«حسن» يصنع السعادة بمشروع «قهوة على الفحم» بكورنيش الإسكندرية (فيديو)
عجلة وشواية، وأدوات بسيطة، مكونات مشروع صغير للقهوة والشاي على كورنيش الإسكندرية، يجذب كل من يمر عليه بسبب الأجواء التي تحيط به، حيث احتساء كوب من القهوة على الفحم ممزوج بصوت فيروز ونسيم البحر سعادة يبحث عنها الكثير.
الروح للروح بتحن، القهوة سر السعادة، سر السعادة الرضا، عبارات بسيطة تنم على التفاؤل تزين دراجة «حسن»، مؤسس مشروع القهوة على الفحم، والذي حول دراجته من وسيلة مواصلات يفضلها إلى فكرة مشروع وبداية تحقيق حلم.
حسن حبيب، الحاصل على بكالوريوس التجارة، والذي يعيش في مدينة الإسكندرية يقول إنه من محبي قيادة الدراجات، ولديه دراجتين يشارك بهما في ماراثون الدراجات والرياضة على الكورنيش، حيث قرر استغلال إحدى درجاته لتنفيذ مشروع صغير لتحضير القهوة والشاي وعدد من المشروبات الساخنة على الفحم، لافتًا أن العجلة فكرة جديدة وتصميم بسيط، يُغني عن تصنيع عربة، وعدم استحواذها على مساحة كبيرة، ولسهولة الحركة ايضًا، حيث يجمع على الدراجة جميع محتويات مشروعه وتكون وسيلة مواصلات لمكان عمله ولعودته لمنزله.
وعن فكرة المشروع أوضح حسن لـ«الدستور»أنه أثناء إحدى الرحلات التي كان يقوم بتنظيمها لمدينة شرم الشيخ، كان يرى القبائل العربية وأهالي سيناء، يقيمون بعمل تجويف في الرمال، ويضعوا فيه الفحم والحطب، لتحضير القهوة والشاي وأيضًا الطعام على الفحم، وهنا جاءت فكرة المشروع، وكان التفكير في مكان المشروع، فجاءت فكرة الدراجة، وصمم الصندوق الخشبي الموجود أعلى الدراجة، والذي يمكن فتحه من جميع الاتجاهات ليصبح طاولة مسطحة توضع عليها جميع المكونات التي يستخدمها في تحضير المشروبات، متابعًا أن نصف الأدوات يغلق عليها الصندوق الموجود على الدراجة وباقي الأدوات يضعها في شنطة يرتديها أثناء قيادة الدراجة.
وأضاف أنه قام بشراء شواية نحاس مثل المتواجدة في المطاعم، وبدأ في شراء جميع انواع القهوة، والنسكافيه، والشاي، والإضافات التي يمكن تحضير بها المشروبات بنكهات متميزة لعمل ميكسات بالنوتيلا والبسكويت والشيكولاتة قائلًا: «مكنتش بعرف اعمل قهوة الأول، وبعدين اتعلمت وطورت من نفسي، وبدأت ابتكار مشروبات جديدة وميكسات جميعها من أفكاري وتنال استحسان الجميع وتكون مفضلة لهم ويطلبونها».
وتابع أنه يبدأ عمله في فصل الصيف من 4 مساءً وحتى الواحدة صباحًا، وفي فصل الشتاء من الصباح حتى 10 مساءً، وفي أيام النوات الشديدة لا أخرج للعمل وأتواصل مع العملاء عن طريق صفحة المشروع على «فيسبوك» بأنني غير موجود اليوم لسوء الطقس، حيث نشأ بيني وبين العملاء صداقة والجميع يتعامل معي من هذا المنطلق، مشيرًا إلى أن لديه زبائن من محافظات مختلفة ومن جميع أنحاء الإسكندرية.
وأوضح «حسن» أن المكان برغم أنه على الرصيف، لكن البحر يجعل الناس تحب المكان، كما أنه يخلق أجواء مميزة، من اختيار أغاني هادئة أثناء عمله، وخاصة أغاني فيروز، ليستمع إليها المارة والزبائن أثناء تواجدهم لعمل مزيج بين القهوة والبحر، مشيرًا إلى أن زبائنه من جميع الأعمار بداية من 15عامًا حتى كبار السن، وكل وقت على مدار اليوم له فئة معينة ففي الصباح يكون التوافد أكثر للشباب والفتيات أكثر، وفي المساء العائلات.
وأكد «حسن» انه تلقي الدعم المعنوي من الكثير حيث كانت أسرته أول من دعمته، بجانب التشجيع من أصدقائه وكل من يعرفه أو يمر عليه أثناء عمله، فضلًا عن أن كثير من الشباب تتحدث معه لإعجابهم بالفكرة ويريدون تنفيذها ويحاول أن يساعدهم ويوجههم إلى كيفية التنفيذ، ويقدم لهم النصيحة بأن كل شخص لا يلتفت لأحد بل يعتمد على نفسه وينفذ فكرته المؤمن بها التي يمكن أن تصبح مشروع كبير في المستقبل.
وعن الانتقادات لعمله حيث أنه خريج جامعي، اشار إلى أنه لا يلتفت إلى الانتقادات بل يستمع إلى ما هو إيجابي، قائلًا: «طول ما انا عندي إرادة هحقق إلي عاوزه، وطول ما أنا هسمع الكلام السلبي ده هينعكس عليا ومش هعمل حاجة، لكن لو أمنت بالطاقة الإيجابية ألي ممكن واحد بس يديهالي هقدر امشي بيها»، متابعًا أنه يتمنى أن تصبح الدراجة مقهى في المستقبل، وفيما بعد تكون سلسلة كبيرة ويكون التصميم الأساسي هو الدراجة والذي لن يستغنى عنه أو يعمل على تغييره.