الكنيسة المارونية تحتفل الخميس الـ15 من زمن العنصرة وذكرى «مار ماما» الشهيد
تحتفل الكنيسة المارونية برئاسة الأنبا جورج شيحان، رئيس أساقفة إيبارشية القاهرة المارونية لمصر والسودان، الرئيس الأعلى للمؤسسات المارونية بمصر، بحلول الخميس الخامس عشر من زمن العنصرة، الذي هو عيد حلول الروح القدس الذي احتفلت به الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة البابا تواضروس الثاني، بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، في اليوم العشرين من شهر يونيو المنصرم.
كما تحتفل الكنيسة أيضًا بذكرى مار ماما الشهيد، وبحسب الكنيسة فقد ولد ماما في قيصريّة الكبَّادوك في أواسط القرن الثالث، ولدته أمّه التقيّة في السجن الذي طُرحت فيه بسبب إيمانها، وما لبثت أن ماتت. ترّبى على يد امرأةٍ تقيّة.
عُهد إليه رعاية الغنم، فأمسى على مثالها وديعًا حليمًا يناجي ربّه طوال النهار، متأمّلاً بجمالات الطبيعة، رافعًا التمجيد والشكران إلى خالق السماء والأرض.
أعلن إيمانه أمام الملك أورليانس الذي راح يضطهد المسيحيّين ويدفعهم إلى نكران المسيح وعبادة الأصنام. فتحمّل ماما عذابات مريرة، ثمّ استُشهد وله من العمر 15 سنة، سنة 275.
وخلال قداس اليوم، تلقي الكنائس المارونية، العظة التي تستوحيها من عظات أبرشيّة بسيطة للطوباويّ يوحنّا هنري نِيومَن، وهو كاهن ومؤسّس جماعة دينيّة ولاهوتيّ، عاش في الفترة 1801 - 1890، وتحمل العظة عنوان "التّجسّد".
وتقول العظة: “إنّ ربّنا ومخلّصنا قد وافق على العيش في عالم أنكره؛ عاش فيه ليموت من أجله في الوقت المحدّد. جاء إليه كالكاهن المعيّن لتقديم الذبيحة من أجل أولئك الذين لم يكونوا مشاركين في أيّ عمل عبادة”
وتابعت: أنّ "شمس الحقّ" قد مات وقام من بين الأموات في اليوم الثالث، مظهرًا كلّ الروعة التي أخفتها غيوم الصباح. قام من بين الأموات وصعد عن يمين الآب، ليدافع عن مغفرتنا من خلال جراحه المقدّسة، ليحكم شعبه المختار ويقوده، وليفيض عليه من جنبه المطعون أعظم البركات. صعد إلى يمين الآب لينزل في الوقت المحدّد وليدين العالم الذي افتداه.. رفَعَ معه الطبيعة البشريّة.. لأنّ إنسانًا قد افتَدانا، ومُجِّدَ إنسانٌ فوق كلّ الخلائق على أنّه واحد مع الخالق، وسيدين إنسانٌ البشرَ في اليوم الأخير".
واضاف:"هذه الأرض محظوظة جدًّا لأنّ قاضينا لن يكون غريبًا، بل سيكون مُشابهًا لنا، كما أنّه سيدافع عن مصالحنا وسيتعاطف كليًّا مع عيوبنا كلّها. هو الذي أحبَّنا حتّى ماتَ من أجلنا، تمّ اختياره برحمة كي يُقيِّمَ تُحفتَه الخاصّة، ذاك الذي تعلّمَ من ضعفه أن يدافعَ عن الضعيف، ذاك الذي أرادَ أن يحصدَ ثمار آلامه كلّها، سيَفصلُ القمح عن التبن لئلاّ تقعَ حبّة واحدة على الأرض، ذاك الذي أشركَنا في طبيعته الإلهيّة، ذاك الذي منه استَقَينا الدم الحيويّ لنفوسنا، ذاك الذي هو أخونا، سيحكمُ على إخوته، وفي هذا المجيء الثاني، فَلنأمَلْ أن يذكرَنا برَحمتِه وبشفاعته الحنونة، هو، رجاؤنا الوحيد، هو، خلاصنا الوحيد".