بابا الفاتيكان يترأس قداس افتتاح المرحلة الأولى من المسار السينودسي
ترأس البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، اليوم الأحد، القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس، افتتح به المرحلة الأولى من المسار السينودسي للجمعية العامة العادية السادسة عشرة لسينودس الأساقفة، حول موضوع "من أجل كنيسة سينودسيّة: شركة، مشاركة ورسالة"، الذي سيُحتفل به في عام ٢٠٢٣.
وأضاف بابا الفاتيكان، في خلال عظته التي القاها خلال القداس الافتتاحي وفقاً لـ"إذاعة الفاتيكان“:”جاء رجل غنيٌّ للقاء يسوع بَينَما كان "خارِجًا إِلى الطَّريق، كثيرًا ما تقدم لنا الأناجيل يسوع "على الطريق"، بينما يرافق مسيرة الإنسان ويصغي إلى الأسئلة التي تسكن قلبه وتُقلقه، وهكذا يكشف لنا أن الله لا يسكن في أماكن معقمة وهادئة، بعيدًا عن الواقع، بل يسير معنا ويبلغنا حيث نكون، على دروب الحياة الوعرة أحيانًا".
وتابع:"اليوم، إذ نفتح هذا المسار السينودسي، نبدأ بسؤال أنفسنا جميعًا - البابا والأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات والأخوة والأخوات العلمانيين: نحن، الجماعة المسيحيّة، هل نجسد أسلوب الله، الذي يسير في التاريخ ويشارك أحداث البشريّة؟ هل نحن مستعدون لمغامرة المسيرة أم أننا خائفون من المجهول ونفضل أن نلجأ إلى أعذار الـ "لا جدوى منها" و"لقد قمنا بذلك دائمًا على هذا النحو".
وواصل:نحن نصنع السينودس وهذا يعني أن نسير معًا على الدرب عينها. لننظر إلى يسوع، الذي التقى أولاً بالرجل الغني على الطريق، ثم أصغى إلى أسئلته وأخيراً ساعده لكي يميِّز ما يجب فعله لنوال الحياة الأبدية.”
وأضاف:"اللقاء، والاصغاء، والتمييز: ثلاثة أفعال من السينودس أرغب في أن أتوقّف عندها. اللقاء. يبدأ الإنجيل برواية لقاء. ذهب رجل للقاء يسوع وجثا له، وسأله سؤالًا حاسمًا: "أَيُّها المُعَلِّمُ الصّالِح، ماذا أَعمَلُ لِأَرِثَ الحَياةَ الأَبَدِيَّة؟"، مشيرا إلى أن سؤالاً بهذه الأهميّة يتطلَّبُ الانتباه والوقت والاستعداد للقاء الآخر والسماح لقلقه بأن يُسائلنا. إن الرب في الواقع ليس بعيدًا، ولا يظهر نفسه متضايقًا أو منزعجًا، بل على العكس، يتوقف عنده. إنّه مُستعد للقاء. لا يقف غير مباليًا أمام شيء بل يجذبه كل شيء ويسحره. لقاء الوجوه، تشابك النظرات، مشاركة قصة كل واحد: هذا هو قرب يسوع، وهو يعلم أن اللقاء يمكنه أن يغير الحياة. والإنجيل مرصع بلقاءات مع المسيح ترفع وتشفي".
وأكمل:"نحن أيضًا، الذين نبدأ هذه المسيرة، مدعوون لكي نصبح خبراء في فن اللقاء. ليس في تنظيم الأحداث أو في التفكير النظري في المشاكل، وإنما بشكل خاص في تخصيص الوقت للقاء الرب وتعزيز اللقاء فيما بيننا. وقت لكي نُعطي فُسحة للصلاة والعبادة ولما يريد الروح أن يقوله للكنيسة؛ لكي نلتفت إلى وجه الآخر وكلامه".
واستطر:"ونلتقي وجهاً لوجه، ونسمح بأن تلمسنا أسئلة الأخوات والإخوة، وتساعدنا لكي نغتني من تنوع المواهب والدعوات والخدمات، إنَّ كلَّ لقاء - كما نعلم - يتطلَّب الانفتاح والشجاعة والاستعداد لكي نسمح لوجه وتاريخ الآخر بأن يسائلانا. وبينما نُفضل أحيانًا أن نحتميَ في علاقات رسمية أو أن نرتديَ أقنعة عرضية، فإن اللقاء يغيرنا وغالبًا يقترح علينا مسارات جديدة لم نكن نعتقد أننا سنتبعها. في كثير من الأحيان، بهذه الطريقة بالتحديد، يظهر لنا الله الدروب التي علينا اتباعها، ويُخرجنا من عاداتنا التعبة، كل شيء يتغير عندما نكون قادرين على عيش لقاءات حقيقية معه ومع بعضنا البعض، بدون شكليات ورياء وحيَل".