بعد لقاء قطان والرئيس سعيد.. كيف دعمت السعودية قرارت تونس وقطاعها الصحي؟
على مدار الأشهر الماضية، شهدت تونس العديد من التغييرات السياسية والتحديات الاقتصادية والاجتماعية لاسيما بعد قرارات الرئيس قيس سعيد، لتطهير تونس من أذرع جماعة الإخوان الإرهابية الممثلة في حزب «النهضة» من جهة، بالإضافة إلى تفشى جائحة فيروس كورونا في تونس من جهة أخرى، الأمر الذي دفع العديد من الدول العربية لمساعدة قطاعها الطبي والإعلان عن دعمها لتونس فيما تتخذه من إجراءات استثنائية لحماية أمنها واستقرارها واحترام سيادتها.
وجاءت المملكة العربية السعودية ضمن آوائل الدول التي أعلنت دعمها للدولة التونسية سواء من خلال تقديم المساعدات الطبية أو اللقاءات الداعمة بين مسؤولي البلدين، وكان آخرها، زيارة وزير الدولة السعودي إلى تونس واجتماعه مع الرئيس التونسي في قصر قرطاج الرئاسي، وفي السطور التالية، ترصد "الدستور" أبرز محطات الدعم السعودي لتونس خلال الفترة الماضية.
لقاء قطان والرئيس التونسي
واستقبل الرئيس التونسي قيس سعيد، اليوم الأحد، وزير الدولة السعودي لشئون الدول الإفريقية أحمد بن عبدالعزيز قطان، والوفد المرافق، وفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية «واس».
وخلال اللقاء، أوضح وزير الدولة السعودي، توجيهات قيادة المملكة العربية السعودية بالوقوف مع كل ما يدعم الجمهورية التونسية، والتوجيهات التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين، لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية للإسهام في تلبية احتياجات القطاع الصحي في تونس لمساعدتها في مكافحة جائحة كورونا.
من جهته، نوه الرئيس التونسي، بالعلاقات التاريخية التي تربط البلدين والشعبين السعودي والتونسي، معربًا عن شكره وتقديره البالغ لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، على ما قدماه ويقدمانه للجمهورية التونسية والشعب التونسي من مساعدات، وكذلك وقوف المملكة إلى جانب شقيقتها تونس في هذه الظروف الصعبة.
من جانبه، أشار الرئيس سعيد، إلى أن الشعب التونسي لن ينسى المواقف المشرفة والمد التضامني النبيل للمملكة العربية السعودية في هذه الظروف الدقيقة، مجددًا التأكيد على حرص تونس الراسخ على مزيد الارتقاء بالعلاقات الأخوية المتينة التي تجمعها بالمملكة.
وأكد الرئيس التونسي، أن ما تم اتخاذه من تدابير استثنائية يهدف إلى حماية الدولة التونسية من الانهيار في ظل التأزم غير المسبوق للأوضاع ووضع حد لخيارات زادت الشعب بؤسًا وفقرًا واستباحت قوته وموارده، مشددًا على أنه لا مجال للعودة إلى الوراء.
مساعدات سعودية لتونس
وفي 20 أغسطس الجاري، وجَّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بدعم الجمهورية التونسية بشكل عاجل بالأكسجين الطبي ومستلزماته؛ للمساهمة في تلبية احتياجات القطاع الصحي التونسي بما يساعد في تجاوز آثار جائحة كورونا (كوفيد19).
وأوضح المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، في تصريح صحفي، لوكالة الأنباء السعودية، أن هذه المساعدات الإضافية تشتمل على (3000) أسطوانة أكسجين، و (5) مولدات أكسجين لخمسة مستشفيات تونسية، وتأمين حاويات لنقل (200) طن من الأكسجين السائل، بالإضافة إلى تأمين المستلزمات الخاصة لدعم الأكسجين، مشيرًا إلى أن المركز شرع في تأمين ونقل الدفعة الأولى من هذه المساعدات.
وفي اليوم ذاته، تلقّى الرئيس التونسي، اتصالًا هاتفيًا من خادم الحرمين الشريفين، حيث بارك الأخير، الخطوات التي أقدم عليها رئيس تونس، مجددًا التأكيد على دعم المملكة العربية السعودية لتونس في كافة المجالات وحرصها على مواصلة الوقوف إلى جانب الشعب التونسي وتقديم دعم صحي إضافي.
محادثات الرئيس التونسي وولي العهد السعودي
وفي التاسع من يوليو الماضي، تلقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، اتصالًا هاتفيًا من الرئيس التونسي، جرى خلاله استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، وبحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وخلال الاتصال، أعرب الأمير محمد بن سلمان، عن استعداد المملكة العربية السعودية لتمكين تونس من كلّ ما تحتاجه من تلاقيح وتجهيزات طبية وغيرها من المعدات الضرورية لمواجهة جائحة كوفيد 19 في أسرع الأوقات.
وفي 12 يوليو الماضي، وجَّه خادم الحرمين الشريفين، مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لدعم الجمهورية التونسية بشكل عاجل بالأجهزة والمستلزمات الطبية والوقائية بما يسهم في تجاوز آثار جائحة كورونا (كوفيد - 19)، استجابة لطلب الرئيس التونسي، الذي أبداه خلال مكالمته مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وأوضح المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، أن المساعدات تشتمل على تأمين مليون جرعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، و190 جهاز تنفس اصطناعي، و319 جهازا مكثفا للأكسجين، 150 سريرًا طبيًا، و 50 جهاز مراقبة العلامات الحيوية مع ترولي، كما تشتمل على 4 ملايين كمامة طبية، و500 ألف قفاز طبي، و 180 جهاز قياس للنبض، و25 مضخة أدوية وريدية، و9 أجهزة للصدمات الكهربائية، و15 منظارا للحنجرة بتقنية الفيديو، و5 أجهزة تخطيط القلب (ECG).
دعم سعودي لقرارات الرئيس سعيد
وفي 19 يوليو الماضي، تلقى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، اتصالاً هاتفيًا، الرئيس قيس سعيد، أعرب خلاله عن بالغ شكره لخادم الحرمين الشريفين، على وقوف المملكة مع تونس، وتقديمها مساعدات عاجلة لمواجهة أزمة جائحة كورونا.
وفي 30 يوليو الماضي، استقبل الرئيس التونسي قيس سعيد، بقصر قرطاج، وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، مشيرًا إلى أن المملكة العربية السعودية تحترم القرارات التي اتخذها رئيس الجمهورية التونسي وكلّ ما يتعلّق بالشأن الداخلي التونسي وتعُدّها أمرًا سياديًا.
كما شدّد وزير الخارجية السعودي على ثقة بلاده في قدرة القيادة التونسية على تجاوز هذا الظرف بما يحقق العيش الكريم والازدهار للشعب التونسي، مجددًا التأكيد على وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب تونس في كل ما يدعم أمنها واستقرارها وفي مواجهة التحديات التي تعترضها.
وفي 14 يوليو الماضي، حلّت، بمطار تونس قرطاج الدولي، طائرتان سعوديتان محمّلتان بمعدّات ومستلزمات طبّية متنوّعة ممنوحة من المملكة العربية السعودية إلى تونس لمساندة جهودها في مواجهة جائحة كوفيد-19.