النهاري: مصر صاحبة الفضل في تأسيس الجمهورية اليمنية
وجه الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الشكر لرجال القوات المسلحة المصرية بمناسبة الذكرى التاسعة والخمسين لثورة 26 سبتمبر اليمنية، قائلا: "الرحمة والغفران والخلود للشهداء الأبرار من رجالات الجيش والمقاومة ولشهداء ثورة سبتمبر وأكتوبر، والخلود والمجد للشهداء الأبطال من أبطال مصر الذين رووا بدمائهم الطاهرة تراب أرضنا دفاعا عن الثورة اليمنية عام 1962. كما أثمن عاليا جهود مصر العربية في كل المراحل".
وفي سياق متصل، قال عبد الحفيظ النهاري، نائب رئيس الدائرة الإعلامية للمؤتمر الشعبي العام اليمني، إن دور مصر كان حاسما كقيادة وجيش وشعب، فقد كان الزعيم جمال عبد الناصر آنذاك يساند حركات التحرر الوطني والقومي على امتداد الوطن العربي، باتجاه التحرر من الاستعمار والاستبداد، حيث استلهمت الثورة اليمنية تجربة ثورة 23 من يوليو 1952 وتجربتها العظيمة التي حررت مصر من الاستبداد والاستعمار، وكانت أهداف ومبادئ ثورة 26 سبتمبر مستلهمة من مبادئ وأهداف ثورة يوليو العظيمة.
تنسيق مع القيادة المصرية
وأضاف في تصريح لـ"الدستور": وحين انطلقت ثورة 26 سبتمبر 1962 بقيادة حركة الضباط الأحرار، كانت على اتصال وتنسيق مع القيادة المصرية، وكانت مستأنسة بإسنادها، وما أن اندلعت الثورة في صنعاء، حتى كان الدعم المصري العسكري واللوجستي حاضرا من أجل تخليص الشعب اليمني من النظام الإمامي واستبداده وظلمه، وتركته المتخلفة التي حاصرت اليمن بثالوث بالجهل والفقر والمرض، فكان الدعم المصري المباشر للثورة باعتبارها ثورة إنسانية منقذة للشعب اليمني من ظلام وتخلف النظام الإمامي، وهو دعم ساهم بوعي قومي وأخوي في إخراج الشعب اليمني من الظلمات إلى النور.
مشروع التحرر القومي والوطني
وتابع، وبعد أن تعقد وضع الثورة وتكالبت عليها قوى الرجعية والاستعمار من كل حدب وصوب، وقف الجيش والقيادة المصرية ببسالة ودافع عن الجمهورية الوليدة التي تعد الجمهورية الأولى والوحيدة في الجزيرة العربية، وهو ما أثار حفيظة الأنظمة الرجعية والاستعمارية عليها، حتى كادت أن تتحول ثورة اليمن إلى ثورة بين مصر عبد الناصر، والقوى الاستعمارية والرجعية العالمية، لتكون اليمن هي ساحة الصراع القائم بين مشروع التحرر القومي والوطني، وبين مشروع الردة الإمامية الرجعية، وكان الإسناد المصري حاسما في انتصار الجمهورية الوليدة،
خطاب جمال عبد الناصر في تعز
وأضاف أنه كانت الثورة اليمنية بانتصارها النهائي على قوى الرجعية والاستعمار التي حاصرت صنعاء حاسما، إذ انتقلت طلائع الثورة اليمنية بعد دحر قوى الرجعية والاستعمار، إلى جنوب اليمن المحتل لتحريره من الاستعمار البريطاني ورفعت شعار الكفاح المسلح في وجه الوجود الاستعماري البريطاني، خاصة بعد أن ألقى الزعيم جمال عبد الناصر خطابه الشهير في مدينة تعز، الذي وجهه للقوى الاستعمارية البريطانية في الجنوب قائلا: "على الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن المحتل، أن يحمل عصاه ويرحل"، ولم يقبل الكفاح المسلح بأقل من الانسحاب البريطاني من عدن والمحميات الجنوبية، إذ تحقق انسحاب آخر جندي بريطاني من جنوب اليمن في 30 من نوفمبر 1967، وكان انتصار ثورة 14 أكتوبر بمثابة رد الاعتبار لمصر القومية، والتعويض عن آثار النكسة، وتحقيق انتصار قومي مدو في جنوب الجزيرة العربية يدحر وجود الإمبراطورية العظمى التي لا تغيب عنها الشمس.
وأشار إلى أنه كان استقلال جنوب اليمن بمثابة التعويض القومي عن نكسة 1967م، بعد أن كانت ثورة 14 من أكتوبر 1963 قد تلقت الدعم اللوجستي المصري المباشر، فتم تحديث وتوجيه إذاعة تعز لهذه المعركة، وكان حضور الخبراء والمهندسين المصريين ماثلا على كل الصعد العسكرية والأمنية والإعلامية والمدنية , وفي الخلاصة كان الدور المصري حاسما وأساسيا في انتصار الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر، وكان دورا قوميا مسؤولا امتزجت فيه دماء التضحيات من اجل الانعتاق والتحرر وإنقاذ الشعب اليمني من براثن الاستبداد والتخلف الإمامي ومن ربقة الاستعمار.
قدمت مصر أعز رجالها في الدفاع عن إرادة الشعب اليمني
وأكد: قدمت مصر أعز رجالها في الدفاع عن إرادة الشعب اليمني، وقدمت كل أشكال الدعم اللوجستي والعسكري والمدني وساهمت في بناء مؤسسات الجمهورية الوليدة وساهمت في وضع اليمن على أعتاب العصر الحديث، وها هو نصب الجندي المصري ينتصب في أعلى قمة مطلة على العاصمة صنعاء، ويقف شاهدا على مبدأية المعركة، ووحدة المصير وشراكة التضحية، ويذكرنا بالدم المشترك والمستقبل المشترك,الرحمة والخلود لشهداء الثورة اليمنية من أبناء الشعبين المصري واليمني, والشكر والعرفان لمصر العروبة قيادة وشعبا، وكل عام ومصر واليمن بخير.