افتتاح مقبرة «وادى المومياوات الذهبية».. حمار مذعور قاد لاكتشافها
افتتح اللواء أحمد راشد، محافظ الجيزة، والدكتور عاطف الدباح، مدير المكتب الفنى للمجلس الأعلى للآثار نائبا عن الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى، صباح اليوم الجمعة، مقبرة وادي المومياوات الذهبية، والتي اكتشفها الدكتور زاهي حواس عام 1996.
وقال الدكتور عاطف الدباح إن وادي «المومياوات الذهبية»، الذي تم اكتشافه في عام 1996 بالواحات البحرية، يعد أكبر اكتشاف في القرن 21 بعد اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، ومساحته 36 كم2، وهو أكبر جبانة في مصر ترجع إلى العصر اليوناني الروماني، وتضم نحو 250 مومياء معظمها لطبقة أرستقراطية عاشت في الواحات البحرية خلال العصر اليوناني- الروماني، ومعظمها نقل إلى المخزن المتحفي بالواحات البحرية، ويبقى حاليا 16 مومياء فقط لأطفال ورجال ونساء.
وأكد عصام عبدالفتاح، مدير منطقة آثار الواحات البحرية، أن المومياوات التي تم اكتشافها ذات أقنعة وصدور مذهبة ومزخرفة بالنقوش الهيروغليفية ورسومات دينية، ويُظهر هذا الكشف أهمية الواحات البحرية في تاريخ مصر القديم.
وأضاف عبدالفتاح أن الكشف عن وادي المومياوات الذهبية ومقابر العمال جرى بالصدفة أثناء عمل الدكتور زاهي حواس بها، حيث كان الشيخ عبدالموجود، حارس معبد «الإسكندر الأكبر»، يجهز للعودة إلى منزله بعد انتهاء عمله، ولاحظ أن حماره يجري مذعورا بالقرب من مكان بعينه، وعندما ذهب ليستطلع الأمر وجد أن قدم الحمار قد سقطت في حفرة في الأرض، وعندما نظر داخلها وجد وجوها من الذهب تنظر إليه مبتسمة، وكانت تلك هي بداية الكشف عن وادي المومياوات الذهبية بالواحات البحرية.
وتقوم إدارة الآثار بالواحات البحرية بدور رائع للحفاظ على المومياوات في المتحف الصغير بمدينة الباويطي، حيث عرضت المومياوات داخل فتارين تحافظ على درجة الحرارة والرطوبة، بالإضافة إلى أن القاعة مكيفة وتعتبر المومياوات المعروضة بحالة جيدة جدا.
وفى نفس السياق، أكد مدير الحفائر الأثرية بالواحات البحرية أن هذا الكشف يلقى الضوء على فترة مهمة من تاريخ مصر فى بداية العصر الرومانى، محاولا تكثيف بؤرة الضوء على منطقة الواحات البحرية، وأحدثت المصادفة البحتة هذا الاكتشاف فى يوم 2 مارس عام 1996م، عندما غيّر حمار الشيخ عبدالموجود، حارس معبد الإسكندر الأكبر، طريق عودته الليلية بعد انتهاء نوبة حراسة صاحبه، فغاصت قدما حماره فى حفرة، فهبط الشيخ عبدالموجود من على حماره ليستطلع الأمر، فنظر فيها فلم ير غير شىء يبرق فى الظلام، فذهب إلى مدير آثار الواحات البحرية ليخبره بما رأى، ولم يكن هذا الذي رآه الشيخ عبدالموجود سوى قناع ذهبى يغطى وجه مومياء، ومن هنا جاءت تسمية الوادى باسم «وادي المومياوات الذهبية».
وقام أثريو الواحات البحرية بإجراء مسح أثري أولي للموقع المكتشف، فتأكدوا من صدق كلام الشيخ عبدالموجود وحقيقة الاكتشاف، فأخطروا الدكتور زاهي حواس، وبدأت أعمال الحفائر العلمية المنظمة في مارس عام 1999م، فكشفت النقاب عن عدد هائل من المومياوات الذهبية، ما جعل الدكتور حواس يرجح امتلاء هذا الوادي بعدد كبير منها في مساحة مكانية كبيرة، تستغرق زمنا طويلا من أعمال الحفائر المنظمة، فلم يكتشف فى المواسم السابقة سوى 250 مومياء، وتعود المومياوات المكتشفة إلى القرنين الأول والثاني الميلاديين، عندما كانت مصر تحت الحكم الروماني، وتظهر هذه المومياوات المكتشفة استمرارية الديانة المصرية في هذه الفترة على الرغم من وجود المعتقدات اليونانية والرومانية الخاصة بالطبقة الحاكمة، التي تأثرت بدورها بالديانة المصرية القديمة، وأغلب هذه المومياوات المكتشفة ذات أقنعة وصدور مذهبة ومزخرفة بنقوش هيروغليفية ورسومات دينية.