معايشة «الدستور» مع الأهالي المتضررين إثر السيول في أسوان (فيديو)
بالرغم من أن المطر بمثابة خير ينتظره الجميع من أهالي أسوان وكان عند سماعهم لهطول أمطار في محافظات أخرى يتمنوا أن تنال المحافظة قدر منه، ولكنهم لم يأتي في مخيلاتهم ابدًا أن بمجرد حلول الأمطار سيفقدوا معيشتهم الهادئة ومنازلهم ويصبح مصيرهم مجهول إلي هذا الحد.
وأجرت "الدستور" معايشة بعدد من النجوع المتضررة إثر السيول في قرية غرب أسوان:
مع أول خطواتنا التي نخطيها إلي المعدية النهرية التي تتجه إلى قرية غرب أسوان، نجد أن ملامح الحزن والأسى ترتسم على وجوه جميع الأهالي إثر ما مروا به في السيول وهطول أمطار مصحوبة بكرات ثلجية عليهم، كما أن جميع الحوارات التي تدور بينهم عن أهلهم وجيرانهم الذين فقدوا جميع محتويات منازلهم تحت الأنقاض، ولم يتبقى لهم أي شي يعتمدوا عليه في معيشتهم، ولكن ستر الله عليهم أنهم نجوا بأرواحهم وأولادهم من تلك الكارثة.
ومع تجولنا داخل النجوع نجد أن الخسائر الموجودة داخل النجوع بقرية غرب أسوان قد تنوعت، ووقعت انهيارات كلية للعديد من المنازل وأخرى جزئية ولكن جميعهم في نفس المأساة وفقدوا عدة اشياء من محتويات منازلهم تحت الأنقاض.
وترصد ''الدستور'' كواليس ولحظات رعب عاشها الأهالي خلال ساعات هطول الأمطار الغزيرة والسيول في قرية غرب أسوان:
الأهالي المتضررين في قرية غرب أسوان إثر السيول
"احنا يوم الجمعة أول المطر أخذنا عيالنا والكبار أخدوا العيانين وكلنا دخلنا الجامع وبيتنا لـ 3 أيام"، هكذا بدأت ناهد محمد، أحدي أهالي نجع القبة، إن البيوت الخاصة بهم مبنية من الطين لذلك تأثرت بكل كبير إثر هطول الأمطار الغزيرة، وأنهم لم يمروا بنفس هذا الطقس سابقًا، وأن قبل نزول السيول هبت عاصفة ترابية شديدة للغاية، وتوقعوا بعدها أن سيتم انقطاع التيار الكهربائي أثر ذلك، ولكنهم تفاجئوا بهطول كميات هائلة من المياه والثلج غرقت بسببها المنازل، قائلة “إحنا كنا بنشيل المياه من البيوت ونرميها في الشوارع كويس أن شوارعنا رملة شربت المياه”.
وأضافت لـ"الدستور" أن كل يوم المنازل تنهار بعد شربها للمياه لأنها مبنية من الطين، قائلة "السراير كانت بتمشي في المياه زي المراكب"، وداخل المنزل يعيش أكثر من أسرة وليست واحدة فقط، والأضرار وقعت عليه إثر السيول انهيار الغرفة الكبيرة والقبب الخاصة بالمنزل، "إحنا بعد السيول عايشين في أوضة واحد كلنا"، مشيرة إلي أن منذ وقع السيول هناك عدم استقرار في التيار الكهربائي، ومياه الشرب إيضًا، ولم تعود الأوضاع مستقرة كما كانت من قبل.
بينما قال محمد حسن، أحد أهالي نجع القبة بقرية غرب أسوان، المتضررين أثر السيول، إن الأمطار الغزيرة التي شهدتها مدينة أسوان الجمعة الماضية، لم تشهدها من قبل نهائيًا، حيث أنه على الرغم الأمطار التي مرت بها المحافظة من قبل لكنها لم تكن مثل ما وقعت من قبل، موضحًا أن بدأت الأمطار غزيرة جدًا وبعدها هطول كميات ثلوج كبيرة جدًا واستمر لمدة من الممكن تتجاوز الساعتين.
وأضاف لـ"الدستور'' أن بعد هطول الأمطار وجلوسهم في غرف منزله برفقة أسرته، سمعوا صوت عالٍ جدًا، ما استدعى لتوجه حتى يشاهدوا ماذا حدث في الخارج، وجدوا الغرفة الكبيرة التابعة لمنزلهم انهارت وتلف جميع محتوياتها أسفل الأنقاض، وأن الغرفة يرجع عمرها لـ120 عامًا متوارثة عن الأجداد، قائلاً'' الحمد لله مكنش في اي خسائر في الأرواح وكلنا كنا موجودين الناحية التانية".
بينما أوضحت شقيقته لـ" الدستور" أن مع تساقط الأمطار بشكل غزير على منزلهم والثلج التي تتساقط توقعت أنها نهاية الحياة، حيث أنها حرصت في هذا الوقت على قراءة القرأن الكريم والأدعية، قائلة" كنت مرعوبة جدًا، كنا هنموت كان زي يوم القيامة جيه ".
أوضحت شقيقته لـ" الدستور" أن مع تساقط الأمطار بشكل غزير على منزلهم والثلج التي تتساقط توقعت أنها نهاية الحياة، حيث أنها حرصت في هذا الوقت على قراءة القرأن الكريم والأدعية، قائلة" كنت مرعوبة جدًا، كنا هنموت كان زي يوم القيامة جيه ".
من جانبها قالت زهور سراج، نجع القبة بقرية غرب أسوان، أحد القرى المتضررة إثر السيول، إن منزلها تضرر بشكل كبير جدًا أثر السيول التي تعرضت لها المحافظة، حيث أن منزلها مكون من 4 غرف والمنزل بأكمله تهدمت أثر السيول، وتبقى من منزلها فقط غرفة فقط وبها تصدعات وتشققات أيضًا، قائلة "إحنا من الجمعة اللي فاتت واحنا متشحططين برة البيت".
وأضافت لـ"الدستور" نظرًا لأن المنازل مبنية من الطين اللبن "المنازل البلدية" وهطول الأمطار عليها بشكل غزير جدًا أدى ذلك إلي سقوط عدد كبير منها وتشققها أيضًا، قائلة " كل ما المياه بتنشف البيوت بتريح والمنازل بتقع وتضررنا جدًا، موضحة أنه على إثر السيول انقطع التيار الكهربي عن نجع القبة بقرية غرب أسوان بأكمله لمدة 3 أيام متواصلين، حيث أنهم كانوا يقضوا يومهم بالكامل في الشارع أمام المنزل، وبعد أذان الفجر يتوجهوا للغرفة المتبقية من المنزل حتى يستريحوا قائلة “خايفين تقع علينا البيوت ومكناش شايفين حاجة”.
وناشدت زهور سراج، المسئولين وعلى رأسهم اللواء أشرف عطية محافظ أسوان، بحل مشكلتهم وإيجاد أماكن بديلة حتى يعيشوا فيها بعد انهيار منزلها بالكامل ما عدا غرفة واحد فقط وبها تشققات، قائلة: "أنا بيتي في منزل علشان كده المياة كانت لتزل تركن عندي في بيتي، وكل حاجة بايظة في البيت ومفيش مكان نقعد فيه".
ومن جانبها قالت وفاء سعد، نجع الحمدلاب بقرية غرب أسوان، أحد المنازل المتضررة إثر السيول، إن بدأت عاصفة قبل سقوط الأمطار وبعدها بدأت الأمطار تتساقط بشكل غزير جدًا، وأنهم يشاهدوا تساقط الأمطار بهذا الشكل لأول مرة، كما أن صاحبت الأمطار الغزيرة نزول ثلوج كبيرة الحجم بطريقة صعبة.
وأضافت لـ"الدستور" أنها تعيش في المنزل برفقة عائلتها وعددهم 9 أسر وأبناءهم، ولكن أثر السيول التي شهدتها محافظة أسوان أدى ذلك إلى انهيار ما يقرب من 3 منازل وجميعهم تابعين لهم وفى نفس المنطقة، وأن هناك متبقي عدد من الغرف أيضًا مهددة بالانهيار، نظرًا لأن المنازل النوبية معرفة أنها مبنية من الطوب اللبن "الطين''، ويعد هذا السبب الرئيسي في وقوع الأضرار بالمنازل.
وأوضحت لـ" الدستور" أن بعد انهيار منازلهم استخرجوا قدر ما يستطيعون من الأجهزة الكهربائية وبعض الأثاث الخاص بهم فقط، وعدد من الملابس أيضًا، ولكن أسفر الانهيار عن تلف العديد من محتويات المنزل، مشيرة إلى أنهم في الوقت الحالي أصبحوا متواجدين في الشارع بعد انهيار سور المنزل الخاص بهم، حيث أنهم افترشوا السرائر دخال حوش واسع نظرًا لأنهم يقضوا يومهم في الخارج، ولكن فترات النوم يقضوها داخل غرفتين متبقين بالمنزل.
واستكملت أن خلال يومهم لا يستطيعون إعداد أي مأكولات ومشروبات ولكن تصلهم الإعانات المخصصة لهم من الدولة، حيث أنهم تم صرف إعانات المأكولات لهم، و البطاطين أيضًا نظرًا لبرودة الطقس بالتزامن مع فصل الشتاء.
وناشدت وفاء المسئولين وعلى رأسهم محافظ أسوان اللواء أشرف عطية، ببناء منزلهم، قائلة '' احنا دلوقتي من غير مأوى، طلعنا حاجتنا قاعدين في الحوش والسور اللي بينا وبينا الشارع اتهد واحنا ورانا الصحراء على طول دلوقتي الكلاب بتبقى كتير جدًا بليل احنا بنخاف نطلع، والصبح نصحى نلاقي عدد منهم موجود''.