السبت.. مناقشة «غيوم فرنسية» لضحى عاصي بالمركز الدولي للكتاب
ينظم فريق المناقشة بالمركز الدولي للكتاب يوم السبت 13 نوفمبر الجاري، ندوة لمناقشة رواية "غيوم فرنسية" لضحى عاصي في الخامسة والنصف مساءً، بالمركز الدولي للكتاب في وسط القاهرة.
تأتي هذه الندوة ضمن فعاليات موسم مناقشة الكتابة المصرية المعاصرة، الذي أطلقه فريق المناقشة كتيمة عامة للنصوص التي سيتم مناقشتها خلال الموسم الجاري، والتي يجب أن تكون الروايات منشورة في خلال السنوات القليلة الماضية، ولكتاب مصريين معاصرين يمارسون الكتابة الإبداعية حتى الآن.
ضحى مصطفى عاصي هي أديبة وروائية مصريّة صدرت لها عددٌ من الدراسات والكتب أبرزها كتاب «محاكمة مبارك بشهادة السيدة نفيسة» الذي اعتُبر بمثابة دراسة للشعب المصري ولطلباته عام 2012 وما قبلها، كما صدر لها رواية «104 القاهرة»، فضلًا عن كتب وروايات ودراسات أخرى وعشرات المقالات البحثيّة وغيرها، فهي متخصصة في التاريخ المصري وباحثة في التراث، تنتمي أصولها لقرية بساط كريم الدين التابعة لمحافظة الدقهلية؛ صدرت لها عدة مجموعات قصصية وروايات تم ترجمتها إلى العديد من اللغات الأجنبية. خاضت انتخابات مجلس النواب عام 2020 ضمن تحالف الكتلة الوطنية من أجل مصر الذي يضم 12 حزبًا وهي ترفع شعار "الثقافة حق للجميع".
ولدت ضحى عاصي في 22 يونيو عام 1970 في مدينة المنصورة، وتنتمي أصولها لأسرة مصرية من قرية بساط كريم الدين، التابعة لمركز شربين بمحافظة الدقهلية، التحقت بمدارس الفرنسيسكان وأنهت دراستها الثانوية في المنصورة ثم سافرت إلى الاتحاد السوفيتي لاستكمال دراستها الجامعية، وكان والدها من أشد أنصار التعليم، وأصّر على تقديم الدعم الكافي لتعليم أولاده.
كان والدها الشيخ مصطفي عاصي أحد رموز التيار اليساري المصري، وهو أحد مؤسسي "حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي"، والذي تم إنشاؤه في أعقاب عودة الأحزاب السياسية، وحل "الاتحاد الاشتراكي العربي" الذي كان يمثل الحزب السياسي الوحيد في مصر سنة 1976، والتي أطلق عليها الرئيس الراحل أنور السادات في ذلك الوقت اسم "المنابر". تأسس الحزب على كاهل مجموعة من أصحاب التوجهات اليسارية بصفة عامة، منهم الاشتراكيون والشيوعيون والناصريون والقوميون وبعض الليبراليون، غير أن الشيوعيين كانوا كذلك في قلب المجموعة الداعية لإنشاء الحزب.
كان الشيخ الراحل من أبرز المعارضين للرئيس الراحل، وأُطلق عليه في تلك الفترة اسم "الشيخ الأحمر"، وكان غريبًا أن يقوم واحدًا من مشايخ الأزهر باعتناق الأفكار اليسارية، لذلك كان السادات -وسط انتقاده للتيار اليساري- يقول عنه "حتى الشيخ بتاعهم اسمه عاصي". واجه الأب الكثير من الاضطهاد والتنكيل، بلغ ذروته عندما تم اعتقاله ضمن عدد ضخم من السياسيين والنشطاء المصريين فيما عُرف بـ"اعتقالات سبتمبر 1981"، عندما ألقى الرئيس الراحل كل مُعارضيه تقريبًا في السجن، والذين تم الإفراج عنهم في أعقاب اغتياله خلال العرض العسكري بمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر 1973، وذلك عبر بادر حُسن نوايا قدمها الرئيس الجديد -آنذاك- حسني مبارك.
أثّر هذا المناخ المليء بالزخم والأحداث على الطفلة التي كانت تبلغ وقت اعتقال أبيها أحد عشر عامًا، وكان له أثر على كتاباتها وعلى مشروعها الأدبي والروائي فيما بعد، حيث استمدت منه احترام الذات وضرورة التعبير عن الرأي بحرية، وعرفت مدى أهمية التعليم والثقافة وتأثيرهم على الفرد والمجتمع؛ كما شجعها أيضًا والدها على دراسة اللغات، فصارت تجيد الإنجليزية والروسية والفرنسية وقليل من الإيطالية.