«طوق النجاة».. كيف تحمي حساباتك على السوشيال ميديا من الاختراق؟
في السادس من مايو الماضي، تلقت منار إبراهيم اتصالا هاتفيًا من شخص يدعى أنه من خدمة عملاء شركة تسويق، واستخدم اسم موقع اشترت منه بالفعل عدة مرات، وطلب منها الرقم القومي وبياناتها للتحديث فأعطته إياها بحسن نية، وبعد ساعة تم إغلاق كافة حساباتها الإلكترونية حتى الشريحة سُرقت.
وتضيف صاحبة الـ٢٧ عاما في حديثها لـ«الدستور»: «على الفور باشر ابتزازي بعد سرقة «واتس آب وفيس بوك وجي ميل»، ثم استغل تلك الحسابات بداية من طلب مبالغ مالية من أصدقائي وابتزازهم أيضًا مستغلًا صورًا متبادلة لهم معي وأسرار خاصة في الدردشة، وتطور الأمر فيما بعد لأن استخدم صوري الخاصة من داخل المنزل وأرسلها إلى أصدقائي وأفراد عائلتي مما تسبب لي في أذى نفسي كبير».
وتابع: «كنت في البداية خائفة، لكن لمًا الفضيحة بقت على الملأ لجأت للشرطة، وبعدما حررت بلاغًا ضد شركة الاتصالات، فوجئت بالشاب المجهول الذي اخترق حساباتها الإلكترونية واستخدامها في عمليات نصب واحتيال وابتزاز، يطلب ٣٠ ألف جنيه عن طريق «كروت الشحن» حتى يعيد تلك الحسابات».
وتقول إنها دخلت في حالة نفسية سيئة حتى أن حياتها انقلبت رأسًا على عقب، لكنها لم تستسلم وظلت تقاتل حتى يعود حقها، وأبلغت أجهزة الأمن التي تتبعت الجهاز ورصدت المتهم، وتبين أنه من مدينة العاشر من رمضان بالشرقية وأمرت النيابة بضبطه وعقب التحقيق معه واكتمال أدلة الثبوت تمت إحالته لمحكمة جنايات القاهرة، التي قررت حبسه ٩ سنوات للسرقة والابتزاز.
مدحت: خسرت عملي نتيجة ابتزاز عملاء شركتي
«مدحت هلال» الشاب السكندري صاحب الثلاثين عاما، حاول في أحد الأيام فتح حسابه على «فيس بوك» لكنه اكتشف سرقته وأن شخصا آخر استولى عليه، فحاول استعادته لكن دون جدوى خاصة أنه فقد «البريد الإلكتروني» المسجل به.
يعمل «مدحت» مسؤول تسويق في إحدى الشركات، وكافة البيانات الموجودة على حساب «فيس بوك» تخص عملاء وبنوك وتفاصيل خاصة بالإدارة من شأنها غلق بيوت وقطع أرزاق على حد وصفه.
حاول التواصل مع مخترق الحساب عن طريق حساب آخر، وطلب منه إعادته، فقال له «ده حساب اشتريته ولو هرجعه لازم أخد التمن اللي اتدفع فيه».
مرت 3 أيام و«مدحت» يحاول العثور على ثغرة لاسترجاع الحساب لكن المخترق بدأ استغلاله بعد أن سرق بيانات بعض العملاء وأسرارهم الشخصية وطلب منهم مبالغ مالية.
وفِي النهاية لجأ إلى مباحث الاتصالات حتى يخلي مسؤوليته حال استخدام المعلومات المتوفرة على حسابه في عمليات ابتزاز أو غيرها.
الحبس والغرامة عقوبة لصوص «الحسابات الإلكترونية»
يقول الدكتور محمد الجندي خبير تكنولوجيا المعلومات، إن الجرائم الإلكترونية بدأت في مصر والعالم كله مبكرًا بعد معرفة أثرها البالغ في حياة الأفراد، ومن هنا تيقظت الحكومة لخطورة الأمر فدشنت مباحث الإنترنت التي بدأت مع قانون الاتصالات، وكان مركزها في وزارة الداخلية، ومع انتشار الحسابات الإلكترونية ووسائل الاتصالات المختلفة والإنترنت وارتفاع معدل الجرائم الإلكترونية بدأت تنتشر فروعها في المحافظات، وتعرف الآن بـ«مباحث المعلومات» أو «مباحث الإنترنت».
وأوضح أن الضحايا يساعدون في زيادة انتشار هذا النوع من الجرائم، لعدم إبلاغهم عّن حدوثها فعند سرقة الحساب الإلكتروني، لابد من التوجه فوراً إلى مباحث الإنترنت للإبلاغ عن سرقته، وهناك يوجد ضابط مهندس فني متخصص في هذا الأمر، يفحص البلاغ ويتتبع الحساب ويراقبه لفترة، مشددا على ضرورة توخّي الحذر وعدم نشر «صاحب الحساب» خبر الإبلاغ عن سرقته «لأن سارق الحساب لا بد أنه سيقوم بفتحه، واستخدامه وحينها يسهل تتبعه».
وعن العقوبات التي تنتظر المتهمين في جرائم سرقة الحسابات الإلكترونية، يقول سعيد، إن المادة 71 من قانون الاتصالات، قررت عقوبة الحبس والغرامة التي لا تقل عن 30 ولا تزيد عن 50 ألف جنيه أو بإحدى العقوبتين لكل من أتلف أو عطل أو أبطأ أو اخترق بريد إلكترونيا أو موقع أو حساب خاص بأحد الأشخاص
محمد الجندي: على جميع المواطنين ربط حساباتهم مع “MY NTRA”
وأثنى الجندي على خطوة وزارة الاتصالات بتدشين تطبيق الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات واختصاره "MY NTRA” وهو متوفر حاليًا على المتاجر الإلكترونية للأندرويد والـ IOS، وترجع أهمية التطبيق إلى أنه يضم مجموعة من الخدمات التفاعلية من خلال استخدام الهاتف المحمول دون الحاجة إلى التواصل مع مراكز الاتصال أو الانتقال إلى أفرع الشركات، ويأتي هذا التطبيق نتاج لما رصده الجهاز من شكاوى واحتياجات المستخدمين وبالتالي يستطيع أي فرد الوصول لحسابه المسروق اسرع وقبل التوجه المباحث ويختصر خطوات كتير على جهات التحري في حالة اللجوء إليهم، فكل الحسابات ستكون مربوطة بجهة واحدة، والتطبيق خطوة جيدة في منظومة الميكنة التي تشدو الدولة لها.