هاني شنودة: أغاني المهرجانات موضوع شائك والكلمة تعبر عن رقي الأغنية
أكد الموسيقار هاني شنودة حرصه طوال مشواره على الاهتمام بإدخال العلوم الموسيقية الحديثة في الموسيقى العربية، مشيرا إلى أنه اهتم مع كل الفنانين الذين تعاون معهم بـ"تخصيب اللحن" الذي يقدمه، كما أدخل استخدام الآلات الإلكترونية على التوزيع الموسيقي للأغاني، لافتا إلى أن أول أغنية شعبية على ألحان الجيتار والدرامز واليكتريك جيتار هي "زحمة يا دنيا زحمة" وحققت نجاحا كبيرا وأحدثت نقلة مع الفنان أحمد عدوية.
وانتقد الموسيقار هاني شنودة ما أسماه بتحايل بعض المطربين باستخدام الأغاني المسجلة على الموبايل بتقديمها بترتيب محدد في الحفلات بدلا من استخدام الفلاشة،متوجها بحديثه لنقابة المهن الموسيقية قائلا:"أنا لا أؤمن بالمنع، وإنما أؤمن بالترشيد ووضع القوانين".
وعن رأيه في أغاني المهرجانات،قال الموسيقار هانى شنودة: "إن أغاني المهرجانات موضوع شائك،ولا يوجد لحن مهذب وآخر غير مهذب..ولكن الكلمة تلعب دورا مهما في التعبير عن رقي الأغنية،وأتذكر أننا كنا نرسل كلمات أي أغنية قبل تلحينها لجهاز الرقابة على المصنفات لإجازتها أو تغيير بعض الكلمات منها،وفي أحد المرات أرسلنا كلمات أغنية بعنوان "آدم يا أبو البشرية" من كلمات صلاح فايز إلى الرقابة فاعترضت عليها وبالفعل لم ننفذ الأغنية.. وأنا أرى أنه ينبغي إصدار عقوبة تجاه كل من يخدش الحياء العام".
وعن لقب "عراب الموسيقى" الذي أطلقه البعض عليه، قال الموسيقار الكبير هاني شنودة إن مفهوم عراب الموسيقى هو الأب الروحي للموسيقى، مشيرا إلى أن الكاتب الصحفي مصطفى حمدي، قام بكتابة "مذكرات عراب الموسيقى هاني شنودة" بعد عدة جلسات معه.
وعن تأسيس "فرقة المصريين" وأغنية "صلوا على الحبيب"، أشار الموسيقار هاني شنودة إلى أن فرقته قدمت تلك الأغنية في كل الحفلات، لافتا إلى أنه كان يعزف على آلتي "البيانو" و"الأورج" في فرقة "لي بيتي شا" Les Petits chats، وكانت تلك الفرقة تقدم مؤلفات غربية وتضم عباقرة من بينهم الموسيقار عمر خيرت "درامز" وعمر خورشيد "جيتار" والفنان وجدي فرنسيس الذي كان يغني بالفرنسية والفنان صبحي بدير الذي كان يغني بالإنجليزية وغيرهم من المشاهير،وتعلمت كيف يتم تقديم الموسيقى العالمية التي تختلف عن المحلية.
ونوه إلى أن الفنان الراحل عبد الحليم حافظ كان يدعمه ويتابعه أثناء عزفه على آلة الأورج، وفي أحد الأيام كلف العندليب الإعلامي مفيد فوزي بشراء بيانو جديد له من الخارج، وبعد وصوله طلب منه الفنان عبد الحليم حافظ أن يجربه بعزف أغنية "أهواك"،ثم قال لي توقف وطلب مني تأسيس فرقة مثل "لي بيتي شا"، لافتا إلى أنه استدعى عمر خورشيد ورياض سوري وبدأوا في بروفات تابعها العندليب وانبهر بالتوزيع الموسيقي للفرقة.
وأضاف: "ذات مرة أخبرني العندليب بأن أحمد فؤاد حسن منزعج من تأسيس تلك الفرقة لأنه يعتقد أنني سأغني معها، وسأترك الفرقة الماسية التي تضم هاني مهنا وآخرين فأراد ضم 3 أعضاء من الماسية إلى فرقتي ليقال أن هذه الفرقة فرع من الماسية فانضم إلينا الموسيقار هاني مهنا ومختار السيد عازف الأوكورديون وحسن أنور عازف الرق،وشاركنا مع العندليب في حفل بنادي الجزيرة.. وبعد ذلك التقيت عبد الرحيم منصور وبرفقته محمد منير.. فقلت لمنير أرغب في تقديم شيء جديد واتفقنا على تشكيل الفرقة،وفي الواقع "فرقة المصريين" حققت نجاحا كاسحا،وذاع صيت الفرقة لدرجة دفعت الأديب نجيب محفوظ قبل حصوله على جائزة نوبل لإجراء تحقيق صحفي وسألنا لماذا لم نقدم أغاني باللغة العربية من تأليفنا.. فقلت له الأغنية التي ننفذها مقدمتها تساوي 3 أغاني من الأغنية الغربية، أغنياتنا الكلاسيكية تبدأ بتانجو أو فالص ثم تتحول إلى المقسوم الشرقي، والرقص الشرقي عيبة عند الشباب والرجال أما الرقص الغربي فهو موضة،فرد نجيب محفوظ قائلا:"لا تستبدل شهوة العمل بشهوة الكلام، أعمل الأغنية التي تراها مناسبة وفقا للصواب بدون حجج أو أعذار".
وعن تجربته مع النجمة فاتن حمامة، قال الموسيقار هاني شنودة،إن الفنانة الراحلة لم تكن مجرد فنانة ولكن أيضا تتمتع بكاريزما خاصة وتجيد فن الإدارة، فهي التي اختارتني لوضع الموسيقى التصويرية لفيلم "ولا عزاء للسيدات"،وفقا للمخرج هنري بركات،وفوجئت بـ16 ملاحظة من الفنانة الراحلة ينبغي أن أنتبه إليها جيدا لتفادي الوقوع في أخطاء عند وضع موسيقى العمل،لافتا إلى أنها أرسلت مؤلفة العمل "كاتيا ثابت" إلى منزله، من أجل التأكد من الموسيقي الخاصة بالفيلم،وبالفعل سمعت ما نفذته وطلبت مني الاتصال هاتفيا بفاتن حمامة وأشادت الفنانة الراحلة بموسيقى الفيلم.
وعن الفيلم الأمريكي "شم النسيم" الذي تدور أحداثه حول ظاهرة ختان الإناث، والذي وضع موسيقاه التصويرية مؤخرا،أشار الموسيقار هاني شنودة إلى أن العمل مثل سائر الأعمال السينمائية التي يضع الموسيقى التصويرية الخاصة بها،حيث يقدم الموسيقى التي تتناسب مع الصورة التي يشاهدها.
وعن علاقته بالفنانة نجاة الصغيرة،قال الموسيقار هاني شنودة إنه يقدر الفنانة نجاة الصغيرة لأنها تقدم فنا راقيا بالفحص والتدقيق وستظل أغانيها خالدة تمتع الجمهور،وأتذكر أنها طلبت منه لحنا ،فلحن لها الأغنية الرائعة "أنا بعشق البحر" وقدمها الفنان محمد منير بعد ذلك وأعجبت الشباب،وفي الواقع أرفض لفظ قديمة وجديدة لنفس الأغنية.
ووصف شنودة، الملحن الكبير كمال الطويل بأنه شخصية رائعة،لافتا إلى أنه عندما سمع لحن أغنيتيه "أنا بأعشق البحر" و"بأحلم معاك"،أبدى إعجابه بهما، وتحدث للفنانة نجاة قائلا:"الأغنيتين جوهرتين"،وبالفعل أحدثت الأغنيتان نقلة كبيرة في مشوارها الفني.
وعن علاقته بالشاعر والفنان الكبير صلاح جاهين، قال شنودة:"إنني أمامه لست فنانا كبيرا ولكنني أتعلم منه الكثير، فهو رجل ليس له مثيل فهو مفكر بكل الوسائل الرسم والشعر والتمثيل وكتابة السيناريو وكل أعماله حتى أغانيه للأطفال تبدو وكأنها لوحة مرسومة، مما يساهم في تعليم الأطفال سلوكيات كثيرة،فأنا أتلقف منه الأغنية وأعلم أنها رائعة قبل قراءتها.
وعن تعاونه مع كبار المخرجين وأبرز المواقف التي تعرض لها، قال هاني شنودة:"إنني تعرضت للعديد من المواقف وخاصة المخرج الراحل سمير سيف الذي طلب مني تلحين موسيقى فيلم "المشبوه" للنجم الكبير عادل إمام،بعدما أبدى إعجابه بموسيقى فيلم "ولا عزاء للسيدات"، وطلب مني أن أقدم شيئا يناسب الفنان عادل إمام وخاصة أنه أراد أن ينقل من الكوميديا للأكشن، وقلت له سأقدم لك تتر فسمعه ولم يبد رأيه وبعد مرور 24 ساعة، قال لي فلنتعاون سويا في الفيلم،وأعتقد أن عادل إمام سمع التتر وتحمس للتعاون معي..وبعد هذا الفيلم أعتقد أن عادل إمام اشترط أن أقوم بتنفيذ الموسيقى التصويرية لأعماله السينمائية لأننا قدمنا سويا كما كبيرا من الأفلام والبعض يرى أن من أجمل أفلامي "عصابة حمادة وتوتو" و"الأفوكاتو" للمخرج رأفت الميهي وفيلم "الحريف" للمخرج محمد خان.
واختتم الموسيقار هاني شنودة حديثه بتوجيه نصيحة لكل من يبدأ مشواره في عالم الموسيقى،قائلا:"لا تظن أنك تعيش بمفردك فهناك دول جوار وغيرها من الدول،احرص على الاطلاع والاستفادة من الآخرين واستمع جيدا وقدم الأفضل وفكر كيف تنافس دول الغرب"،مشيرا إلى أن أحد رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" كتب عنه:"الغرب اقتبس من هاني شنودة موسيقى "لونجا" في مسلسل أمريكي شهير، وأن أغنية "زحمة يا دنيا زحمة" اقتبسها "جيبسي كينجز" الإسباني دون استئذان منه،وأغاني أخرى استغلها الغرب،والمنتج محسن جابر أقام عدة دعاوى ضد الكثيرين في الخارج وأنصح الشباب بالاختلاف للتميز.. فوالدي كان صيدلانيا وكان يحرص على أن يغرس بداخلي كيف أطمح دون كسل لأصل إلى أبعد نقطة".