سامح مهران: «الظاهراتية» هي الأساس الفكري لمسرح ما بعد الدراما
خصص مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي ندوة وحفل توقيع لكتاب" الظاهراتية من الفلسفة إلى المسرح" تأليف الدكتور سامح مهران وأدار الندوة الدكتور مصطفي سليم بحضور عدد كبير من ضيوف المهرجان منهم الدكتور جمال ياقوت رئيس مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، والفنانة لقاء الخميسي والمهندس محمد سيف الأفخم، الدكتور أبو الحسن سلام، الفنان طارق صبرى، الدكتورة عبير فوزي، والدكتور مدحت الكاشف.
الدكتور مصطفي سليم في بداية الندوة أشاد بهذا اللقاء الثرى مع الدكتور سامح مهران ومع مؤسس المهرجان المخرج مازن الغرباوي الذي وصفه بفارس الشباب، موضحًا أن هذا الكتاب من أهم الإصدارات التي يقدمها المهرجان فى دورته السادسة.
وقدم الدكتور مصطفى سليم تعريفًا سريعًا عن الدكتور سامح مهران، موضحًا أنه أحد أهم كتاب الجيل الثالث الطليعي، وهو أستاذ الدراما وعلوم المسرح بالمعهد العالي للنقد الفني، وقد أدار الأكاديمية لفترة طويلة وله الكثير من الإنجازات والجوائز، ومن أهم أعماله على سبيل المثال "السرقة الكبرى"، "أيام الإنسان السابعة"، "تحت الشمس"، "عز الرجال"، وغيرها، كما حصل على العديد من الجوائز والتكريمات وله العديد من الدراسات المنشورة.
وفى بداية كلمته وجه الدكتور سامح مهران الشكر لإدارة المهرجان برئاسة المخرج مازن الغرباوى وذلك لاهتمامها بتقديم مجموعة من الإصدارات، وأشاد بالمهرجان وما حققه من نجاح كبير منذ دورته الأولى وحتى الآن، موضحًا أن الظاهراتية هي الأساس الفكري لمسرح ما بعد الدراما الذي نشأ فى المجتمعات الغير متجانسة ومنها على سبيل المثال الولايات المتحدة الأمريكية، وباريس ولندن وهي مجتمعات تحمل أخلاط من البشر الذين يعملون بعدة موروثات دينية أو ثقافية أو أبويه أو عرقيه، وحتى يتخلص هذا المجتمع من هذه الموروثات الثقافية أولى الأشياء التى تم إلغائها هي النصية فالنص يعتمد على وجود مقدمات تقوم بإنتاجه والظاهراتية لا تفعل ذلك.
وأضاف قائلًا: "الشىء الثاني وطبقًا لمرجعية أرسطو هي وظيفة مرجعية اى وكأن العمل المسرحي يحاكي الواقع، والحقيقة أن العمل الفنى لم يكن يحاكى الواقع، مشيرًا إلى أن أرسطو له تسعة مقولات أولها الجوهر وقام بتقسيمها إلى جوهر فيزيقي وميتافيزقي.
واستطرد قائلًا: "المسرح الذي قدم منذ أرسطو إلى ما بعد الدراما صورة تعبر عن العالم، والظاهراتية تقاوم هذا الأمر أيضا فمع إلغاء النصية خرجت الوظيفة الرمزية وهي باختصار تتجه إلى أن كل فى عالم، فالاضاءة لغة وتكوينات خشبة المسرح لغة وغيرها ومن هنا نجد أن هذا المسرح لا يعتمد على المعاني الجاهزة ولكنه يعتمد على الأثر فقط الذى تلقطه الحواس وليس العقل المبنى على أشياء سابقة الوجود.