دعوة أمام الكعبة.. 3 أشقاء يحفظون القرآن ويتصدرون قائمة المتفوقين (فيديو)
جاء من أسيوط برفقة شريكة حياته، للعمل والسعي وراء رزقهم في مجال تخصصهم كمدرسين في مدارس داخل أسوان، ومع مرور السنوات واستقرارهم في نفس مكان عملهم، رزقهم الله سبحانه وتعالى بـ5 أبناء منهم 3 من حفظة القرآن الكريم، حيث إنهم منذ إنجابهم وكان كل تركيزهم على تعليم جميع أبناءهم أمور الدين بشكل صحيح، وتحفيظ القرآن لهم باعتباره منارة لتعليم كل الأخلاقيات الحميدة والصفات السامية التي يجب أن يتمتع بها النشء حاليًا.
مع الوقت أصبح لدى الأبناء شغف لدرجة كبيرة به، حتى استطاعوا ختمه كاملًا في سن صغير، وحصدوا مراكز على مستوى المحافظة والجمهورية أيضًا، ما جعله شريكًا أساسيًا لهم في كل يوم.
''الدستور'' التقت بأسرة 3 أشقاء من حفظة القرآن بأسوان، ليحكوا لنا حول مدى اهتمامهم بتعليم الأبناء القرآن والحفاظ على احتلال مراكز في حفظه.
الأب:
قال علي محمود حسن، مدرس لغة إنجليزية بمدرسة أحمد طه حسين الثانوية بأسوان، إن رزقه الله جل وعلا بـ5 أبناء، ومن عليه أن هناك 3 بينهم من حفظة القرآن فضل ومن عليه أيضًا أنه وزوجته وجوههم للطريق الصحيح منذ نشأتهم وتحفيزهم، حيث إن والده رحمة الله عليه كان من حفظة القرآن وكذلك والد والدتهم.
أضاف لـ"الدستور"، قائلًا: 'كان دايمًا والدي يقولي إن شاء الله ربنا يكرمك يا علي وأولادك يكونوا من مستمعي القرآن ومن حفظته، وابني محمود ربنا كرمه وحصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية، ومحمد وروان دايمًا بياخدوا المركز الأول على المحافظة".
أوضح أن مشوار أبناءه في حفظ القرآن بدأ وهم في سن 4 سنوات بالتزامن مع التحاقهم بحضانة أنصار السنة، وكان لديهم قبول كبير لاتمام الحفظ، وبالتدرج حفظوا الأجزاء الأول وراءه الثاني والثالث وهكذا، مشيرًا إلى أنهم كان يحرصوا على تشجيعهم وتحفيزهم لحفظ القرآن من خلال مكافآتهم بعد الانتهاء من كل جزء منهم، سواء تلبية رغباتهم أو التنزه أسبوعيًا وغيرها، ما شجعهم كثيرًا على الاستمرار في هذا الطريق:"ده كرم من الله سبحانه وتعالى وبعدها زوجتي؛ لأنها تحفزهم على طول حتى لو انا قصرت لانشغالي في العمل''.
الأم:
وقالت أسماء قناوي عثمان، أخصائي خبير تكنولوجي بمدرسة طه حسين الإعدادية بنين، والدتهم، إن الله أكرمها بـ3 أبناء من حفظة القرآن وحصلوا على مراكز متقدمة في المسابقات التي التحقوا بها سواء علي مستوي الأزهر أو المدارس، وأن نجلها الصغير محمود حاصل علي المركز الأول علي مستوى الجمهورية، وأن لديها ابنتها الكبرى آلاء تدرس بكلية الصيدلة، وشروق كلية التمريض: "ما شاء الله أولادي متميزين خلوقيًا وعلميًا وبفتخر بيهم في كل مكان".
أضافت لـ"الدستور" أن بالنسبة لحفظهم للقرآن فهي كانت بمثابة أمنية طيلة عمرها كانت تتمناها من وتدعي بها ايضًا في سجودها، ودعوة أمام الكعبة أن ييسر الله سبحانه وتعالى ويساعدهم على ختم القرآن الكريم، ويكونوا من المتميزين والصالحين، وأن كانت هناك بشرة خير من والد زوجها، أن نجلها الصغير محمود سيصبح ذو شأن عظيم، مشيرة إلي أن أهم شئ ركزت عليه هو أنها التزمت بالدعاء حتى يجعلهم الله جل جلاله ذرية طيبة ونباتًا حسنًا، كما أن المتابعة والمثابرة كانوا سبب في أوصلهم لما هم عليه الآن.
أوضحت أن التركيز في تربية أبنائهم وتحفيزهم على حفظ القرآن الكريم كان الموضوع صعب في البداية، نظرًا لأنهم مغتربين وجاءوا من محافظة أسيوط إلي أسوان للعمل، والسبب الثاني لتقارب أعمارهم من بعض، إلا أن الدعاء يسر لها كل الأمور، بجانب التحاقهم بحضانة أنصار السنة، والمعلمات بها تولوا محمود ومحمد وروان بالعناية والرعاية والاهتمام كأنهم بمثابة أبناء لهم وأكثر، حتى الفترة التي تفشى فيها فيروس كورونا، كانوا يتواصلون معهم عبر الهاتف.
وتابعت "أن لتشجيع أبناءها على الاستمرار في حفظ القرآن الكريم والثبات على نفس المستوى، يتم اعطائهم وعود وتنفيذها بمجرد كسبهم للمسابقة، قائلة: "الحمد لله لما بيدخلوا مسابقات بيعملوا اللي عليهم وربنا يجبر خاطرهم ويكلل تعبهم بالتفوق بالمراكز العالية والهدايا بنجبها لهم أنا ووالدهم سواء الموبايلات والتابلت وكل اللى نفسهم فيه".
أشارت إلى أنه بالنسبة للجانب التعليمي أنهم متفوقين دائمًا من أول المراحل التعليمية وهم يحصدون المراكز الأولي بمدارسهم، وأن القرآن له دور كبير جدًا في تهذيبهم والارتقاء في أخلاقهم، وساعدهم بشكل كبير في استذكار دروسهم، حيث أن القرآن يهذب النفس ويرقيها، لافتة إلي أن أبناءها يحرصوا على تقسيم وقتهم بين الاستذكار والحفظ والمراجعة، قائلة " فعلا القرآن بيعلي صحبه، لأنه كان ليه دور كبير في تفوقهم علميًا".
الأبناء الـ3 حفظة القرآن الكريم
قال محمود علي محمود، الحاصل على المركز الأول علي مستوي الجمهورية في حفظ القرآن الكريم، إنه يبلغ من العمر 14 عامًا، وبدأ في حفظ القرآن الكريم وهو في عمر 4 سنوات، حيث أنه في مرحلة رياض الأطفال كانوا يتعلمون القرآن، وبعدها التحق بكتاب أنصار السنة المحمدية وهو بسن 6 سنوات، وأن الله أكرمه ان كل عام كان يحفظ أجزاء من القرآن ويشارك في المسابقات القرآنية ويحتل المركز الأول بها، وأخرهم حصوله على المركز الأول على مستوى الجمهورية لهذا العام في حفظ القرآن.
أضاف لـ"الدستور" أنه وأتم حفظ القرآن الكريم كاملاً وهو في سن 9 سنوات، وأنه منذ صغره كان جده يخبره انه سيكون ذو شأن عظيم، كان هناك دورًا كبيرًا لوالديه ومعلمات الكتاب ايضًا في تشجيعه وتحفيزه للوصول لذلك، وأن بعد اتمامه لحفظ القرآن بدأ هو وشقيقه في القراْءات العشر، وأنهم على وشك الانتهاء منها.
أوضح محمود أن له ورد يومي لمراجعة القرآن الكريم، يتضمن قراءة جزء كل يوم، ويتضاعف عند مشاركته في المسابقات، وأن من أبرز قراء القرآن الكريم الذين يفضل سماعهم الشيخ ماهر المعيقلي، وياسين الدوسري ويتمنى أن يكرمه الله و يصبح مثلهم في المستقبل، وبالنسبة للجانب التعليمي يحصد المركز الأول ضمن الأوائل بمدرسته كل عام والطموح الذي يسعى لتحقيقه أن يصبح قراء قرآن كريم معروف، وأن يلتحق بكلية الطب.
وتابع محمد علي محمود، 15 سنة، إن الله سبحانه وتعالى أكرمه بحفظ القرآن، وأتم ختمه كاملاً في عام 2018،وأن بدأ في الحفظ وهو بحضانة أنصار السنة، وبعدها استكمل حفظه بنفس المكان ولكن بالكتاب، حيث أن المعلمات كانوا يهتموا بهم كثيرًا، وكان لهم دورًا بارزًا في ختم القرآن بفترة سريعة نسبيًا، وذلك يأتي بعد دعم والديه، حيث أنهم يحفزونه بشكل كبير، من خلال الهدايا وتنفيذ كامل طلباته.
أضاف أن أول مسابقه للقرآن الكريم شارك بها وهو في سن 6 سنوات، وحصل على المركز الأول، وبعدها شارك ايضًا في عدد من المسابقات المنظمة من قبل الجهات المختلفة سواء المدارس أو الأزهر أو الأوقاف ، وكان يحتل المركز الأول علي مستوي المحافظة، مشيرًا إلي أنه في الوقت الحالي بدأ في القراءات العشر.
ولفت أن من أبرز قراء القرآن الكريم الذين يفضل سماعهم الشيخ العجمي، يفضل سماع صوته في التلاوة جدا، ويتمنى أن يصبح قارئ متميزًا مثله في المستقبل، وأن يخصص يوميًا وقت لمراجعة جزء من القرآن الكريم، موضحًا أن القرآن الكريم كان له نصيب كبير للغاية في تفوقه في مراحله التعليمية ايضًا، بجانب والدته التي تسانده وتدعمه دائمًا، وتحرص على مراجعة الدروس برفقته.
أوضح لـ"الدستور" أنه بجانب حفظه للقرآن الكريم متفوق دراسيًا، حيث أنه حصل علي الدرجة النهائية في الشهادة الإعدادية لهذا العام، والتحق باختبارات المحايدة والتي تم إجراؤها لأوائل الشهادة الإعدادية في أسوان في أول سابقة على مستوى الجمهورية، وتحديد اسماء العشرة الأوائل ووضعها بلوحة الشرف، حيث أنه حصل على المركز الثاني علي مستوي المحافظة، وكرمه اللواء أشرف عطية محافظ أسوان بشهادة وميدالية ومبلغ مالي، لافتًا إلي أن الطموح الذي يسعى لتحقيقه أن يلتحق بكلية الهندسة، ويصبح قارئ قرآن معروف في نفس الوقت.
وقالت روان علي محمود، إن بالنسبة لحفظ القرآن الكريم فهي لم تبدأ مثل أشقائها، ولكن الأمر كان مختلفًا لديها، حيث أنها كانت تدرس بحضانة خاصة وبعدها التحقت بالمدارس الحكومية، وأن جاءت مشاركتها في حفظ القرآن من خلال أحدى جارتهم التي أخبرت والدتها أن هناك فصل جديد سيتم افتتاحه للتحفيظ في حضانة أنصار السنة المحمدية، لذلك أخبرهم حتى تلتحق به برفقة نجلتها، ووقتها كانت بالصف الرابع الابتدائي.
أضافت أنها أتمت ختم القرآن الكريم كاملاً وهي بالصف السادس الابتدائي، بفضل الله سبحانه وتعالى و معلمتها سهام، حيث أنها كانت حازمة معهم حتى تمكنهم من حفظ القرآن وإتقانه، وأنها كانت تنظم لهم الرحلات بعد فوزهم في المسابقات، أو حفظهم جزء لتحفيزهم وتشجيعهم، وذلك بجانب دعم والديها وتحفيزهم ماديًا ومعنويًا.
أوضحت روان أنه في اللحظة التي أدركت أنها أتمت حفظ القرآن الكريم كاملًا كانت سعادتها لا توصف ومن اللحظات التي لا يمكن أن تنسها طيلة حياتها، وأنها مازالت تلتزم بورد يومي للقرآن الكريم لايقل عن جزئين، ولكن يختلف ايام المسابقات على حسب الأجزاء التي ستشارك بها، مشيرة إلى أن الطموح التي تسعى لتحقيقه أن تلتحق بكلية طب الأسنان.