من السهل إجراء محادثة جادة مع طفلك فقد ينتهي بك الأمر بمناقشة شيء مختلف تمامًا، ولكن الهدف جعل الطفل يشعر بالراحة، بالإضافة إلى الحصول على التوازن الصحيح، مع ترك طفلك يتحدث دون انقطاع، والتشجيع على الأسئلة بالإضافة إلى الاستماع.
اختر المكان الذى يشعر فيه طفلك بالراحة وابدأ فى الحديث معه.
اجعل المحادثة ذات صلة، على سبيل المثال، إذا شاهدت شيئًا ما على التلفزيون حول التطرف، فيمكنك أن تسأل طفلك عما سيفعله إذا وجد نفسه في هذا الموقف، أو لإثبات أنك تقدر رأيهم، يمكنك القول إن صديقك يحتاج إلى نصيحة بشأن التطرف، اسأل عن رأيهم، اكتشف مدى معرفتهم بالموضوع.
الأطفال والسوشيال ميديا
أصبح استخدام الجماعات المتطرفة للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أحد أهم الطرق لنشر أيديولوجيتها، وفى هذا الشأن أكد الدكتور محمد مشعل أستاذ عقيدة وفلسفة في جامعة الأزهر، لـ«الدستور» ، أنه بالنظر إلى واقعنا المعاصر نجد أننا نعيش في عالم منفتح على الجميع في شتى أنحاء العالم بسبب شيوع استخدام التكنولوجيا الحديثة ووسائل الاتصال بالانترنت والسوشال ميديا، وهذا كله في الواقع سلاح ذو حدين إما أن يكون أداة هدم أو أداة بناء.
والملاحظ في واقعنا الآن شيوع استخدام الأطفال للسوشيال ميديا وتواصلهم مع غيرهم، مما يعني سهولة تعرضهم للأفكار المتطرفة وهذا يقتضي منا ضرورة الوقوف حول تلك الظاهرة وحماية أطفالنا.
دور الأسرة
وفقًا للدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، فإنه على الأسرة دور كبير في حماية الأطفال من الانسياق وراء الأفكار المتطرفة في السوشيال ميديا، وهذا الدور يتمثل في وقايتهم وتحصينهم من تلك الأفكار ويكون ذلك من خلال الحوار معهم حول تلك الأفكار التي يروج لها هؤلاء وتفنيدها وبيان خطرها على الأمن والمجتمع والتأكيد على معارضة تلك الأفكار المتطرفة مع الرؤية الدينية الصحيحة، والحديث الدائم مع أطفالهم اطمئنانا لرسوخ الفهم الصحيح في عقولهم ونبذ الأفكار المتطرفة.
وأضاف أنه ينبغي على الأسرة أيضًا الحرص على ملئ فراغ أطفالهم بما ينفعهم كدفعهم للمشاركة في الأنشطة الرياضية وغيرها.
كما أن مراقبة الأسرة لسلوكيات الأطفال أطفالهم من خلال معرفة المحتوى الذي يشاهدونه في تصفحهم ومدى موائمته لهم، بالإضافة إلى معرفة أصدقائهم وسلوكياتهم حتى لا ينعكس أثرها السلبي على أطفالهم.
وينبغي التأكيد على الدور الكبير للأم في احتواء أطفالها والذي سيجعلهم يلتزمون بتعليماتها والرجوع إليها عند مرورهم أو مشاهدتهم لما تم تحذيرهم منه.
دور الآباء
وأشار "فرويز"، إلى أن ه من الضرورى الاستمرار فى الحديث مع الأطفال حول ممارسات الجماعات المتطرفة وبيان زيفها، وضرورة المتابعة الجيدة للأطفال وما يطرأ عليهم من تغيير في سلوكياتهم وأفكارهم.
وعلى الآباء اختيار كل موقع يكون الطفل فيه خارج بيته سواء كانت المدرسة أو النادي الرياضي أو مركز تعليمي وغيرها، ووكذلك التدقيق فى اختيار الأشخاص الذين يتواصلون معهم لغرض تعليمي أو رياضي، وأيضا على الآباء الانتباه جيدا لكل من يختلط بأطفاله من الجيران والأقارب.
دور المؤسسات التعليمية
ومن جانبه أكد الدكتور محمد مشعل أستاذ عقيدة وفلسفة في جامعة الأزهر أن للمدرسة دور مهم في تحصين الأطفال فالطفل يقضي في مدرسته ساعات طويلة، وعادة ما يسمع الطفل لأساتذته ويتأثر بهم أكثر من غيرهم، لذا من الضروري أن تحرص المؤسسات التعليمية على تنشأة الأطفال وغرس التعاليم الصحيحة وتحذيرهم من كل ما يخالفها من الأفكار المنحرفة التي يروج لها البعض.
وأكد أن المؤسسات التعليمية ذات أهمية بالغة حيث يسهل من خلالها استمالة الأطفال واقناعهم فإن جماعات العنف والتطرف تحاول دائما التسلل إلى المؤسسات التعليمية لسهولة بث سمومهم الضالة في عقول أطفالنا وهو ما يدفع أطفالنا إلى البحث عن أفكارهم في السوشيال ميديا وتصفحها والقراءة حولها.
دور المؤسسات الدينية
وأكد مشعل أنه لا يمكن إغفال دور المؤسسات الدينية في حماية أطفالنا، وذلك من خلال رصد الأفكار المتطرفة والتحذير منها وبيان زيفها وتوعية الناس بذلك بكل الوسائل الممكنة من خطب ولقاءات ونشر ذلك على صفحات السيوشال ميديا، وكلما كان هناك انتشار واسع للأفكار الصحيحة ومواجهة الأفكار المتطرفة تشكل لدينا وعيا مجتمعيا بخطورة هؤلاء، وكان لذلك الأثر في الآباء والأمهات مما كان دافعا لهم في تحذير أطفالهم ومراقبتهم الدائمة.
وهنا لا ينبغي أن نغفل الدور الكبير الذي يقوم به الأزهر الشريف من خلال مركز الأزهر العالمي للرصد والفتوى الإلكترونية والذي من مهامه رصد تلك الأفكار المتطرفة ومواجهتها وتفنيدها والرد عليها.