في ذكرى رحيله.. نص أولى رسائل سعيد اللاوندي إلى فاطمة الحصي
تمر اليوم الذكرى الثانية لرحيل المفكِّر والكاتب الصحفي والأكاديمي الدكتور سعيد اللاوندي، الذي رحل في مثل هذا اليوم 11 أكتوبر 2019 عن عمر ناهز 64 عاماً.
«اللاوندي» كان أول خبيراً في الشؤون الدولية بمركز «الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» وعمل مديراً لتحرير جريدة «الأهرام».
قدّم نحو 40 كتاباً وأكثر من ١٠٠ بحث ودراسة ومئات المقالات، ويعد من العلامات المميزة للمصريين في باريس.
من أبرز كتب «اللاوندي»: «الإسلاموفوبيا.. لماذا يخاف الغرب من الإسلام؟»، و«بدائل العولمة.. أوجاع مصرية»، وكان من أوائل مَن تنبأوا بالهيمنة الأمريكية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي.
وجاء آخر كتب «اللاوندي» تحت عنوان «تهافت المثقفين»، توقّف فيه عند محطات مهمة في الحياة الثقافية المصرية.
وقبل الاحتفاء بالذكرى الثانية لرحيل سعيد اللاوندي، أنجزت الكاتبة والأكاديمية الدكتور فاطمة الحصي، شريكة العمر والمشوار للكاتب الراحل كتابها الذي جاء تحت عنوان «أيام في حياة اللاوندي».
وضم الكتاب عبر فصوله تفاصيل سيرة اللاوندي في الحياة والسياسة والحب، لتكشف الجانب الخفي، الذي لا يعرفه الكثيرون عنه.
وضم الكتاب العديد من الرسائل التي كتبها «اللاوندي» إلى شريكة عمره وهو مقيم في باريس وجاءت الرسالة الأولى في 22 أكتوبر 1991، ويقول فيها
فاطمة:
كيف حالك؟
حتى الآن يا فاطمة ومر عليّ ما يقرب من شهرين لم يصلن منكِ سوى رسالة وحيدة يتيمة، بصراحة لقد خاب ظني، أنا الذي كنتُ أتصور أن رسائلك ستحيل صقيع الجو الباريسي إلى دفء وتجعلني أشعر أني ما أزال قريباً منك في القاهرة.
ماذا أقول يا فاطمة. بصراحة أنا زعلان جداً منك وعندي ألف حاجة وحاجة أريد أن أتحدث معك فيها ولكن زعلي لم يجعل لي أي رغبه في ذلك.
لم أفهم منك أي شيء، هل تسير دراستك بخير؟ هل تتذكرين هذا المدعو سعيد؟ هل تتابعين بعض ما أكتب من أخبار في أكتوبر ونصف الدنيا؟ وهل تعرفين أنني أُنتخبت للمرة الثانية للجالية المصرية بفرنسا؟ وهل أعجبك برنامجي «كلام في الهوا»؟
كل هذه الهلهلة كنتُ أعتقد أني سأجد لها إجابات عندك!
فلا إجابات سمعتُ ولا رسائل وصلت!
شكراً يا فاطمة
سعيد