خبراء عراقيون لـ«الدستور»: مساعى نزع سلاح الميليشيات وراء محاولة اغتيال الكاظمي
اعتبر محللون وخبراء عراقيون محاولة الاغتيال الفاشلة التى تعرض لها رئيس الحكومة العراقي، مصطفى الكاظمى، مؤامرة لاغتيال سيادة الدولة العراقية ورمزيتها الممثلة فى شخص «الكاظمى».
وقال الدكتور فلاح المشعل، الكاتب العراقى والمحلل السياسى البارز، إن محاولة الاغتيال الفاشلة التى تعرض لها مصطفى الكاظمى تشكل لحظة التصادم وتكريس روح الانتقام لدى بعض التيارات، التى تمثل قوى اللادولة والتى تحمل خلافًا عميقًا مع توجهات «الكاظمى» فى سعيه لبناء البلد وتكريس السلم المجتمعى ونزع سلاح الميليشيات، لافتًا إلى أن المحاولة ليست الأولى، بل سبق أن تعرض المسئول الكبير لتهديدات صريحة.
وأضاف «المشعل»، لـ«الدستور»، أن محاولة الاغتيال ترتبط أيضًا بالانتخابات التى يدور عليها بعض اللغط نتيجة خسارة بعض التيارات، خاصة فى ظل توجيه الاتهام لـ«الكاظمى» بتزويرها، نتيجة إصرار الأخير على مسألة نزع السلاح المنفلت.
وذكر أن المسيّرات التى وجهت مقذوفاتها نحو سكن «الكاظمى» تتخطى البعد الشخصى لتصيب سيادة الدولة ورمزية الشخصية المعنوية لها، مشددًا على أن هذا التحول من الصراع السياسى إلى الاعتداءات الإرهابية العنفية، سيثير العديد من التداعيات وردود الأفعال السلبية فى المستويين المحلى والدولى، كما سيضع البلاد على حافة التصادم بين قوى الدولة واللادولة.
وقال الدكتور عبدالكريم الوزان، المحلل السياسى، إن محاولة الاغتيال التى تعرض لها «الكاظمى» ستؤدى إلى تعقيد المشهد العام بالعراق، خاصة عقب نتائج الانتخابات، متوقعًا إسناد التحقيق فى الواقعة إلى بعض القوى الدولية، وإيجاد حل رادع لانتشار السلاح المتفلت عبر موقف دولى موحد.
وأدان صباح العكيلى، الباحث السياسى، حادث الاغتيال الفاشل، معتبرًا أنه حادث غير مسبوق ويمثل استهدافًا لهيبة الدولة العراقية.
وذكر أنه لا بد من وضع إطار وطنى بين القادة السياسيين والوطنيين لمواجهة تلك المؤامرات التى تراهن على خلق فوضى وأزمة داخلية، معولًا على قادة الكتل السياسية لتوحيد وجهة النظر، وأن يكون الإطار الوطنى هو الحاكم فى معالجة كل الأزمات.
وأدان المحلل السياسى، على الصاحب، محاولة الاغتيال، مشيرًا إلى أنه «لو لاحظنا الخط البيانى المتصاعد للأحداث سنجد أنه يسجل ارتفاعًا كبيرًا، حيث بدأت موجة العنف بعد الانتخابات وشاهدنا قبل يومين تصادمات بين محتجين مشككين فى نزاهتها وقوات مكافحة الشغب». وأضاف أن حادث استهداف أعلى سلطة تنفيذية فى العراق وهو رئيس الوزراء، هو المنزلق الخطير الذى بدأ بالمناوشات وانتهى بالاغتيال السياسى ليمزق عنوان الدولة ويحولها إلى لا دولة، مطالبًا بمنع الانحدار إلى الفوضى من خلال السيطرة وبسط الأمن واتخاذ القرارات لتهدئة الشارع المحتقن.