بعد وصول سفير المنامة: لماذا تهتم إسرائيل بعلاقتها مع البحرين؟
وصل صباح اليوم الثلاثاء سفير مملكة البحرين، خالد يوسف الجلاهمة إلى إسرائيل، وقال في تغريدة على حسابه على تويتر:"يشرفني أن أعلن أنني سأصل إلى تل أبيب اليوم لبدء عملي كأول سفير للبحرين في إسرائيل".
تهتم إسرائيل بعلاقتها مع البحرين على نحو خاص، لارتباط تلك العلاقة بعدد من القضايا المتشابكة، والتي بعضها له أبعاد أمنية واستراتيجية بالغة الأهمية لإسرائيل، مما يجعل وصول السفير وبدءه مهام عمله نقطة انطلاق هامة؛ لها العديد من الانعكاسات.
تعيين الجلاهمة سفيراً للبحرين في إسرائيل
في 30 مارس الماضي أصدر ملك البحرين مرسوماً بإنشاء بعثة دبلوماسية لبلاده في تل أبيب، وأرسلت وزارة الخارجية البحرينية في مارس الماضي رسالة رسمية إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية بطلب الموافقة على السفير المعين، وعندها أقر وزير الخارجية السباق جابي أشكنازي تعيين السفير الجلاهمة لدى اسرائي، ثم أدى يوسف الجلاهمة في 29 مايو الماضي اليمين القانونية.
"الجلاهمة" هو مدير إدارة العمليات في وزارة الخارجية البحرينية منذ عام 2017 وشغل منصب نائب رئيس بعثة سفارة مملكة البحرين في واشنطن بين الأعوام (2009-2013) ثم تولى منصب رئيس المشاريع والعقارات في وزارة الخارجية، كما تولى السفير البحريني منصب مدير علاقات الجهات الحكومية في الأمانة العامة لمجلس الدفاع الأعلى.
لماذا تولي إسرائيل اهتماماً بالبحرين؟
تولي إسرائيل اهتماماً خلال الاشهر الأخيرة بالبحرين التي تمتاز ببعض الصفات التي تحولها من ناحية استراتيجية إلى إحدى أهم الدول اليوم في منطقة الخليج، في ظل توترات إقليمية، وخصوصاً في مواجهة تهديد مشترك – مع إسرائيل- هو إيران.
كانت البحرين هدفاً دائماً للتوسع الإيراني، وحاولت كثيراً التمدد داخلها مستغلة بعض الأزمات الداخلية، فتنامي العلاقات الإسرائيلية مع البحرين، سيساعدها في تطويق النشاط الإيراني داخل البحرين.
تهديد آخر يهم إسرائيل، وهو الرغبة الإيرانية في توسع حزب الله، وإقامة فرع له في البحرين، بعد الهجمات الإسرائيلية المتكررة على مواقعه في سوريا، وتنامي العلاقات بين البحرين وإسرائيل سيشكل حائط صد لهذا التوسع وتحجميه.
من الناحية العسكرية، فإنه في عام 1995 شكلت الولايات المتحدة الأسطول الخامس ووضعت قيادته في العاصمة البحرينية المنامة، وكان هذا الأسطول مسؤولاً عن كل القوات البحرية الأمريكية في منطقة الخليح والمحيط الهندي، والآن في ظل الانسحاب الأمريكي من الشرق الأوسط، خاصة مع وجود مطالب من تيارات أمريكية داخلية بإخراج القواعد الأمريكية من البحرين، فإذا حدث هذا سيكون له تداعيات مهمة على تنامي نشاط إيران وحزب الله مما سينعكس على إسرائيل، وهناك من يرى أن إسرائيل تحاول أن تملأ هذا الفراغ.
من الناحية الأخرى، فإن البحرين تمثل نموذجاً حيوياً للتطبيع مع إسرائيل، ففي الأعوام الأخيرة تحولت البحرين إلى مركز للاعتدال الديني في الشرق الأوسط، وأقيم فيها كنيس جديد، وتمنح علاقتها مع إسرائيل دفئاً خاصاً.