لا يعلم الغيب إلا الله.. لجنة الفتوى بالأزهر توضح حكم الشرع في قراءة الكف
تصدر حكم قراءة الكف، محركات البحث خلال الساعات الماضية، حيث يريد الكثير من المسلمين في معرفة رأي الدين في بعض الناس الذين يلجأون إلى العرافين لقراءة الكف.
"الدستور" تقدم ضمن خدماتها لجمهور القراء ما يبحث عنه الناس من معرفة حكم قراءة الكف.
من جانبها، ردت لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، على سؤال ورد إليه سابقًا، يقول: ما حكم الدين في قراءة الكف، حيث يقوم البعض، بالنظر فى خطوط اليد الطولية والعرضية، ثم يصدر أحكاماً تتعلق بالمستقبل، قد تصدق وقد تكذب، فما الحكم فى ذلك ؟
وأجابت اللجنة قائلة: "أن الإسلام أمر المسلمين بالبحث والنظر والعلم، ونهى عن الظن والتخمين في كافة الأحوال، فلا بد أن تكون المعلومات مبنية على الحقائق لا على الاحتمالات وقد شاعت في الجاهلية الكهانة والعرافة والتنجيم وضرب الحصى، إلى غير ذلك من استقراء الغيب، وتشوفاً إلى ما يهم الإنسان، وقد شاع في أيامنا هذه قراءة الكف، وضرب الودع، وقراءة الفنجان.
وتابعت اللجنة: نقول لهؤلاء جميعاً:أولا: إن الإسلام نهى عن الكهانة والعرافة، والتي من ضروبها، قراءة الكف أو الكهانة، أو قراءة الفنجان، لأن هذا تكهن بالغيب، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم) رواه الإمام احمد برقم 9667.
ثانياً: إن أمر الغيب والمستقبل اختص الله بها الله وحده قال سبحانه (قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ) {النمل/65} , وقد أخبر القران عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يعلم الغيب فقال سبحانه وتعالى ( ... وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَاْ إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ), وأخبر القران بأنه لا يطلع على الغيب إلا من ارتضاه من رسله عليهم السلام قال سبحانه وتعالى(عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا).
ثالثاً: إن ما يقال حول هذه الخطوط ( يعنى خطوط كف الآدمي ) وتلك القراءات كلها يبنى على مقدمات غير يقينية، فكذلك تكون نتائجها غير يقينية، ولا يتعدى ذلك مرحلة الظن والاستنتاج القائم على أشياء غير يقينية.
رابعاً: إن هذه الأشياء وأمثالها يفتح الباب أمام الشعوذة والدجل، بل هي ضرب منه، يجب على المسلم الابتعاد عنه سلامة لدينه ويقيناً في ربه، فعلى المؤمن أن يثق بربه ويلجأ إليه في كل أحواله وشئونه قال تعالى (وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ).