موجة رابعة لكورونا.. تقرير هندي يرصد مخاوف أوروبا قبيل أعياد الميلاد
تعيش أوروبا حالة من الرعب على إثر الاحصائيات المفزعة التي تعكس عنف موجة وباء كورونا التي تضرب البلاد حاليًا، حيث تتسارع معدلات الإصابة في القارة الأوروبية، ما حولها من جديد إلى بؤرة لتفشي الوباء بشكل يثير القلق، وسط تباطؤ حملات تطعيم ناجحة قبيل فصل الشتاء، ما دفع الحكومات إلى بحث إعادة فرض إجراءات الإغلاق مرة أخرى لمكافحة هذا التفشي.
وفي هذا الصدد، سلط موقع “WION” الهندي الضوء على التحذيرات من أن أوروبا أصبحت مرة أخرى بؤرة تفشي لوباء كورونا مع استمرار تسارع معدلات الإصابة بشكل مخيف، لا سيما وأن احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة في حال عدم وضع ضوابط لها ستسهم في انتشار المرض بشكل واسع في القارة العجوز.
أوروبا تمثل أكثر من نصف الإصابات على مستوى العالم
ولفت الموقع إلى أن أوروبا تمثل أكثر من نصف الإصابات في متوسط سبعة أيام على مستوى العالم ونحو نصف أحدث الوفيات، وفقًا لإحصائيات "رويترز"، وهو أعلى مستوى منذ أبريل في العام الماضي عندما اجتاح الفيروس إيطاليا لأول مرة.
ونوه إلى أن ألمانيا والنمسا وسلوفاكيا وكرواتيا تعد من بين الدول التي شهدت مؤخرًا زيادة في حالات الإصابة بفيروس كورونا، حيث سجلت ألمانيا عدد قياسي من الإصابات الجديدة بكوفيد-19 بلغ 50 ألفًا و196 حالة إضافية، وهذه هي المرة الأولى التي يتجاوز فيها عدد الإصابات اليومية الخمسين ألفا منذ بداية الوباء في ألمانيا.
وأوضح الموقع أن هذه الإحصائيات المخيفة تأتي وسط وسط تباطؤ وتيرة حملات التطعيم في الأشهر الأخيرة، حيث تلقى حوالي 65 في المائة فقط من سكان المنطقة الاقتصادية الأوروبية (EEA)، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي وأيسلندا وليختنشتاين والنرويج.
الوضع محفوف بالمخاطر
وأضاف: "الوضع محفوف بالمخاطر لدرجة أن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون حذر من "سحب العاصفة" فوق أجزاء من أوروبا، بينما دعت المستشارة المنتهية ولايتها أنجيلا ميركل يوم السبت إلى "جهد وطني" لكسر الموجة الرابعة من فيروس كورونا التي تجتاح ألمانيا وحثت الناس مرة أخرى على تلقي اللقاحات".
ونقل عن جونسون قوله "أرى سحب العاصفة تتجمع فوق أجزاء من القارة الأوروبية، ويجب أن أكون صريحًا تمامًا مع الناس: لقد كنا هنا من قبل. نتذكر ما يحدث عندما تبدأ الموجة فى الظهور"، محذرًا من الوضع أصبح أن مثير للقلق.
منظمة الصحة العالمية تحذر من تزايد الإصابات في أوروبا
وأشار إلى أن هانز كلوج المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا كان قد حذر أيضا من أن نقص امتصاص لقاحات كوفيد-19 هو السبب وراء الزيادة في الإصابات، موضحًا أن التقرير الأخير لمنظمة الصحة العالمية أظهر أن أوروبا، بما في ذلك روسيا، كانت المنطقة الوحيدة التي سجلت ارتفاعًا في الحالات، بزيادة 7%، بينما أبلغت مناطق أخرى عن انخفاضات أو اتجاهات مستقرة.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا في أوروبا وآسيا الوسطى قد جعلت المنطقة مرة أخرى بؤرة للوباء.
وتابع أن ألمانيا والنمسا تخططان لفرض إغلاق جديد بينما لا يزال المواطنين مترددين في تلقي اللقاح رغم ارتفاع الإصابات في الفترة الأخيرة، وهذا التردد يعرقل حملات التطعيم في وسط وشرق أوروبا وروسيا، ما يؤدي إلى تفش قد يضغط على أنظمة الرعاية الصحية.
وفي غضون ذلك، تخطط دول الاتحاد الأوروبي الأخرى لإدخال جرعات معززة لكبار السن وأولئك الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة لتجنب الإغلاق.
وأوضح الموقع أن النرويج، على سبيل المثال، أعطت بالفعل جرعة ثالثة لمن هم في سن 65 وما فوق، بينما تخطط لتقديم جرعة معززة لكل من يبلغ من العمر 18 عامًا أو أكبر، بينما قالت إيطاليا إنها ستقدم أيضًا، اعتبارًا من 1 ديسمبر، الجرعة الثالثة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا.