أموالهم «سحت».. عالم أزهرى: التسول بتوزيع المطبوعات القرآنية امتهان للمصحف
يتساءل البعض بشكل مستمر داخل جروبات الفتاوى المعاصرة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» حول أموال المتسولين وهل يجوز التبرع لهم؟، حيث ورد سؤال من عدد من رواد التواصل، يقول: نشاهد أطفال ونساء يحترفون التسول في المواصلات العامة ويقومون بتوزيع مطبوعات تتضمن سورًا وآيات قرآنية، فما حكم الدين في هذه الظاهرة؟، وهل من الأفضل أن نمتنع عن مساعدتهم؟.
من جانبه، رد الراحل الدكتور محمد المسير، من علماء الأزهر، في مقطع فيديو متداول عبر "فيسبوك" قائًلا: «التسول ظاهرة يرفضها الإسلام، والذين يمارسون هذه العادة يجمعون أموالًا من السحت الحرام، وهؤلاء يتظاهرون بالحاجة والمرض ويتفننون في ذلك والغالبية العظمى منهم أغنياء أو قادرون على العمل».
واستشهد بما قاله سيدنا رسول الله عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، كما جاء في صحيح البخاري: "من سأل الناس أموالهم تكثرًا فإنما يسأل جمرًا فليستقل أو ليستكثر"، أي أن مال التسول شؤم على صاحبه، يتحول إلى جمر يكوى به يوم القيامة، وفي حديث آخر "صحيح" يقول سيد الخلق عليه الصلاة والسلام: "لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله وليس في وجهه مزعة لحم" أى قطعة لحم، ومعناه أنه يأتى يوم القيامة ذليلًا لا كرامة له عند الله.
ظاهرة التسول
وتابع: «فإذا أضفنا إلى ذلك ما قد يصاحب ظاهرة التسول من توزيع مطبوعات تحمل سورًا وآيات قرآنية تعاظم الإثم وتضاعفت الجريمة فإن هذا الصنيع امتهان للمصحف الشريف واستخفاف بكلمات الله، فقد تقع هذه المطبوعات القرآنية في يد حائض أو نفساء أو غير مسلم بل قد يتقاذفها الناس وتسقط على الأرض، وهذا كله ذنب كبير وإثم عظيم، ومن الخير أن نمتنع عن مساعدة هؤلاء الذين يتسولون ويمتهنون المصحف».