«السلامية.. 100 عام من التنوير».. كتاب جديد لعبد الصبور سلطان
يصدر قريبًا عن دار أخبار اليوم كتاب "السلامية.. 100 عام من التنوير.. جذور وثمار" للباحث عبد الصبور سلطان.
وعن الكتاب قال سلطان:" هو بحث فى التاريخ الانسانى والتعليمى والاجتماعى لمنطقة السلامية فى اكثر من مائة عام، السلامية هى الاسم الاقدم للمنطقة التى تشمل العديسات بحرى والعديسات قبلى والطود بكل نجوعهم وهى ما يعرف بمركز الطود حاليا شرق نهر النيل، تلك المنطقة والمساحة القابعة على الاطراف الجنوبية للاقصر ( 20 كم جنوب مدينة الاقصر ) حيث تمتد الجزور والعراقة شأنها شأن الكثير من قرى ونجوع ومراكز المحروسة وعلى مسافة 700 كم جنوب مدينة القاهرة العاصمة كانت هنا ومنذ القدم حضارة وعلم وتنوير.
أضاف سلطان، لـ"الدستور":" كانت منطقة الطود تمثل السلامية البحرية ومنطقة العديسات ( بحرى وقبلى ) تمثل السلامية القبلية الى ان اطلق اسم العديسات منفردا على منطقة السلامية القبلية (العديسات بحرى وقبلى) واطلق اسم الطودعلى السلامية البحرية(الطود ونجوعها)، واشتهرت المنطقة ومنذ القدم بزراعة العدس البعلى والذى كان يزرع عقب انحسار مياه الفيضان بحيث لا يتم ريه الا وقت الفيضان ( مره واحده ) وهو السبب الرئيسى والاقرب للحقيقة لتسمية المنطقة بالعديسات.
وتابع "أول ظهور معروف لاسم العديسات كان من خلال وثيقة الوقف الاحباسى على رواق الشيخ خميس الموجود بالنجع المسمى باسمه ( نجع خميس ) بالعديسات قبلى حيث ان تاريخ هذا الوقف كان عام 1485ميلادية الموافق 890 هجرية وهو عبارة عن قطعة ارض بمنطقة الحرزين بالمطاعنة مركز اسنا، وجاء فى وثائق فترة حكم محمد على فى كتاب ( القاموس الجغرافى للبلدان المصرية ) لمحمد رمزى انه تم تقسيم السلمية الى قسمين الطود والعديسات وذلك عام 1845 ومن الجدير بالذكر هنا ان العديسات كانت بندر (عاصمة ) لقسم السلمية وهو جزء من المديرية وكان قسم السلمية يشمل جميع مكونات مركز الطود الحالى ومركز ارمنت بالكامل وشمال مركز اسنا حتى الدير شرقا ومن المريس شمالا حتى منطقة النجوع غرب اسنا جنوبا قسم تابع لمديرية اسنا حيث كانت فى ذلك الوقت الاقصر يندر تابع لقسم قوص مديرية قنا 0 وتمثل السلامية بقسميها الطود والعديسات جزء هام من تاريخ مصر منذ قديم الزمان حيث معبد الطود شاهدا على عراقة واصالة هذه البلاد وماضيها وكذلك وجود دير القديسين العريق والمقام منذ زمن الاضطهاد الرومانى للمسيحيين يمثل صورة حقيقية لوحدة الانسان على هذه الارض بلا تفريق
وواصل: "يحد منطقة السلامية من الشمال منطقة البغدادى مركز البياضية ومن الجنوب قرية الشغب مركز اسنا ومن الغرب نهر النيل ومن الشرق جبال البحر الاحمر، تميزت المنطقة ومنذ القدم ( وهذا هو موضوع بحثنا ) بوجود العديد من رموز ورواد التعليم معلمين ومتعلمين نرى اثاره من خلال مقامات مشايخ الكتاتيب والذى يذكر لنا الكبار بأن اجدادهم اخبروهم وحكوا لهم بان معظم اصحاب المقامات القديمة بالمنطقة كانوا اصحاب كتاتيب ومحفظى قران ومعلمون رواد من الرعيل الاول ولقد كان لتعليم الكتاتيب السبق الى ان بدا التعليم الرسمى كمدارس اهلية او الزامية او رسمية فيما بعد حيث تمت الاستعانة بمشايخ الكتاتيب وعلماؤها للتدريس والتعليم للنشىء مبادىء القراءة والكتابة والحساب والفقه وحفظ القران الكريم الى ان تخرجت الدفعات الاولى من المتعلمين ليقوموا بذات الدور الذى بدأه المشايخ الأجلاء، وبداية انشاء وعمل المدارس الاهلية والالزامية بالسلامية كانت بمدرسة الطود الابتدائية عام 1907 ومدرسة محطة ارمنت الابتدائية عام 1910 ومدرسة القطان الابتدائية بالعديسات بحرى عام 1914 ومدرسة العديسات الابتدائية عام 1924 ومدرسة النوبة الابتدائية عام 1930.
وأكمل: "وصلنا الآن لأكثر من 40 مدرسة ابتدائية و12 مدرسة اعدادية ومدرستان ثانوى عام وثانوية صناعية واخرى تجارية وثالثة زراعية 0 وعدد 12 معهد ازهرى ابتدائى واعدادى وثانوى، تاريخ التعليم والتنوير من خلال رواد ومشايخ وعلماء ومعلمون كان لهم الدور الاهم والاكبر فى رفع شان هذه البقعة واهلها على مدار اكثر من مائة عام هى فترة هذا البحث من عام 1900 الى عام 2000 ( وان كنت قد تجاوزت هذه المدة فى بعض الحالات لرواد من مواليد القرن السابع عشر ) ولقد قمت بتقسيم البحث الى عدة ابوب يبدا بنبذه تاريخية عن السلامية الاسم والموقع والتاريخ القديم ، ولغرس الاجداد ثمار اينعت فى كل المجالات من اساتذة جامعات وعمداء كليات ورجال قضاء وجيش وشرطة وكتاب وشعراء وادباء ورياضيين وقوالي الواو، إضافة لجزء خاص بالحياة النيابية بالسلامية منذ مجلس شورى القوانين عام 1866 الى مجلس الشيوخ 2020 وجزء خاص بشهداء السلامية حيث قدمت المنطقة اكثر من 26 شهيد.