«لا أريد أن أكون شريكًا فيها» لماذا رفض هيكل منصب نائب رئيس الوزراء؟
"إنني أتذكر ما قلته للرئيس السادات، وقلته لممدوح سالم حينما عرض على الاثنين أن اشترك في كتائب لرئيس الوزراء في الوزارة التي تشكلت برئاسة السيد ممدوح سالم عام 1975، إنني أرى بداية حملة على جمال عبد الناصر وعصره وأنا لا أريد أن أكون شريكا فيها ولا حتى أحد شهودها الصامتين".
تحدث الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل عن أسباب اعتذاره عن منصب نائب لرئيس الوزراء في فترة حكم الرئيس أنور السادات، وذلك في حواره لجريدة "أخبار اليوم" 1986.
أوضح هيكل أن تجربة الرئيس جمال عبد الناصر كان فيها الإيجابي والسلبي، وكان يجب أن تقيم سلبا وايجابا وتسقط السلبيات ويبنى على الايجابيات، قال "قلت للرئيس السادات ما قلته لممدوح سالم، أن التاريخ سوف يسألك أين كنت عندما حدثت هذه التجاوزات، وهل كنت شريكا بالموافقة فيه أو كنت شريكا بالصمت".
وعن الرئيس الأسبق حسني مبارك، اعترف هيكل أنه يدين له بالكثير من الفضل، لأنه أتى أولا إلى الحكم في لحظة مفعمة بالقلق وكان محتفظا بتوازنه "ولصالح الرئيس مبارك أنه قدم نفسه للناس بطريقة طبيعية وهادئة في حين أن المناخ السائد حوله في ذلك الوقت كان استثنائيا وعصبيا، كما أنه دخل مكتبه ودرجة الحرارة في مصر قرب درجة الغليان، ولم يحاول اعتراض طريق التطور الطبيعي لحركة القوى الاجتماعية في مصر بطريقة خشنة أو عنيفة".
وتابع هيكل حديثه عن "مبارك" من قبيل الاعتراف بالفضل –على حد تعبيره_ بأنه مارس مهنته بالحذر المهني المكتسب من تجربته الطويلة السابقة على دخوله معترك السياسة " ومن هناك كانت الأولوية التي أعطاها لعنصر السلامة والأمان، وكان مثل ذلك الحذر ضروريا في الظروف التي تحمل بها أعباء المسئولية".