«الدستور» تحقق في إزالة أشجار حديقة الميريلاند بمصر الجديدة
قبل أيام قليلة ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بعد حملات إزالة أشجار حي مصر الجديدة ولاسيما حديقة الميريلاند، وتصدر هاشتاج “انقذوا مصر الجديدة وانقذوا أشجار مصر” العديد من صفحات التواصل الاجتماعي على فيسبوك، في ظل احتقان ملحوظ من قبل أهالي حي مصر الجديدة، الذين اعترضوا على أعمال إزالة الأشجار والحدائق.
وفي هذا الصدد تقدمت سميرة الجزار، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، بطلب إحاطة إلى المستشار حنفي جبالي، رئيس البرلمان، موجه إلى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ، ووزيري التنمية المحلية والبيئة بشأن أعمال إزالة حديقة الميريلاند بالإضافة إلى أعمال إنشائية بالحديقة مما أثار غضب المواطنين وسكان مصر الجديدة.
وتساءلت عضو لجنة التخطيط بالبرلمان، عن موقف التصاريح وما هي الجهات التي أصدرت تطوير حديقة الميريلاند، بيد أن جرى تطوير الميريلاند بالفعل بتكلفة وصلت إلى 48 مليون جنيه خلال عام 2018.
وتجولت "الدستور" في شوارع مصر الجديدة وتحديدًا منطقة حديقة الميريلاند، لرصد ما يجرى بمحيط الحديقة وما يحدث في حي مصر الجديدة.
تصاعدت الأتربة والغمام على الأجواء بمجرد اقترابنا إلى محيط حديقة الميريلاند من ناحية شارع الحجاز، وتكرر هذا المشهد في جميع التقاطعات والشوارع التي تطل عليها الحديقة مثل شارع نهرو والحجاز.
في البداية وجدنا كوردون أزرق اللون يحيط بمنطقة الحديقة بالكامل من ناحية جميع الشوارع والقطاعات، غير أن هناك من يمنعون الاقتراب من سور الحديقة أو الكوردون المُقام حولها.
حاولنا التحدث مع أي من عمال الإنشاءات ولكن لم يكن هناك أي استجابة، فبمجرد الاقتراب تجد من يصرخ بممنوع الاقتراب، فضلًا عن منع جميع محاولات التصوير.
ومن ثم ابتعدنا قليلًا عن منطقة الكوردون والحديقة، لبدء التحدث مع الأهالي ورصد آرائهم حول أعمال الإنشاءات أو التطوير التي تنفذ داخل حديقة الميريلاند، وكان الرد المشترك بينهم جميعًا هو حزنهم واستيائهم من تشويه المنطقة.
تبلغ مساحة حديقة الميريلاند نحو 50 فدانا، وقد تم تطوير منها نحو 22 فدانا، وأنشئت حديقة الميريلاند في عهد الملك فاروق، عام 1945 وكانت تسمى في هذا الوقت اسم "نادي الخيل"، قبل أن تصبح واحدة من أشهر حدائق القاهرة.
وجرى تطوير الحديقة وافتتاح المرحلة الأولى منها، بحسب بيان سابق لمحافظة القاهرة، إذ إنشاء بحيرة ونافورة راقصة، شهدت تشغيل تجريبي في مايو الماضي، إضافة لمجمع سينيمات ومطاعم.
زينب: أشجار الميريلاند لا يمكن أن تُعوض مرة أخرى
زينب عز الدين، تقطن في حي مصر الجديدة قبل 50 عاما من الآن، تقول عن إزالة حدائق مصر الجديدة وتحديدًا حديقة الميريلاند: "الواحد صعبان عليه الخضرة والجمال اللي كانت بتتميز بيه منطقة مصر الجديدة، اللي كان معروف عنها الهدوء والخضرة ووجود أشجار نادرة".
أوضحت أن: "القصة بدأت تقريبًا مع بداية شهر سبتمبر، لقينا كردون اتعمل حول حديقة الميريلاند، وأعمال إزالة لجميع الأشجار والحدائق بالمكان".
تضيف عزالدين أنه لا يمكن تعويض أشجار الميريلاند مرة أخرى، مرجعة أسبابها إلى أن هذه الأشجار زُرعت من مئات السنين، وهي واحدة من الأشجار النادرة الموجودة في حي مصر الجديدة بل وفي جميع مناطق الجمهورية.
أكدت عز الدين إلى أنه هناك أعمال إزالة في جميع حدائق حي مصر الجديدة، ولا أحد يفهم ما السبب وراء ذلك، إذ أن هناك حدائق وأشجار في شوارع وميادين أخرى مثل شارع نهرو وغيره من الشوارع الذي يتم تجريدها من جميع الأشجار والحدائق.
جمال: هل يستحق إنشاء المطاعم والكافيهات إزالة الأشجار النادرة
أحمد جمال، من أهالي حي مصر الجديدة، يقول أنها فقدت جزء في بالغ الأهمية من طراز الحي وهي الأشجار والحدائق التي كانت أحد أبرز ما يميز مصر الجديدة، وذلك بعدما جرى إزالة الحدائق والأشجار النادرة في مصر الجديدة من أجل افتتاح مشروعات استثمارية أخرى.
أوضح أن: " بعد محاولات عديدة عرفنا أن أعمال إزالة حديقة الميريلاند بسبب القيام بتنفيذ مشروعات في هذه المنطقة، يعني مشروعات زي محلات ومطاعم".
مريم: المشروع بدأ منذ عامين.. وإزالة الميريلاند منذ أسبوعين
مريم نادر، من سكان حي مصر الجديدة، أكدت أن أعمال الإزالة بدأت منذ حوالي أسبوعين أو أكثر، حينما استقيظ أهالي مصر الجديدة على رؤية كردون أزرق يحيط بمنطقة حديقة الميريلاند، وتحديدًا الجزء بدايةً من تقاطع شارع الفتح مع ناصية شارع الحجاز، بالإضافة إلى منع التصوير بتاتًا أو التجول في محيط المنطقة.
وتابعت نادر أن الأهالي اجتمعوا للحديث مع القائمين على هذه الأعمال، وقيل وقتها أن هذا الجزء من الحديقة جاري إنشاء نصب تذكاري فيه على مساحة 800*800 وستحافظ الشركة على عدم المساس بالأشجار، ولكن جرى إزالة المساحات الخضراء والورود والنباتات الصغيرة.
قانون العقوبات ينص على الحبس أو السجن مع الأشغال الشاقة
المادة 367 من قانون العقوبات تنص على أنه يعاقب بالحبس مع الشغل كل من قطع أو أتلف زرع غير محصود أو شجر نابتًا خلقه أو مغروسًا أو غير ذلك من النباتات.
أيضًا كل من اقتلع شجرة أو أكثر أو أي نبات آخر أو قطع منها أو قشرها ليميتها وكل من أتلف طعمة في شجر، تقع عليه العقوبة نفسها.
أما المادة رقم 368 من قانون العقوبات نصت شددت العقوبة إذا ارتكبت الجريمة المنصوص عليها في المادة السابقة ليلًا من ثلاثة أشخاص على الأقل، أو من شخص أو اثنين وكان واحد منهم يحمل سلاح، حيث تكون العقوبة الأشغال الشاقة أو السجن من ثلاث إلى سبع سنين.
عضو البرلمان العالمي للبيئة: نسب محددة لحجم المساحات الخضراء في الشوارع والأحياء
وفيق نصير، عضو البرلمان العالمي للبيئة، أوضح أن هناك نسب محددة لحجم المساحات الخضراء في كل شارع أو منطقة أو حي، وبالتالي فإنه لا يمكن أن تقل الخضرة والأشجار عن هذه النسب، إذ أنه توضع تلك المعدلات بشكل متفق عليه أو التي تحددها الدولة وفق خريطة تخطيط المناطق والأحياء.
أما في حال الحاجة إلى إزالة مساحة خضراء معينة بهدف توسعة طريق أو العمل على تنفيذ أي إنشاءات أخرى، يقول "نصير" أن متعارف عليه في كل دول العالم أن تضطر الحكومات لقطع أو نقل رقعه خضراء أو بعض الأشجار لإعادة تخطيط منطقة ما.
وأضاف عضو البرلمان العالمي للبيئة، أنه بعد تعديل مخطط المنطقة فإنه يتم أعاده الأشجار أو الرقعة الخضراء لهذه الأماكن بعد إعادة تخطيطها.. أو يتم نقل هذه الرقعة الخضراء أو بعض الأشجار لمنطقة أخرى تماما وهذا يتم وفق منهج وخريطة يتفق عليها سابقا.
وأكد عضو البرلمان العالمي للبيئة، أنه لابد من حساب نسبة الأماكن الخضراء بالنسبة للمباني والشوارع في منطقة أو حي أو محافظة بحيث أنها لا تقل عن نسبة معينة يكون متفق عليها سابقا في خريطة التخطيط العام للدولة.
البرلمان: تطوير حديقة الميريلاند وليس إزالتها
في البداية عمرو السنباطي، عضو مجلس النواب عن دائرة مصر الجديدة، أكد أنه جاري تطوير منطقة الميريلاند، ولكن لن يتم المساس بأيً من الأشجار الأثرية القديمة ولم يتم إزالتها، مشيرًا إلى أن الهدف هو تجميل حديقة الميريلاند وتطويرها وليس إزالة الأشجار.
وأشار عضو مجلس النواب أن هناك جزء بجور الحديقة سيُقام عليه نصب تذكاري، بالإضافة إلى تنفيذ وإنشاء نفق بطول الميريلاند، بهدف حل مشكلة الأزمات المرورية وغيرها، مستطردًا حديثه أن الهدف هو الخدمة العامة للمواطنين وعدم إزالة الأشجار.
محافظة القاهرة: سيجرى افتتاح المرحلة الثانية من حديقة الميريلاند قريبًا
المهندس إبراهيم صابر، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية، أعلن في بيان أنه يجرى عمل بحيرة ونافورة في حديقة الميريلاند، وسيأتي تشغيلها في المرحلة الثانية من تطوير الحديقة.
وأضاف أن المرحلة الأولى قد افتتحت بالفعل، والآن يجرى العمل على تنفيذ المرحلة الثانية لافتتاحها، والتي تتضمن إنشاء بحيرة ونافورة ومجمعات للمطاعم والسينمات، مشيرا إلى أن إحدى الشركات الخاصة هي القائمة على تنفيذ المشروع لتطوير الحديقة وخدمة زوارها.