سيد محمود: «كوتسيكا» رواية ذكية للتحكم فى الخط السردى للنص
بدأت منذ قليل فعاليات حفل توقيع ومناقشة رواية "كوتسيكا" تأليف الروائية غادة العبسي، ويناقشها الكاتب الصحفي سيد محمود، وذلك بمكتبة البلد بوسط القاهرة.
وفي كلمته قال الكاتب الصحفي سيد محمود: "هذه الرواية "كوتسيكا " والتي صدرت عن دار المحروسة تشير إلى طفرة في تنوع ما تقدمه دار المحروسة للنشر والتوزيع.
وأضاف محمود أن الأعمال الإبداعية لغادة العبسي تشغلها عوالم متنوعة، لافتًا إلى أن زمن رواية كوتسيكا هو زمن مفصلي ويمكن وصفه بزمن النهضة والتحديث على النمط الأوروبي، وهذا التوجه نحو الحداثة كان معنى ربط الاقتصاد المصري بالاقتصاد العالمي.
وتابع: “ثمة نمط جديد ظهر للزراعة المصرية وخاصة زراعة القطن لأنها ارتبط بالبورصة العالمية، وهذا ماصنع الهجرات إلى مصر ومنها هجرات الشوام، إلى جانب أن هذا حقق ظهور الصحافة ليوسع فكرة حرية الرأي في تلك الفترة”.
وأكد محمود: هناك حديث كبير عن مجتمع مصري تعددي في الأساس قائم على محاورات نقدية، إلى جانب أن ذلك أن بورصة القطن وزراعته في مصر كان سببا رئيسيا في هجرة العائلة اليونانية التي تناقشها غادة العبسي إلى مصر.
واستطرد سيد محمود إلى أنه يمكن أن نشير إلى وصف هذه الرواية بالذكية، ويظهر ذلك في التحكم في الخط السردي للنص وهذا يرجع بطبيعة الحال إلى ذكاء الرواية وخبراتها.
وأكد محمود أن هناك العديد من الإشارات التي تلفت إلى نجاح الروائية بدءًا من اختيار عناوين الفصول والتي تشير إلى ارتباط العناوين بالطقس الشعبي لمدينة الإسكندرية.
وكشفت الرواية عن تنوع طبقي حتى داخل الجاليات الأجنبية لمصر، رغم أن العمل قائم ومرتبط على التخيل الا ان وراء ذلك دراسة وبحث طويل في تاريخ المكان.
واختتم: "كوتسيكا رواية ضد التنميط خاصة أن شخصياتها حقيقية وواقعية، وهذا يظهر بوضوح في سردها العلاقات الإنسانية داخل العائلة المصرية.
جدير بالذكر أن الكاتبة غادة العبسي حصلت على العديد من الجوائز المحلية والعربية، منها جائزة أخبار الأدب عن روايتها الإسكافي الأخضر وجائزة دبي الثقافية عن مخطوط روايتها الأولى الفيشاوي، إضافة إلى جائزة نازك الملائكة للإبداع النسوي عن قصة مانوليا، وجائزة نادي القصة المصري عن أفضل قصة قصيرة " بيت اللوز"، وقد وصلت روايتها ليلة يلدا الصادرة عن دار التنوير إلى القائمة القصيرة في كل من جائزة الشيخ زايد لهذا العام وجائزة ساويرس الثقافية.
