كاتدرائية سيّدة البشارة تحتفل باليوبيل الذهي لتأسيسها
ترأس البطريرك مار أغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الأنطاكي، القداس الإلهي بمناسبة أحد بشارة العذراء مريم بالحبَل الإلهي، على مذبح كاتدرائية سيّدة البشارة، ببيروت.
واحتفل خلال القداس الالهي، باليوبيل الذهبي لتكريس الكاتدرائية وتدشينها، وكرّم بعض المتزوّجين والذين نالوا سرّ العماد في الكاتدرائية منذ خمسين سنة، وكذلك المسؤولين عن اللجان والفعاليات التي تخدم في الكاتدرائية.
وتحدّث البطريرك عن كاتدرائية سيّدة البشارة "التي احتفل بتقديسها وتكريسها سلفنا الأسبق المثلّث الرحمات البطريرك مار اغناطيوس أنطون الثاني حايك في 30 مايو عام 1971، لتصبح الكاتدرائية البطريركية الجديدة، بعدما تهدّمت كاتدرائية مار جرجس في الباشورة ودُمِّرت خلال الحرب المدمّرة التي عصفت بلبنان، والتي نرمّمها اليوم كي تعود كما كانت، باذلين كلّ جهدٍ كي تكون علامةً ورمزاً لكنيستنا السريانية الكاثوليكية في لبنان".
كما تحدث عن احتفال "الكنيسة الجامعة بعيد البشارة في 25 مارس من كلّ عام، ولكنّ اليوم هو أحد بشارة العذراء مريم بالحبَل الإلهي، وهو الأحد الرابع من الآحاد التي تسبق عيد الميلاد، وهو عيد خاص بكنائسنا السريانية والكنائس الشقيقة ذات التقليد السرياني. وتريد كنيستنا أن تحثّنا كي نُهيِّىء قلوبنا وأفكارنا لتَقَبُّل سرّ التجسّد الإلهي بميلاد الرب يسوع، والذي تمّ بقبول العذراء مريم اختيار الله لها بالحبل بيسوع كلمته الأزلي، فادينا"، متناولاً بالشرح تفاصيل حدث بشارة الملاك للعذراء مريم بالحبَل بالرب يسوع، لافتاً إلى أنّ "البشارة لمريم هي بشرى لنا أيضاً، بأنّنا مدعوّون لنعيش مع الله الحاضر معنا ومن أجلنا، عمانوئيل، أي الله معنا، الشافي والمحرّر والمخلّص".
ولفت إلى أنّه "انقضت خمسون سنة على تأسيس الكاتدرائية وتكريسها على يد المثلّث الرحمات البطريرك مار اغناطيوس أنطون الثاني حايك، بعدما بنى المثلّث الرحمات البطريرك الكردينال مار اغناطيوس جبرائيل الأول تبّوني الكنيسة في أسفل هذه الكاتدرائية، وكانت تخدم شعبنا هنا الذي كان يضع كلّ ثقته ورجائه بهذه الأمّ السماوية. ونحن اليوم إذ نحتفل بهذا اليوبيل، نحتفل روحياً بتكريم أمّنا مريم العذراء مع أبناء هذه الرعية وبناتها، أكانوا هنا في لبنان أو في بلاد الاغتراب".
وقال: إنّنا نبقى شعب الرجاء الذي لا يخاف مهما ازدادت المحن وعظمت المصائب. صحيحٌ أنّنا نمرّ بصعوباتٍ كثيرة، لكنّ أمّنا مريم العذراء هي حاميتنا، كما حمت الكثيرين منّا أثناء الحرب المشؤومة من السبعينيات حتّى التسعينيات من القرن الماضي. وأنتم الذين عشتم هذه الأزمة المخيفة التي مررنا بها، تدركون ذلك. وقد تحمّلت هذه الكاتدرائية وعانت الكثير من هذه الحرب، وأنا أذكر أنّنا رمّمناها في الثمانينيات عدّة مرات، واليوم المطران شارل مراد كخادم لهذه الرعية رمّمها وجدّد أقساماً منها، ورمّم القاعة بمساعدة المحسنين، وهيّأها كي تكون باستقبال المؤمنين". وإذ رحّب بسيادة المطران يوسف عبّا، أشار غبطته إلى أنّنا كرّسنا العام الماضي كنيسةً على اسم سيّدة البشارة في الموصل، وهي أوّل كنيسة يعاد بناؤها ويتمّ تكريسها في هذه المدينة، بعدما عانت من الإرهابيين والعنف والقتل هناك، وكنّا نؤكّد للمؤمنين على الدوام أنّ الكنيسة لن تتخلّى عنهم".