الكنيسة المارونية في احتفالات اليوم: منذ خطية آدم وابتعد البشر عن الله
تحتفل الكنيسة المارونية في مصر، برئاسة الأنبا جورج شيحان، اليوم، بحلول الجمعة من الأسبوع السادس بعد عيد الصليب.
وتكتفي الكنيسة خلال احتفالات اليوم بالقداس الإلهي الذي يُقرأ خلاله العديد من القراءات مثل رسالة القدّيس بولس إلى أهل قورنتس، سفر المزامير، إنجيل القدّيس متّى.
بينما تُقتبس العظة الاحتفالية من العظة رقم اربعة وعشرين من سلسلة العظات الخاصة بالقدّيس مقاريوس مكاريوس الكبير والمعروف ايضا باب برية شهيت وصاحب ومؤسس الدير الرهباني الكبير بوادي النطرون المعروف بابو مقار والذي رحل عام 405، وهو راهب مصريّ.
وتحمل العظة شعار: «فجَعَلتها في ثَلاثةِ مَكاييلَ مِنَ الدَّقيق حتَّى اختَمرَت كُلُّها»، وتقول: "منذ خطيئة آدم، ابتعدت النفس عن محبّة الله متّجهة نحو العالم الحاضر، واهتمّت بالأفكار الماديّة والدنيويّة. وبما أنّ آدم تلقّى الميول السيّئة نتيجة هذه الخطيئة، فبالتالي، إنّ كلّ الذين وُلدوا منه وكلّ نسله تلقّوا هذه الخميرة. بعدها، نمت الميول السيّئة بين البشر حتّى وصلوا إلى كلّ أنواع الاضطرابات. وأخيرًا، اخترقت خميرة الخبث البشريّة جمعاء.
وتضيف: "بطريقة مماثلة، أراد الربّ خلال حياته على الأرض أن يتألّم من أجل كلّ البشر، وأن يفتديهم بدمه، وأن يدخل خميرة طيبته في النفوس المؤمنة الّتي أذلّها نير الخطيئة. أراد أن يحسّن فيها عدالة القواعد والفضائل حتّى تتّحد مع الخير متى اخترقتها الخميرة، وتشكّل "روحًا واحدة مع الربّ"، كما قال القدّيس العظيم بولس الرسول. إنّ النفس البشرية التي اخترقتها خميرة الرُّوح القدس، لا تعود تفكّر في الأمور السيّئة والخبيثة، كما كُتِبَ: إنّ المحبّة "لا تَفعَلُ ما لَيسَ بِشَريف". فبدون هذه الخميرة السماويّة، أي بدون قوّة الرُّوح القدس، من المستحيل أن تخرق وداعة الربّ هذه النفس وأن تصل إلى الحياة ة الحقيقيّة.