إعلامي عراقي: زيارة الرئيس السيسي أسهمت في عودة العراق لمحيطه العربي
دخل العراق، اليوم السبت، مرحلة الصمت الانتخابي بعد انتهاء مرحلة التصويت الخاص التي شهدت مشاركات جيدة أمس.
ويحظر - طوال فترة الصمت الانتخابي- ممارسة الدعاية السياسية، ومنع كافة الأحزاب والقائمات المستقلة والائتلافية من ممارسة أي نشاط في إطار حملتهم الانتخابية.
انتخابات مفصلية
وفي هذا الصدد، قال الإعلامى العراقي محمد الفهد، إن الانتخابات التشريعية الخامسة ضمن قانون الانتخابات الجديد، هي انتخابات مفصلية ومهمة لأنها جاءت بعد احتجاجات شعبية شهدها العراق وعدد من المحافظات لاسيما العاصمة بغداد، والتى أدت إلى استقالة الحكومة السابقة وتغيير القانون الانتخابي الذي قسَّم العراق إلى 33 دائرة انتخابية وجعل الترشح فرديًا دون أن يدخل المرشح ضمن تحالفات أو أحزاب.
وأضاف «الفهد»، في تصريحٍ خاص لـ«الدستور»، أن أهمية تلك الانتخابات تأتي من الهامش الكبير الذي مُنِحَ للمرشح لترشيح نفسه، وأيضًا الهامش الكبير الذي أُعِطى للناخب ليختار بحرية دون أن يكون محدد بدائرة واحدة وتذهب أصواته إلى غير الكتل والأحزاب التي لا يريدها.
نقلة نوعية
وأوضح «الفهد»، أن العراقيين ينتظرون أن تُحِدث تلك الانتخابات نقلة نوعية وتغيير ملموس فى الخارطة السياسية للعراق، باعتبار أن الوضع السياسي في البلاد منذ عام 2003 وحتى الآن، عاش عدة اهتزازات سبَّبتها الخلافات بين الأقطاب السياسية والفساد، وبالتالي، فإن هذه الانتخابات يعَّوَل عليها في إيصال وجوه جديدة ومستقليين إلى البيت التشريعي العراقي، والتي ربما ينتج عنها حكومة قوية تعيد للعراق قوته وللدولة هيبتها، وتحصر السلاح في يد الدولة وتمنع المشاكل وتتجه للاستثمار ومحاربة الفساد والتنمية الاقتصادية، لاعتبار أن العراق يمتلك مقومات كبيرة على مستوى الموارد الاقتصادية والبشرية، وبالتالي، فإن الحكومة التي ربما تدفع العراق إلى الاستثمار، سوف تؤدى إلى تحسين الأوضاع المعيشية للعراقيين.
الدور المصري
وحول الدور المصري والعربي في عودة العراق إلى محيطه العربي، قال «الفهد»، إن العلاقات العراقية مع الأشقاء العرب هى علاقات قديمة وعلاقات تكاملية لأن هذه البلدان تحتاج لبعضها، مثلما كانت مصر القديمة تربطها علاقات وطيدة مع العراق، ولكن بعد عام 2003، حدث حالة من الابتعاد بين النظام السياسي العراقي والبلدان العربية، ولكن الآن هناك ترميم لتلك العلاقات من خلال الزيارات المتبادلة وزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي، والقمة الثلاثية التي عُقِدت في بغداد، بالإضافة إلى زيارة المسؤولين العراقيين والاتفاقيات الاقتصادية والنفطية وغيرها.
وأضاف «الفهد»، أن تلك الزيارة أسهمت في عودة العراق، لأن مصر لها ثقلها العربي ولها تأثيرها في المحيط العربي والدولي، وبالتالي، حضور مصر برئيسها كان له بالغ الأثر، ويحمل رسائل للداخل العراقي وللخارج، بأن العراق عاد إلى موقعه المؤثر مع أشقائه العرب وإلى موقعه الاستراتيجي كدولة عربية محورية غنية بثرواتها ومواردها البشرية وعلاقاتها أيضًا.
وأكد «الفهد»، أن العراق يحتاج إلى أشقائه العرب ولا سيما مصر -الدولة الكبيرة صاحبة الموارد البشرية والخبرات- كما أن مصر بحاجة إلى بغداد وهو تعاون ثنائي مشترك.
واختتم «الفهد»، تصريحاته قائلاً: «ما وصل إليه العراق الآن هى جملة لقاءات وزيارات عربية ورؤساء عرب وأجانب إلى بغداد، وجهود متعددة وتحسن فى السياسية الخارجية العربية، وبلا شك حضور الرئيس السيسي، والملك الأردني، والرئيس الفرنسي، بالإضافة إلى عدد من الرؤساء، أسهم بشكل كبير في ترميم علاقات العراق بالأشقاء العرب».