خالد منتصر: «مفيش حاجة اسمها عذاب قبر»
يواصل المفكر الدكتور خالد منتصر حربه ضد الأفكار الظلامية بشجاعة يحسد عليها، بهدف تسليط الضوء على عورات الجماعات الإرهابية وقوى الإسلام السياسي التي تتاجر بالدين وتتخذه وسيلة للسيطرة على عقول الناس وتنفيذ أجندات مسمومة.
أحدث فصول هذه المعارك يتمثل فى كتابه «يوميات تنويرية»، الصادر عن الدار المصرية اللبنانية، الذى يقدم من خلاله نصائح وتحليلات مبسطة وسريعة لسلوكيات خاطئة بحاجة للتعديل، وأحداث مهمة تبرهن على أصالة الشعب المصري وحصانته الجينية ضد التطرف والإرهاب.
ويستهل «منتصر» كتابه بوصف التنوير فى مصر بأنه «ماراثون طويل، يتسلم فيه الراية متسابق ويسلمها للآخر، ولن يكون أبدًا مسابقة رماية تنتهى برصاصة، وجزء مهم من خطة المكسب هى أن تحتفظ بالذاكرة التاريخية، فذاكرة السمك المثقوبة تفقدك نقاطًا فى معركة التنوير، تخسر معها الجولة قبل أن تدخل الحلبة، لذلك فكرت فى توثيق بعض من يوميات معركة التنوير بكل أطيافها».
وبين صفحات الكتاب، التي يصل عددها إلى ما يقرب من 250 صفحة؛ يتناول «منتصر» يوميات تاريخية رصد فيها ووثق أحداثًا ومناسبات مهمة كما فى زمن الحملة الفرنسية، ويوميات معارك التنوير التى يخوضها لإنقاذ العقل المصرى من الفاشية التاريخية والاجتماعية، ويصفها بأنها «يوميات ليست عن أحداث وقتية سريعة التبخر، ولكنها عن منهج فكر ما زال يؤمن بالخرافة ويخشى المنهج العلمى، مرعوب من إعلان الحب والتعبير عنه، عاشق لدفء القطيع وركود العادى والبديهي».
الجنة لا يملك تصريح دخولها شخص.. ومفاتيحها ليست فى يد صاحب عمامة
حدد «منتصر» قواعد بسيطة قدمها فى شكل كبسولات صغيرة لمفاهيم وآليات تجديد الخطاب الدينى أو بالأصح تجديد الفكر الدينى، أبرزها أن «التدين» وليس الدين هو الذى يحتاج إلى تجديد.
يقول: «الدين إلهى والتدين بشرى، الدين عموميات ثابتة والتدين تفاصيل متغيرة، انتقادنا للتدين وإجلالًا للدين»، ويضيف: «كذلك السماء غير قابلة للتأميم، لا يحتكرها أحد، والجنة لا يملك تصريح دخولها شخص، ومفاتيحها ليست فى خزانة صاحب عمامة أو ماسك مسبحة».
ويشدد على أنه «لا بد أن يتصالح المسلم مع العالم ويتخلى عن وسواس هداية البشر، ولا بد من أن يقتنع بأنه جزء من هذا العالم وليس كل العالم»، مؤكدًا أن «الكتب الدينية ليست لتدوين ملاحظات علم تجريبي ولكنها لرسم تفاصيل روحية ودينية.. الدولة الدينية تحمى دينًا والدولة المدنية تحمي أديانًا.. العلمانية ليست ضد الدين ولا تحتقره ولكنها ضد من يحتكره».