«الصورة الحلوة».. حكاية مُعلم لذوي الاحتياجات الخاصة (صور)
"معلم الصم والبكم"، لقب لاحق صلاح الرشيدي، مصور، الذي تتبع شغفه باحثًا عن ذاته داخل عدسات ذوي الاحتياجات الخاصة، مقررًا تسخير وقته وجهده لتعليمهم فنون التصوير بكافة أقسامه.
قال “صلاح” للدستور، إن رحلته بدأت منذ أكثر من 39 عامًا، حينما كان يؤدي الخدمة العسكرية عام 1982، مكتشفًا مهارته في التصوير الفوتوغرافي وتوثيق الأحداث التي طرأت على الساحة العسكرية في ذاك الوقت من مناورات وتدريبات.
تابع، أنه عقب انتهاءه من خدمة الوطن، خاض رحلة طويلة في عالم الصحافة، جانيًا العديد من الجوائز العالمية والمحلية، معلقًا:" أن أقرب الجوائز التي حصل عليها إلى قلبه هي أفضل صورة لزلزال 1992".
منذ حوالي 11 عامًا لاحظ "صلاح" تعلق ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام والصم والبكم ومرضى التوحد بشكل خاص بالتصوير الفوتوغرافي، معقبًا:" أنهم يعتبرونه منبرهم للاندماج مع العالم، لذلك قرر تعليمهم مهارات وفنون التصوير".
أوضح أن التصوير فن ترسيخ الأحداث والمشاعر الإنسانية، لذلك لا يجب الاستهانة به وبمكانته في نفوس محبيه، مؤكدًا أن ذوي الاحتياجات الخاصة يتعلمون التصوير بسرعة كبيرة؛ لرغبتهم في تدوين كل الأحداث التي تطرأ عليهم، مؤكدًا أنه لمس تغيير كبير في طريقة تفكير المتدربين.
"لفيت محافظات بحري أُعلم الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بالمدارس التصوير"، موضحًا أنه وجد استقبالًا عظيمًا منهم للمعلومات واستجابة في تعلم أنواع وأنماط التصوير الفوتوغرافي؛ الأمر الذي جعله ينظم 5 معارض للتصوير خاص بالصم والبكم ببيت السناري ومكتبة الإسكندرية، وكان من أهم متعلمي التصوير على يده بطلة العالم في السباحة مي هشام، ومحمود (...)، بطل عالم في الركض وقيادة الدراجات.
تعلم لغة الإشارة من أكبر الصعوبات التي واجهت" الرشيدي" في البداية؛ لكنه استطاع التغلب عليها من خلال الحصول على عدد من التدريبات، في دار الأوبرا، وشارع المعز، ومصر القديمة، منوهًا أنه أراد بهذا العمل وجه الله؛ أملًا أن يترك علمًا ينتفع به.
يأمل أن يدخل حب فن التصوير لقلوب كل محبيها من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأن يجدوا مكانهم في هذا المجال، معلقًا:" الصورة الحلوة رزق".