«داعية السينما المصرية».. أسرار من حياة المنتج حسين صدقى
يعد الإنتاج السينمائي من أهم صناعات العصر الحديث، والتي يقع على عاتقها ليس فقط عبء بقاء صناعة السينما واستمرارها والحرص على نموها وازدهارها لضمان اقتصاد متماسك وقوي، ولكن يجب أن يكون هناك منتجين لديهم الحث الفني والقدرة على الاستثمار دون أدنى إخلال بعناصر الجودة الفنية والفكرية وبعوامل الجذب السينمائي الأساسية، والتي لها مردودها في زيادة إيرادات الأفلام ودعم نمو اقتصاد صناعة السينما.
إن انتاج الفيلم السينمائي باعتباره منتجًا فنيًا وصناعيًا، يتطلب درجات من المعرفة والحرفية، لذلك فإن شركات الإنتاج تأخذ بعين الاعتبار انتقاء كتاب السيناريو والمخرجين المبدعين الذين لديهم مهارة خاصة في مجال تخصصهم، ونجد بطل العمل هو المنتج وربما المخرج والمؤلف في بعض الأحيان، الأمر الذي يتطلب مهارة فنية من نوع خاص.
كما نجد أيضًا الفنان يتحول إلى منتج دون أن يشارك في بطولة العمل أو مخرج قرر أن ينتج بعض الأعمال سواء من إخراجه أو لا، وسنرصد أهم منتجين السينما المصرية، ومن أبرزهم الفنان «يوسف وهبي- أنور وجدي– توجو مزراحي – حسين صدقي – رمسيس نجيب – ماجدة – مديحه يسري»، وغيرهم من المنتجين.
أكد المؤرخ الفني محمد شوقي، لـ«الدستور»، على أهمية دور هؤلاء المنتجين، وقال عن المنتج المنتج حسين صدقي: «تأثر الفنان حسين صدقي بالفنان يوسف وهبي من خلال طرح أفلام تبث روح الفضيلة و الأخلاق و المبادئ خاصة بعد نجاح فيلمه "العزيمة" و بدأ يقدم أفلام من إنتاجه و ذلك من خلال شركة "أفلام مصر الحديثة"، منهم فيلم "البيت السعيد" عام 1952، "المصري أفندي" عام 1949، "العامل" عام 1943، "الشيخ حسن" عام 1952، "نحو المجد" عام 1949، "يسقط الاستعمار" عام 1952، إلى جانب آخر أفلامه و أحبها إلى قلبه فيلم "خالد ابن الوليد "عام 1958، لقب "بداعيه السينما المصرية" للحث الديني التي كانت أفلامه تحتويه و تقدمه في قالب درامي يتناسب مع عادات و تقاليد المجتمع المصري».
وأكد «شوقي»: «لم يكن حسين صدقي إخواني كما يعتقد البعض و لكنه كان صديق لبعض منهم، كما أنه في ذلك الوقت لم يكونوا الإخوان على ما أصبحوا عليه اليوم، بدليل أنه انتج فيلم "وطني و حبي" و كان يتحدث عن الجيش المصري، وفيلم "يسقط الاستعمار"، وكان يتناول أحداث الثورة و هو أول من أيد الثورة، و كتب في بداية فيلم "البيت السعيد" تنويه بخط يده يشكر فيه الثورة و قائدها و مجلس قياده الثورة، الفيلم بطولة ماجدة وحسن فايق».
و أشار "شوقي" إلى أن ن حسين صدقي لم يكن مهتم باكتشاف النجوم، و بالرغم من أن أفلامه جيده إلا أنها لم تكن فى مستوى أفلام يوسف وهبي ، أما عن أبرز المشكلات التي واجهته عدم السماح بعرض فيلمه "ليله القدر" قبل تغير اسمه "للشيخ حسن" حتى تم الإفراج عنه بقرار من "البكباشي جمال عبد الناصر" في ذلك الوقت، و كان الفيلم يناقش علاقه المسلمين مع الأخوة المسحين، و اعتزل حسين صدقي في النهاي،ة و قام بحرق جميع أفلامه واكتفى بفيلم خالد بن الوليد، آخر أفلامه.