حكم الشرع في إلقاء المخلفات التي تسبب الأمراض المزمنة في الشوارع
ورد سؤالا إلى لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي"فيسبوك" يقول: "ما رأي الإسلام في الأشخاص الذين يقومون بإلقاء المخلفات في الشوارع وحرقها وهم يعلمون أن الحرق يولد الأمراض المزمنة مثل السرطان والتهاب الكبد والحساسية، وكذلك الذين يقومون بإلقاء المخلفات ومياه الصرف الصحي في مياه النيل التي هي مصدر لمياه الشرب؟".
من جانبه، قالت اللجنة، إن الطهارة والنظافة من الأمور المهمة التي تعبدنا الله بها إذ جعلها شرطاً في صحة كثير من العبادات، ولها في الإسلام المنزلة السامية فهي من الإسلام بمنزلة النصف من الكل لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (الطهور شطر الإيمان) رواه مسلِمٌ.
وتابعت اللجنة: لذا أوجب الإسلام المحافظة على الهواء خالياً من أي شيء يمكن أن يصيبه بالتلوث (خاصةً إصابة الهواء بالروائح المؤذية)، حيث روى الترمذي (إن الله طيبٌ يحب الطيب نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم، جواد يحب الجود، فنظفوا أفنيتكم ولا تتشبهوا باليهود)، وروى مسلم (وإماطة الأذى عن الطريق صدقة)، وهذا يدل على مدى عناية الإسلام بالمحافظة على الهواء نقياً من روائح القمامة المنبعثة من الطرق والأماكن العامة وأفنية البيوت (لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ولا يغتسل فيه من جنابة) رواه أبو داوية وابن ماجه من حديث محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة.
ونهى الإسلام عن تلوث الغذاء بالمواد الكيماوية وملوثات التربة والحشرات الضارة نتيجة سوء التخزين والمخلفات الصناعية ومخلفات المنازل والمطاعم والوحدات الخدمية ومخلفات الصرف الصحي والغبار الذري.. الخ.
وأوضحت اللجنة من هنا كان الإفساد البيئي (إفساد الهواء والماء والغذاء) من أقبح أنواع الإفساد في الأرض وأشدها ضرراً. والقاعدة الفقهية (لا ضرر ولا ضرار في الإسلام) فالإضرار بالمسلمين بأي نوع من أنواعه لا يجوز شرعاً، هذا إذا كان الحال كما ورد بالسؤال والله أعلم.