«من فات قديمه تاه».. حيلة جديدة لمكتبة «الوفاء» لجذب الجيل الجديد لقراءة الكتب
«من فات قيدمه تاه».. مثل شعبي قديم معروف بأن الإنسان مهما دار به الزمان يعود مرة أخرى للقديم، ولا يمكنه أن يستغني عنه، بمجرد الاقتراب من مكتبة «الوفاء» يتسلل رائحة الورق القديم، يُلفت انتباهك رجل أكل الدهر على وجهه وشرب، يقبع بين الورق والأدوات التي تتراص حوله في شكل يلفت نظر المارة، من خلال تجاعيده يتضح أنه رجل في الخمسينيات من عمره، يُدعى أبوالحجاج عبدالعظيم، يحاول الرجل الخمسيني من خلال الأوراق أن يحيى الماضي بالقراءة بين الأطفال.
الورق والرسومات أشياء تبعث السعادة في نفوس الناس جميعًا، وعبد العظيم خاصًة، حاول جذب الجيل الجديد خاصًة الأطفال منهم، من خلال رسومات التي قرر أن يرسمها بنفسه، على الكتب والأوراق، بكل سهولة ويسر، لشراء الكتب المرسوم عليها، ويعودوا لقراءة الكتب مع دخول الدراسة.
يبتسم رغمًا عنه متناسي آلامه؛ الذي يتسلل لقلبه عندما يجد شغله وما صنعه مهمل من الجميع صغارًا وكبارًا، يروي أبو الحجاج لـ«الدستور»: «الأول الناس كانت بتيجي تشتري على طول من غير أي حاجة أنا بضيفها ومن غير تشجيع عشان تشتري أو تقرأ، وغير كده لرسم كان أساسي في حياة الناس واللي بصنعه بنفسي من أشكال كان بيجذبهم بس دلوقتي مبقاش فيه الكلام ده، كل بقى مشغول بالأكل وبعد عن الثقافة والرسم، وكمان التكنولوجيا غطت على قيمة الورق».
ويتابع الرجل الخمسيني: «الناس بقيت تدور على الأقلام والكرسات بس، إنما حد يدور على الرسم والقراءة، لا مبقاش موجود، عكس زمان.. بحاول أنا بقى من خلال رسوماتي إني أخلي الأطفال يكبرون على قراءة الكتب الورقية ويبعدوا عن البي دي أف شوية».
ويظل الرجل الخمسيني يتمنى أن يعود الزمان ولا يقتصر القراءة والرسومات على طلاب فنون جميلة فقط لاغير، ويعود الجميع لقراءة الورق، لذلك سميت المكتبة باسم «الوفاء».