كنيسة اللاتين في احتفالات القديسة روزا: «عودوا إلى أنفسكم»
تحتفل الكنيسة اللاتينية بمصر، برئاسة الأنبا كلاوديو لوراتي، اليوم الاثنين، بذكرى حلول الاثنين الحادي والعشرون من زمن السنة، بالإضافة إلى تذكار إختياريّ للقدّيسة روزا دي ليما البتول.
والقدّيسة روزا دي ليما البتول ولدت في ليما في البيرو عام 1586، وبدأت تمارس حياة الفضيلة وهي في البيت، ثم التحقت بالرهبنة الثالثة للدومينيكان، وعاشت حياة تقشف وتجربة صوفية فريدة، وتوفيت عام 1617 في 24 أغسطس.
تقتصر احتفالات الكنيسة في هذه المناسبة على القداس الإلهي، الذي تأتي عظته مستوحاة من الجزء السابع من كتاب الاعترافات للقدّيس أوغسطينُس الذي عاش في الفترة 354 - 430، وهو أسقف هيبّونا بإفريقيا الشماليّة.
وتأتي الخطبة أو العظة تحت شعار :”أيُّها ٱلجُهّالُ ٱلعُميان..، وتقول: “من خلال قراءاتي، انتبهت أن أعود إلى ذاتي، فدخلت إلى أعماق قلبي تحت رعايتك. وقد استطعت ذلك لأنّك عضدتني. دخلت ورأيت، لا أدري بأيّ عين، وبطريقة أعلى من إدراكي، نورًا لا ينطفئ. لم يكن النور العادي الذي تراه عيوننا الجسديّة، ولا نورًا مماثلاً ذات قوّة وإشراق أكثر، يملأ كلّ شيء بعظمته. لا، لم يكن كذلك، بل كان نورًا مختلفًا، مختلفًا جدًّا عن كلّ ذلك”.
وتضيف: “ولم يكن ذلك النور فوق أفكاري كما يطفو الزيت فوق الماء أو كالسماء التي تمتدّ فوق الأرض. لا، بل كان أعلى مرتبة منّي لأنّه هو بذاته من صنعني، وأنا أدنى مرتبة منه لأنّني صنيعه. حتّى تعرفه، عليك معرفة الحقّ، ومَن عرف الحقّ عرف الأبديّة، والمحبّة وحدها هي التي تعرفه. أيّها الحقّ الأبدي، المحبّة الحقيقيّة، ما أغلاك أيّها الخالد! أنت إلهي، وأنا ألهث وراءك ليلاً ونهارًا”.
وتختتم: "عندما بدأت أتعرّف إليك، رفعتني إليك لتبيّن لي أنّه ما زال لديّ الكثير من الأمور لفهمها وكم أنا غير قادر على ذلك. عندما غمرتني بإشراقك، جعلتني أرى ضعف نظرتي وارتعشت من الحبّ والرهبة. اكتشفتُ أنّني كنت بعيدًا عنك في أرض مغايرة، وكان صوتك يأتيني من الأعالي: “أنا خبز العظماء، وعليك أن تكبَر لتأكلني. فلستَ أنت مَن تحوّلني فيك، كما تحوّل غذاء جسدك، إنّما أنت سوف تتغيّر وتصبح فيّ”.