«حكايات مجهولة..1».. يحيي حقي منح فؤاد دوارة 16 كتابا فأصبحت 28
ذكر الناقد والكاتب المسرحي المصري موقفا له مع الكاتب الكبير يحيي حقي، على صفحات مجلة أدب ونقد عام 1991.
يقول فؤاد داورة: «صدر ليحي حقي 16 كتابا في سلاسل مختلفة منها الجمهورية والهلال وأقرأ والأهرام، وهي سلاسل تطرح الكتب ولا يعاد طرحها أو بيعها مرة أخرى، وكان حقي قد توقف عن الكتابة 73/ 74، وأصبحت الناس تطلب كتبه ولاتجدها، وحدث أن عرض عليه ناشر عالم الكتب طبع الـ16 كتابا وتراجع عن قراره، ثم عرضت عليه الجامعة الأمريكية طباعة الـ 16 كتابا مقابل 2000 جنيه».
ويكمل دواره: «اسشارني يحيي حقي فقد عملت معه لمدة 7 سنوات في مجلة المجلة، وفكرت أن الجامعة الأمريكية ليست جهة نشر مصرية، فقلت نتريث قليلا، ونعرض الأمر على الدكتور الشنيطي، وقد سبق أن عملت معه في جامعة الإسكندرية ودار الكتب المصرية، وعرضت عليه الأمر ورحب، وعرض مبلغ 1600 جنيه فقبل يحي حقي، ورفض عرض الجامعة الامريكية، ونص حقي في العقد على أن أتولى أنا تقديم أصول الكتب ومراجعتها وإصدار أمر الطبع، وطلب الشنيطي أن نصدر الكتاب الأول بسيرة يحيي حقي وأن نضيف لبقية الكتب مادة جديدة لم يسبق نشرها، فقمت بتجميع مادة السيرة الذايتة من خلال كتاباته وعنه وأحاديثه».
يواص: «جمعت المادة ووضعتها بشكلها الأول وقراتها عليه»، مضيفا: «نقح ووضع فيها لمسته واسماها أشجان عضو منتسب، وضمت إلى الجزء الأول قنديل أم هاشم».
وعهد الشنيطي برسم هذا الجزء إلى الفنان السكندري الكبير سيف وانلي، فخرج الجزء الأول في صورة نموذجية مكتملة، وأضفنا إليه عددا من الهوامش وشروح الكلمات وإشارات لتاريخ ومناسبة نشر القصة وبعض المواقف التي عانى منها يحيي حقي.
يكمل: «يحيي حقي بدأ ينشر عام 27 حتى عام 73 وهومشوار طويل، وقد ارشدني لمصادر الرئيسية السياسة والبلاغ والفجر والمجلة والمساء والتعاون، قلبت كل هذه المادة فوجدت أنه لا يمكن قراءتها، ولا بد ان تكون المادة كلها في حوزتي، وفي 74 لم تكن هناك وسائل تصوير الفوتوكوبي حتى طريقة الميكروفيلم لم تفد ولان المصادر كانت ضعيفة وكثير من الكلام يتآكل، لم يكن هناك مفر من أن "أبيض" هذه المادة كلها بيدي فمعظم هذه الكتب بيضتها بيدي، وهكذا أثناء البحث والإضافات وجدت بحرا يعتبر إهماله جريمة أدبية ففاتحت الشنيطي في إضافة عدة كتب إلى الـ 16 واشفق الشنيطي ويحيي حقي خشية من المستوى، لكنني كنت اقرأ هذه المادة بصرامة واعتبر نفسي المسئول الأول عن المستوى الفني والأدبي، للكتب الثمانية والعشرين التي صدرت في مجلدات يحيي حقي، فخرج الجزء 17 بعنوان "صفحات من تاريخ مصر"، والـ 18 بعنوان "من فيض الكريم" وهو تأملات دينية في إدراك الدين والوعي به، وهكذا مجموعة قصص: من الشارع، مدرسة المسرح "في النقد وتاريخ المسرح"، واللغويات "عشق الكلمة، والشعر والسينما والموسيقى ثم كنسة الدكان، والاخير ليس مجرد لملمة فهو ينقسم إلى تسجيل ذكريات الطفولة وأول مواجهة للموت، وذكريات الحجاز في السفارة، ودروب الحياة تجارب متفرقة من الطفولة والشباب وجزء من السيرة الذاتية، وكل كتاب له منهجه ومادته وله المستوى الفني الرفيع الذي عرف عن يحيي حقي، ولقد عاصرت الأخير في المجلة والمساء وغيرهما وهو يعيد كتابة الجلة أحيانا سبع مرات مدققا ولذلك فمستوى كتابته عال رفيع».