توقيع ومناقشة كتاب «فايزة وسلطان..عشنا عمرنا أحباب» بمكتبة البلد.. غدا
تستضيف مكتبة البلد في مقرها الكائن بشارع محمد محمود أمام الجامعة الأمريكية، من ميدان التحرير، في السابعة من مساء غد الأثنين، أمسية ثقافية لمناقشة وتوقيع كتاب، «فايزة وسلطان..عشنا عمرنا أحباب»، والصادر عن دار ريشة للنشر والتوزيع، للزميل حمدين حجاج، ويناقش الكتاب الناقد الكاتب محمود عبد الشكور، ويدير الأمسية الناشر حسين عثمان.
يتناول كتاب «فايزة وسلطان»، رحلة عملاقي الطرب والتلحين: فايزة أحمد ومحمد سلطان، حيث يرصد رحلة الفنانة الراحلة من الميلاد حتى الرحيل «1930- 1983»، كما يتتبع سيرة الموسيقار من الميلاد حتى الآن.
وعن الكتاب يقول الناقد محمود عبد الشكور: «يمكن القول إن الكتاب هو مذكرات محمد سلطان، ولكن بالتركيز على أهم مشروعات سلطان الفنية، وهي علاقته كملحن مع فايزة، وسلطان، الفنان الراقي النبيل، هو الذي اقترح أن تشاركه فايزة عنوان الكتاب، امتنانا ووفاء لها، وترجمة لأهم ما في مسيرة سلطان الفنية من إبداعات مع فايزة، وهكذا التقط "حمدين" الفكرة، فجعل السرد متبادلا في جزء معتبر من الكتاب، بين قصة حياة سلطان، وقصة حياة فايزة، ثم يستعيد محمد سلطان زمام السرد في بقية الكتاب، متحدثا عن تفاصيل علاقته مع فايزة، وحياتهما كزوجين طوال 17 عاما، وأغنياتهما المشتركة، ورأيه فيها كأنسانه وكمطربة استثنائية، كما يتحدث عن علاقته مع مطربين آخرين، ومع الرؤساء والشعراء، بل ويرسم ملامح عصر بأكمله، فنيًا وسياسيًا واجتماعيًا».
يقدم الكتاب دراما إنسانية غريبة، تلعب فيها المصادفات دورا محوريا، وتحفل بمفاجآت عديدة للقارئ، كثيرون مثلاً لا يعرفون أن محمد سلطان الحاصل على ليسانس الحقوق والماجستير في الاقتصاد قد عُين في النيابة، ولكنه ترك وظيفته من أجل الموسيقى، وكثيرون لا يعرفون أن سلطان عرف الموسيقار عبدالوهاب في سن مبكرة جدا، وكان سلطان وقتها في سن الثالثة عشرة، ولا يعرفون أيضا أن سلطان كان صديقا لفريد الأطرش، وتعرف على فايزة شخصيا لأول مرة في حفل أقامه فريد في بيته.
حياة فايزة أحمد الرواس، وهذا اسمها بالكامل، أيضًا غريبة، فقد اعتمدت في الإذاعة السورية واللبنانية معًا، وسجلت ديويتو وهي صغيرة مع فيروز في إذاعة الشرق الأدنى، ووقع حادث لفايزة في العراق قبل أن تأتي إلى مصر، أفقدها القدرة على تذكر اسمها، ولكنها واصلت الغناء رغم كل ذلك.
أما الأغرب على الإطلاق فهو أن سلطان، الفتى السكندري الوسيم، لم يكن يحب فايزة عندما تزوجها، ولكنه تعامل بنبل لوقف أي شائعات عن فنانة يعشق صوتها، ولا يريد للصحافة أن تسيئ إلى علاقتها معه كملحن، ولم يكن هناك حل سوى إعلان الزواج، ولكن بمجرد أن حدث ذلك، حتى أصبح سلطان عاشقا لفايزة، لا يرى امرأة غيرها، اكتشف الإنسانة خلف الفنانة، وهي أيضا أحبته من البداية، وصممت أن تنجب منه رغم حالتها الصحية الصعبة، صرنا أمام حكاية حب مدهشة، وحكاية وفاء أعظم، إلى درجة أن سلطان ظل يزور قبر فايزة يوميا لسنوات طويلة، ومازال يرى أن لقاءه بها من أهم أحداث حياته، على المستوى الشخصي أو الفني.
يحضر في الكتاب عصر الكبار بكل ملامحه، فايزة القادمة من الشام جاءت لكي يلحن لها اسم بعينه هو محمد الموجي، ثم تعاونت مع بليغ حمدي، ولحن لها عبد الوهاب، ولكنها كانت تشكو دائما من إنه يفضل صوت نجاة، ثم جاءت مرحلة سلطان كملحن ناشيء أعجبت فايزة به وبألحانه، وكانت أغنية «أؤمر يا قمر»، من كلمات محمد حمزة وألحان سلطان هي علامة النجاح المبكرة.