الحياد المناخي.. ما الذي يعنيه إعلان الإمارات مكافحة انبعاثات الكربون؟
قال رئيس قسم التغيرات المناخية والطاقة المتجددة بوزارة الزراعة المصرية الدكتور محمد علي فهيم، إن توجه الإمارات نحو الحياد المناخي بحلول العام 2050 يعني سعي الدولة قبل بدء أي نشاط اقتصادي صناعي أو غير صناعي للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والوصول إلى الدرجة صفر، بحيث لا تسهم في تغير المناخ والاحتباس الحراري.
وأضاف «فهيم» لـ«الدستور»، أن هذه الأهداف الكبرى لخدمة البيئة تضطلع بها دول الاتحاد الأوروبي في استراتيجية مشابهة لاستراتيجية الإمارات.
وتابع بقوله: «فيما تمثل الانبعاثات الناتجة عن النشاط الصناعي في الإمارات جزءًا ضئيلًا من المشكلة الكونية إلا أنها تحرص على سمعتها الدولية كبلد مهم في العالم المتقدم»، لافتًا إلى أن هذا التوجه يسهم في جذب الاستثمارات عكس ما يتوقع البعض.
وأشار إلى أن العالم كله يتجه هذا الاتجاه، والأماكن المحايدة مناخيًا ستكون قبلة لشركات كبيرة، لأن الأمر الآن وإن كان تطوعيًا من الدول، فإنه سيصبح إلزاميًا بعد سنوات، سواء للدول أو الشركات الكبرى، مؤكدًا أن هذا يوضح امتلاك دولة الإمارات نظرة مستقبلية، تسبق فيها الدول المجاورة وكثير من دول العالم.
وأعلنت حكومة دولة الإمارات بحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في جناح الإمارات بمعرض إكسبو 2020 دبي، عن المبادرة الاستراتيجية لدولة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، والتي تأتي تتويجًا للجهود الإماراتية الهادفة إلى الإسهام بإيجابية في قضية التغير المناخي، والعمل على تحويل التحديات بهذا القطاع إلى فرص تضمن للأجيال القادمة مستقبلًا مشرقًا.
دور عالمي
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بالتزامن مع الإعلان: أعلنت دولة الإمارات اليوم عن هدفها لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.. نموذجنا التنموي سيراعي هذا الهدف.. وجميع المؤسسات ستعمل كفريق واحد لتحقيقه.. ودولة الإمارات ستستثمر أكثر من 600 مليار درهم في الطاقة النظيفة والمتجددة حتى 2050.. وستقوم بدورها العالمي في مكافحة التغير المناخي.
من جانبه، قال الشيخ محمد بن زايد: «تواصل دولة الإمارات - مع إعلانها اليوم هدفها لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050 - دورها الفاعل والمؤثر عالميًا في قضية التغير المناخي.. ودعمها جهود العمل المناخي وتعزيز التعاون الدولي للاستفادة من جميع الفرص الاقتصادية والاجتماعية».
وأضاف حسبما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية (وام): «نهدف من خلال تحقيق الحياد المناخي في الإمارات بحلول عام 2050.. إلى تطوير نهج حكومي شامل يضمن النمو الاقتصادي المستدام في الدولة.. ويقدم نموذجاً يحتذى للعمل والتعاون لضمان مستقبل أفضل للبشرية».
ويشكل إعلان دولة الإمارات عن هدف تحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، تتويجاً لجهود الدولة ومسيرتها في العمل من أجل المناخ على المستويين المحلي والعالمي خلال العقود الثلاثة الماضية، منذ انضمامها لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ في 1995، حيث تبنّت الإمارات منذ ذلك الوقت مجموعة كبيرة من التشريعات وطبقت العديد من الإجراءات الهادفة إلى خفض الانبعاثات وتقديم الحلول المستدامة، بما يتماشى مع أفضل الممارسات في جميع القطاعات الحيوية، بما فيها الطاقة والصناعة والزراعة.
ويأتي الإعلان لتحقيق الحياد المناخي متوائمًا مع أهداف «اتفاق باريس للمناخ»، لتحفيز الدول على إعداد واعتماد استراتيجيات طويلة المدى لخفض انبعاث غازات الدفيئة، والحد من ارتفاع درجات حرارة الأرض دون الدرجة والنصف مئوية إلى درجتين مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية.