أحباب الأمس أصدقاء اليوم وأعداء الغد.. أسرار علاقة السادات وهيكل
كان الصراع بين من أطلق عليهم «صقور الاتحاد الاشتراكي» وهيكل، وعندما تولي أنور السادات مقاليد السلطة في مصر كان هيكل أقوى مسانديه بالحكومة وفي السياسة وفي الصحافة.
وكسب «هيكل» معركة الصراع الجاد مع مراكز القوى وهو التعبير الذي أطلقه هو نفسه على «صقور الاتحاد الاشتراكي» وهو الأمر الذي اعترف به السادات نفسه عندما حكى تفاصيل الأسابيع والأيام الأخيرة في ذلك الصراع المرير على السلطة، وانتهى بإبعاد كل الخصوم فيما سمي بحركة التصحيح أو بثورة التصحيح كما أحب أنصار السادات تسميتها.
بعدها قال السادات أنه كان يرسل ابنته برسائل لهيكل في منزله وفي الأهرام خوفا من أن تعرف مراكز القوى تفاصيل خطة التخلص منهم، وهم الذين كانوا يراقبون السادات ويراقبون تحركاته للانقضاض عليه.
وشارك هيكل السادات في الإعداد لحرب أكتوبر فيما سمي بإعداد المسرح السياسي، وخطة الخداع الاستراتيجي من خلال كتابت هيكل، مثل مقاله الشهير «تحية للرجال» الذي حدد فيه صعوبات عبور قناة السويس ودخولها في معركة ضد الإسرائيليين، ونشر أخبار مثل إرسال ضباط الجيش لأداء فريضة الحج وغيرها، بل إن مركز الدراسات بالأهرام قدم الدراسة الخاصة باختيار يوم الهجوم وهو يوم عيد الغفران.
وعندما اختلف السادات مع هيكل بسبب السياسة التي اتبعها في المواجهة السياسية مع إسرائيل بعد الحرب وكان من رأي هيكل فيها أن مصر تبدد سياسيا ما كسبته في ميدان القتال، واضطر السادات معها إلى إبعاده عن الأهرام وتعيينه مستشارا صحفيا له، فرفض هكيل وفضل الاعتكاف في المنزل لتأليف الكتب السياسية.
وحسبما يذكر فتحي رزق في كتابه 75 نجما في بلاط صاحبة الجلالة، فشلت كل محاولات الاتفاق بين الرجلين من جديد، فالأول في موقع الرئيس والثاني في موقع الصحفي ولم ين من الممكن الاتفاق، فالمسافة بعيدة بين من اتخذ القرار، ومن يتصور كيفية صدوره، ورفض هيكل أن يون وزيرا أو نائبا لرئيس الوزراء، وزارد الخلاف، وتحول غلى عداء سافر من جانب السادات، الذي أطلق على هيكل اسم «الكاتب الأوحد» وهي الصفة التي حاول خصومه في السياسة والصحافة استغلالها ضده عندما تم الاتفاق بسن إبراهيم سعده رئيس تحرير أخبار اليوم وبينه على العودة للكتابة من جديد على صفحاتها.
وعندما رد هيكل على الذين عارضوا عودته للكتابة لم يذكر أحدا بالاسم، لكنه قال إنه قبل الثورة تحصل على الجائزة الأولى في الصحافة 3 سنوات متتالية وأنه صنع نفسه بقلمه، وأنه في النهاية كما جاء داخل السطور بصورة وإن كانت عارضة إلا أنها تحدد مكانه على خريطة العالم، كان من بين 20 كم الاستراتيجيين وكبار المفكرين والصحافة في العالم يناقشون في الولايات المتحدة من فترة غير بعيدة تصور العالم لحرب النجوم.