فى حُب محمد والمسيح.. مينا وشنودة يُنشدان احتفالًا بالمولد النبوى بجامعة حلوان
«كيف لا أُنشد لـ محمد؟! أوصى بنا خيرًا، وقال إن له معنا نسبًا وصهِرًا.. فكيف لا أمدحه».. وقف الفنان هاني شنودة أمام آلته الموسيقية، إلى جواره المطرب أحمد سيد، يُقدمان أنشودات في حب النبي، والحدث كان حفلًا لذكرى المولد النبوي، والمكان مجمع الفنون والثقافة بجامعة حلوان، ونحو 1400 طالب امتلأت بهم قاعة الحفل، فلم يعد مكانًا ليسع المزيد، ولو كان لربما امتلأ هو الآخر.
في صباح الأربعاء، كانت أسرة من أجل مصر، داخل الجامعة، تطمئن على خطتها لحدث كبير كانوا في انتظاره.. دعم كبير قدمه الدكتور ماجد نجم، رئيس الجامعة السابق، والدكتور ممدوح مهدي، القائم بعمل رئيس الجامعة، من أجل أن تُصبح هذه الأسرة مكانًا تنويريًا وخدميًا لطلاب الجامعة، وكان حفل المولد النبوي تحديًا أمامهم يُحاولون أن يخرج لائقًا باسم جامعتهم العريقة، وجاهد الدكتور كريم همام، رائد أسرة من أجل مصر، ومدير معهد إعداد القادة، مع طلابه لإنجاح الحدث.
قاعة المجمع الضخم الذي يرأسه الدكتور أشرف رضا، امتلأت بالطلاب؛ وانطلق اليوم بتلاوة الطالب عبد الحميد الفار، آيات قرآنية بآيات تتحدث عن صاحب الذكرى سيدنا محمد، وأعلن المنظمون بعدها عن مواهب مُبدعة من أبناء الجامعة، فدخلوا واحدًا تلو الآخر ليُنشد كلًا منهم بطريقة تفاعل معها الطلاب بقوة.. إيمان رأفت وأحمد عبد الله وغيرهم أبدعوا من دون مؤثرات صوتية؛ فنجحوا في خطف القلوب بأصواتهم.
في الصفوف الأولى، يجلس الدكتور ممدوح مهدي، والدكتورة منى فؤاد عطية، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث، والدكتور حسام رفاعي، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، ومجموعة كبيرة من العمداء ووكلاء الكليات وأعضاء هيئة التدريس والعاملين بالجامعة، الجميع يُتابع مُنصتًا ما يجري.. قبل أن تُعلن المنصة عن موعد الداعية الإسلامي الدكتور أسامة قابيل، الذي تحدث عن ضرورة أن يكون الرسول قدوة لنا.
«المجتمع الآن والعالم كله في أمس الحاجة للقدوة الحسنة الموجودة في سيدنا النبي.. دعونا ننظر للنماذج الناجحة في المجتمع.. رسالة النبي كانت رسالة فكر، وتعليم، وتنوير، وإعلاء للقيم.. أول رسالة للنبي كانت (اِقرأ)»، يقول الدكتور قابيل، مؤكدًا على أهمية العلم والعمل، وأن يبذلوا كل الجهود في دراستهم من أجل رسالتهم في الحياة.
غادر الدكتور قابيل المسرح، قبل أن يفتح الستار كاشفًا عما وراءه.. أوركسترا تضم مواهب كلية التربية الموسيقية بجامعة حلوان، بإشراف الدكتور كرم ملاك، عميد الكلية، راحت تؤدي الأناشيد الدينية بطريقة مُبدعة، في تناغم بدا شبيهًا بالعرض الأسطوري لأوركسترا حفل موكب المومياوات الملكية، لم يكن المستوى مفاجئًا لأبناء الجامعة الذي اعتادوا ظهورهم ليُقدموا إبداعاتهم في مناسبات مختلفة، لكن مشهدًا أبهر الجميع، وخرج الطالب مينا سمير ليطرب السامعين بأنشودة «كم ناشد المختار ربه».
لم تنتهِ المفاجئات عند مينا، فكان الفنان هاني شنودة حاضرًا بصحبة المطرب الصاعد أحمد سيد، نجم «آراب آيدول».. «سألتني الإعلامية منى الشاذلي؛ لماذا قبطي مثلك يُنشد لسيدنا النبي.. فأجبتها بأن الرد بسيط وسهل للغاية.. قال (الرسول) أُوصيكم بأهل مصر خيرًا فإن لنا فيهم صهرًا ونسبًا، هو يقول عليا نسيبه وأنا ممدحوش؟.. تبقى قلة أصل، وأنا مش قليل الأصل».
قال «شنودة»، قبل أن يشرع بصحبة «سيد» في أداء عدد من الأناشيد التي هزت القاعة من تفاعل الحضور لها، إلى جانب أغنية: «مصر يا وش جميل ومُريح.. حُب محمد والمسيح»، والتي نالت إعجابًا كبيرًا بين الطلاب.
بين الفقرات، دخل الشيخ محمود التهامي، نقيب المُنشدين، ليُلبي النداء، ويُشارك طلاب جامعة حلوان حفلهم، ليصعد المسرح مُعانقًا الفنان هاني شنودة، ثم يقف مُنشدًا للطلاب، وتصمت القاعة استمتاعًا بكلماته، قبل أن تشتعل الأجواء مرددين كلمات الأنشودة مع نقيب المنشدين.
أما القائم بأعمال رئيس الجامعة، الدكتور مهدي ممدوح، فكانت رسالته في الكلمة التي ألقاها، بأن يسير الجميع على درب النبي، وأن نتبع أخلاقه: «نعرف من سيرته العطرة، قيمة العلم والعمل ومكارم الأخلاق؛ حيث كانت أول كلمة في الرسالة المباركة إليه (اقرأ) وهو أمر مباشر بالمعرفة والعلم.. فليكن إحياؤنا لهذه الذكرى العطرة، أن نسير على دربه الكريم، وأن يكون التمسك بمكارم أخلاقه العطرة من الصدق والعمل والأمانة والصبر، واتباع أخلاقه الكريمة في عملنا وفي حياتنا جميعًا، على أن يعم الخير والسلام ربوع العالم، والحب، من خلال السعي إلى العلم النافع، والعمل الجاد».. كانت الرسالة التي وجهها الدكتور ممدوح مهدي، للحضور في الحفل».