«ثورة صناعية جديدة».. بدء إطلاق مشروعات تطوير الغزل والنسيج في مصر
ثورة جديدة في عالم الصناعة قاربت على الانطلاق، وهي ثورة الغزل والنسيج المصري، والتي من المتوقع انطلاقها خلال العام المقبل 2022، عن طريق الانتهاء من تدشين 3 مجمعات صناعية في المحلة ودمياط وكفر الدوار بتكلفة 21 مليار جنيه.
ثورة الغزل والنسيج المصري، من المتوقع أن ينتج عنها إطلاق "ماركة" جديدة للقطن المصري، إذ ستطلق وزارة قطاع الأعمال العام في شهر يناير المقبل، العلامة التجارية لمنتجات القطن المصري تحت اسم "نيت"، كما تطلق "ماركة" أكثر جودة وسعر باسم "بريميوم نيت".
ووصلت نسب إنجاز خطة تنمية صناعة الغزل والنسيج في مصر إلى الآن، نحو 60%، حيث من المتوقع دخول أول مصنع الخدمة منتصف العام المقبل، وهو مصنع غزل المحلة الجديد، "غزل 1"، على مساحة 62.5 ألف متر ليضم 182 ألف مردن، بطاقة إنتاجية نحو 30 طنًا/يوم، من الغزول الرفيعة والسميكة وتم الانتهاء من 60% من الأعمال الإنشائية.
يأتي ذلك بجانب تطوير مصنعي "4 و6"، مما يرفع إنتاج غزل المحلة إلى 48 ألف طن سنويًا من أصل 188 ألف طن مستهدف إنتاجها لإجمالي الشركات.
ووفق خطة التطوير، تم توقيع عقود إنشاء 7 مصانع جديدة بشركتي مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى ودمياط للغزل والنسيج التابعتين للوزارة، بتكلفة للأعمال الإنشائية تقدر بنحو 2.6 مليار جنيه.
وتستهدف الخطة تنمية صناعة الغزل والنسيج في مصر، زيادة الطاقة الإنتاجية للمحالج لنحو 4 ملايين قنطار قطن سنويًا بدلًا من 1.5 مليون قنطار سنويًا الطاقة الإنتاجية الحالية، وفي مصانع الغزل تستهدف الطاقة الإنتاجية 188 ألف طن سنويًا بدلًا من 37 ألف طن سنويًا يتم إنتاجها حاليًا.
وفي مصانع النسيج، من المستهدف إنتاج 198 مليون متر سنويًا صعودًا من 50 مليون متر سنويًا من الطاقة الإنتاجية الحالية، أما الطاقة الإنتاجية المستهدفة في الملابس الجاهزة والمشغولات والوبريات تبلغ 50 مليون قطعة سنويًا في مقابل 8 ملايين قطعة يتم إنتاجها حاليًا.
أما عن مشروع مجمع كفر الدوار للغزل والنسيج، فمن المخطط إقامة 5 شركات جاري دمجها مع بعضها البعض، والمشروع يُقام على مساحة حوالى 175 ألف متر مربع، ويهدف إلى إقامة عدد (6) مصانع متكاملة لتصنيع الغزل والنسيج.
وتضم المصانع؛ مصنع الصباغة والتجهيز، مصنع الغزل، مصنع النسيج، مصنع تحضيرات النسيج، مصنع التفصيل، وستبلغ تكلفة إنشاءات هذا المشروع 2.4 مليار جنيه، بخلاف قيمة الماكينات والآلات.
ومن المستهدف في مجمع كفر الدوار، إحلال 170 ألف مردن متهالك بعدد 88 ألف مردن جديد بتكنولوجيا متطورة، بطاقة إنتاجية 9027 طن سنويًا من الغزل بدلًا من 366 طن يتم إنتاجها حاليًا.
كما سيتم إنتاج 50.7 مليون متر سنويًا من النسيج بدلًا من 13 مليون متر يتم إنتاجها حاليًا، مع إضافة طاقة إنتاجية 50.7 مليون متر من الصباغة والتجهيز بتكنولوجيا متطورة، كما تتضمن الخطة استغلال أرض شركة كفر الدوار في مشروعات اسكان اجتماعى متنوع.
من جانبه، أوضح حماد عبدالله، رئيس شعبة هندسة الغزل والنسيج بالنقابة العامة للمهندسين، أنه من الممكن التوسع في زراعة القطن طويل التيلة، باستغلال جانبي الطرق الصحراوية فى زراعة القطن قصير ومتوسط التيلة، وذكر منها على سبيل المثال؛ طريق العلمين الذي يبلغ طوله حوالى 135 كم، ويمكن زراعة مساحة 2 كيلو على جانبى الطريق يمينًا ويسارًا، موضحًا أن الأبحاث أثبتت صلاحية زراعة القطن قصير ومتوسط التيلة في تلك المنطقة، على أن يتم ريها بالمياه المعالجة من مياه الصرف الصحي، لأن القطن القصير ومتوسط التيلة يمكن أن يروى بتلك المياه دون أي ضرر.
وعن تلك الثروة الصناعية الكبرى في مجال الغزل والنسيج التي تسعى مصر إلى دخولها، أوضح هشام توفيق، وزير قطاع الأعمال العام، إنه تم إنفاق ما يقرب 300 مليون جنيه في مجال تدريب وتأهيل عمال صناعة الغزل والنسيج، وكيفية التعامل مع المعدات الجديدة، كاشفًا عن أنه تم تدريب ما يقرب من 180 مدربًا لتدريب 50 ألف عامل خلال الـ10 الأشهر المقبلة.
كما أكد أن مصنع الغزل والنسيج في المحلة، سيكون أكبر مصنع للغزل والنسيج في العالم إذ أنه سيحتوي على 182 ألف مرادن غزل، وسيعمل بطاقة 16 ألف طن يوميًا.
و أشار وزير قطاع الأعمال، إلى أن الماكينات الخاصة بالمصنع، تم استيرادها من أكبر دول العالم الصناعية، أما عن القطن فأوضح: "بدأنا للعام التالي، زراعة الأصناف قصيرة التيلة والتي تمثل 98 % من استهلاك العالم للأقطان، وبالتالي كانت الفترة المقبلة تتطلب التوسع في زراعة الأصناف قصيرة التيلة، خاصة وأن الأصناف طويلة التيلة لم تعد مطلوبة في الفترة الحالية".