رئيسان وشوشة.. كواليس لقاءات فدوى طوقان مع الكبار في مصر
"في ديسمبر 1968 توجهت إلى مصر في زيارة استجمام عادية، دون أن يجري في بالي ولا حسابي السعي للاجتماع بعبد الناصر" روت الشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان في مقالها المنشور بمجلة الدوحة يناير 1986، كواليس زيارتها في مصر آنذاك.
لفتت "طوقان" إلى أنها بعد الاحتلال في تسريب قصائدها إلى مجلة "الآداب" في بيروت وإلى الشاعر فاروق شوشة في مصر الذي أذاعها من خلال برنامجه "لغتنا الجميلة" بجانب سامية صادق التي كانت تقرأها في برنامجها "حول الأسرة البيضاء" وهو ما دعاها للقائهم في مصر قبل أن يتم دعوتها لحفل عشاء أحمد بهاء الدين، وسردت قصة تسريب قصائدها بحذافيرها.
بعد حفل العشاء بيومين، فوجئت فدوى طوقان بدعوة من جيهان السادات "علمت بوجودي في القاهرة من صديقتها السيدة ديزي زوجة أحمد بهاء الدين ودعتني إلى تناول فنجان شاي برفقة السيدة ديزي، ثم أردفت: وها هو أنور يضم صوته إلى صوتي ويقول لي: لا تكوني أنانية، أنا كذلك أحب أن أراها، فشكرت السيدة جيهان جميل ترحيبها معبرة عن تلبية دعوتهما الكريمة".
بعد أيام من العشاء، رتبت جيهان لقاء فدوى مع "السادات" في بيته بمنشية البكري، العاشرة صباح يوم الجمعة "كان ذلك اليوم المحدد أول أيام رمضان، ودخل الرئيس ليجلس على مقربة مني، وبدأ الحديث بالسؤال عن أحوالنا في الوطن، فرسمت له صورة شاملة عن تلك الأحوال، كما حدثته عن تشبث الجماهير بالرئيس عبد الناصر، وهتافاتهم في المظاهرات باسمه، ناصر، ناصر، ناصر، غير هيابين ولا وجلين من الجيش الإسرائيلي الشرس".
حكت طوقان أن الرئيس السادات تحدث أكثر مما تحدثت بكثير، واستمر اللقاء ساعة وأربعين دقيقة، ولم يحضر ذلك اللقاء أي إنسان آخر، وحين نهض كلانا قلت له وأنا أصافحه و راحتي في راحتيه: "ستظل أنت الرمز العظيم، والأب الحاني للأمة العربية، أنت كل شيء لنا، وأسأل الله أن يحقق الآمال ويزيح عنك وعنا هذه الغمة".
عن لقائها عبدالناصر، قالت طوقان إن الاجتماع لم يدم أكثر من 20 دقيقة سألها فيه عن أحوالهم وأبدى اهتمامه بأوضاعهم: "تأكيدًا منه على اهتمامه بنا ذكر لي أنه لولا الضفة الغربية لما كان قبل بقرار مجلس الأمن، ولما كان رفض وعد دين راسك، وزير خارجية أمريكا بإعادة سيناء إليه مقابل تخليه عن التمسك بالضفة الغربية وبالقضية الفلسطينية هذا كل شيء ولا أكثر من ذلك".