رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من الإسكندر لمحمد علي.. خبايا الكود السري لتمثال «الفارس والحصان»

تماثيل الفارس والحصان
تماثيل الفارس والحصان بميادين الإسكندرية

ارتبطت الكثير من تماثيل الملوك والرؤساء والقادة العسكريين، بجميع انحاء العالم بالخيول، حيث يعد رمزًا على الفروسية والشجاعة، واختلفت تصاميم التماثيل من شخصية لأخرى فمنها من يعتلي فرسه في ثبات على الأرض، ومنها من يرفع الخيل أحد اقدامه، أو قدمين، وهو ما أثار أن يكون لاختلاف التصميم دلالة على حياة الفارس أو طريقة وفاته.

وتداول العديد من رواد موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» صورًا لتماثيل مصرية أشهرها تمثال محمد علي والإسكندر الأكبر بالإسكندرية، والذي يعتلي فيها صاحبها فرسه، لترويج معلومة أن موضع أقدام الخيل هو دليل على طريقة وفاة صاحب التمثال، إما في معركة حربية أو جريح أو بالمرض ووفاة طبيعية.. فهل هي حقيقة؟

يقول الدكتور إسلام عاصم أستاذ مساعد التاريخ الحديث والمعاصر، ونقيب المرشدين السياحيين السابق بالإسكندرية، إن أول تمثال وضع في ميدان عام في الدول الإسلامية والعربية، كان تمثال محمد علي باشا في مصر، ولم يكن قبله يوضع تماثيل في ميادين عامة لذلك لم يكن يوجد مثالين أو فنانين لنحت التماثيل في مصر، واستعان الخديوي إسماعيل لعمل تلك التماثيل بفنانين من أوروبا، وتم عمل التمثال في أوروبا ثم أحُضر إلى مدينة الإسكندرية، لافتًا إلى أن ويعد أشهر نحات مصري ظهر بعد تلك الفترة هو الفنان محمود مختار والذي كان بداية تواجد فنانين ونحاتين مصريين مشهورين.  

وأضاف لـ«الدستور» أن تمثال محمد علي وضع في عام ميدان المنشية بالإسكندرية في عام 1872، ويُظهر التمثال والي مصر محمد علي باشا معتليًا فرسه، والذي يعد من أشهر التماثيل في الإسكندرية ومصر.

وأوضح «عاصم» أن ما يثار على مواقع التواصل الاجتماعي من ارتباط موضع أقدام الخيل في التماثيل، بطريقة وفاة صاحبها، هو مُعتقد وليس قاعدة ثابتة، لم تطبق بالصورة الكاملة، ولكن الفكرة مرتبطة بالاعتقاد أن التماثيل الخاصة بالخيول لها «كود سري» يُعرف من خلاله قصة صاحب التمثال، وأن هذه النظرية مرتبطة بحوافر الخيل المرفوعة، وبناءً عليه سنجد أن تلك النظرية تقول إن: «إذا أحد حوافر الخيل مرفوعة عن الأرض فهذا يعني أن الشخصية التي تعتلي الحصان جُرحت في معركة ومات على إثرها، أما إذا كان قدمين من أقدام الخيل مرفوعان، فهذا يعني أن هذا الشخص مات في معركة، أما إذا كان الأربعة أقدام موضوعة على الأرض، يعني أن هذا الشخص لم يتم إيذائه في أي معركة خاضها في حياته وتوفي بطريقة طبيعية».

وتابع أن هذه هي القاعدة المشهورة في الخارج وتختلف من دولة لأخرى، وقد تتفق في بعض الحالات وقد لا تتفق، وذلك يعني أن الصدفة هي التي تحكم، ولا يوجد قاعدة يلتزم بها الجميع.


•تطبيق قاعدة أقدام الخيل على التماثيل المصرية

وأوضح «عاصم» أن لتطبيق هذه القاعدة على التماثيل الموجودة في مصر، وأولها وأشهرها، تمثال محمد علي باشا على فرسه بميدان المنشية، والذي صممه في القرن التاسع عشر  المثال «جاكومار» أشهر المثالين من مصممي تماثيل الحيوانات، بل هو أشهرهم على الإطلاق، فنجد أن تمثال الحصان يرفع قدمين، وطبقًا لهذا الكود أو القاعدة يُعني أن هذا الرجل قُتل في معركة، ولكن نحن نعلم جيدًا من التاريخ أن محمد علي مات على فراشه في الإسكندرية، ثم نُقل ودُفن القاهرة، ثم تم نقله إلى جامع محمد علي، ويتبين أن هنا القاعدة لا تتفق مع تمثال محمد علي.

وتابع أن من بين التماثيل المصرية الشهيرة، هو تمثال إبراهيم باشا في القاهرة، والذي صممه المثال الذي صمم المثال الفرنسي تشارلز هنري جوزيف كوردييه، حيث نجد أن الحصان في هذا التمثال يقف على قدميه الأربع، وهو ما يتفق مع القاعدة المثارة، حيث أنه لم يجرح أو يصاب في معركة، وتوفي بالمرض.

أما تمثال الإسكندر الأكبر في الإسكندرية، فيشير «عاصم» إلى أن التمثال أهدته الجالية اليونانية لمدينة الإسكندرية، في عام 2002 بالتزامن مع افتتاح مكتبة الإسكندرية، وتم وضع التمثال في ميدان الزهور، الواقع بطريق أبو قير «الحرية»، لافتًا إلى أن التمثال للاسكندر الأكبر معتليًا فرسه، ومرفوع على قدمين، وهو ما يدل بحسب «الكود» أنه قُتل في معركة، في حين أن الإسكندر مات في فراشه، وهو ما يدل أن القاعدة لا تستقيم.

•ليست قاعدة ثابتة 

وارجع« عاصم» اختلاف تطبيق قاعدة أقدام الخيول في التماثيل، أنها غير صحيحة، بل هي شائعة وجدت في أوروبا وأمريكا، في فترة معينة ولكنها ليست قاعدة ثابتة، وتختلف في كثير من الأوقات، ومن أمثلتها على المستوى العالمي: تمثال سيمون بوليفار في مدينة فيرجينيا، والذي تم تصميمه عام 1959 أحد أقدام الحصان مرفوعة، وهو توفى وفاة طبيعية، و تمثال ميجور أندرو جاكسون 1853 التمثال مرفوع قدمي الفرس وهذا الرجل مات بصورة طبيعية، ومنها تماثيل عسكرية مثل تمثال جورج واشنطن، في بنسلفانيا وصُمم عام 1860، وفرس التمثال يرفع قدم واحدة وتمثال له أيضًا في كاتدرائية واشنطن بنفس التصميم وهو رفع قدم واحدة من الحصان، وهو توفي وفاة طبيعية بدون أي جروح، حيث لم تطبق القاعدة في هذه الحالات.

وأكد الأستاذ المساعد للتاريخ الحديث، أن نشر مثل هذه الشائعة الغيرة صحيحة على أنها قاعدة ثابتة، على مواقع التواصل الإجتماعي« فيسبوك» وغيرها، يؤدي إلى المغالطة في الحقائق التاريخية، ونشر المعلومة الخاطئة على انها حقيقة، حيث يتخذها رواد المواقع كقواعد ثابتة وهو ما يُخلف جهل بين الناس، لأن من تداولها لم يقرأ التاريخ، بل مر عليه معلومة وبناء عليه أصبح يمتلك معلومة خاطئة ويبدأ في نشرها كما يتم من خلال السوشيال ميديا.

تمثال محمد علي بالإسكندرية

FB_IMG_1629025089051
FB_IMG_1629025089051
IMG_٢٠٢١٠٨١٥_١٣٢٠٣٢
IMG_٢٠٢١٠٨١٥_١٣٢٠٣٢

تمثال اندرو جاكسون

_113128198_hi062100875
_113128198_hi062100875

تمثال الإسكندر الأكبر بالإسكندرية

FB_IMG_1629025156417
FB_IMG_1629025156417

تمثال جورج واشنطن

george-washington-founder-founding-father-washington-statue-general-general-washington-president-his
george-washington-founder-founding-father-washington-statue-general-general-washington-president-his

تمثال إبراهيم باشا بالقاهرة

d10fdf12-ibra
d10fdf12-ibra