السريان والموارنة في احتفالات الثلاثاء: الإرادة تغلب الضعف البشري
تحتفل الكنيسة السريانية الكاثوليكية، برئاسة المطران مارافرام سمعان، النائب البطريركي للكنيسة في القاهرة، والمارونية برئاسة الأنبا جورج شيحان بذكرى القديس لورنتيوس الشهيد.
والقديس لورنتيوس كان شماساً من شمامسة البابا كسيسطوس، وكان يحتفل معه بالقداس في الدياميس عندما ألقي القبض على البابا، وهرب وأسلم نفسه فيما بعد فعذِّب بوحشية إلى أن نال الإكليل سنة 258، وكانت عبادته شائعة جداً في روما وإيطاليا وعلى اسمه شيدت إحدى الكنائس الكبرى في روما وورد اسمه في نافور القداس اللاتيني وعظة القداس الاحتفالي به يلقيها مطارنة الكنائس في القداسات ال‘لهية بالكنيستين وتستوحى من العظة 37، للقدّيس الأسقف قيصاريوس، وتحمل شعار «تأَمَّلوا بِقُلوبِكم أَيُّها العُصاة».
وتنص العظة على أن هناك الكثير من الأعمال التّي لا نستطيع القيام بها جسديًّا بسبب ضعفنا البشري؛ لكن لو كانت لنا إرادة فعليّة، نستطيع بواسطة الإلهام الإلهي أن نجد المحبّة في قلوبنا، هناك الكثير من الأمور التي قد لا نستطيع إخراجها من مخزننا، أو قبونِا أو علّيّتنا، ولكن ليس لدينا عذر عندما يتعلّق الأمر بقلبنا.
تضيف:"لم يُقَل لنا: اذهبوا إلى الشرق طلبًا للصدقة، أو أبحروا إلى الغرب للعثور على محبّة الله. لا، بل طُلب منّا أن نتوجّه إلى داخلنا، إلى قلبنا الذي يُخرِجنا الغضب منه باستمرار.
كما قال النبي: "تأَمَّلوا بِقُلوبِكم أَيُّها العُصاة" نحن لا نجد في المناطق البعيدة ما طلبه الربّ منّا؛ بل هو أرسلنا إلى داخلنا، إلى عمق قلبنا، إذ جعل في داخلنا ما طلبه منّا. إنّ المحبّة الكاملة ليست سوى الإرادة الحسنة؛ وهذه الإرادة الحسنة هي التّي أعلنها الملائكة للرّعاة قائلين: "والسَّلامُ في الأَرضِ لِلنَّاسِ فإنَّهم أَهْلُ رِضاه".
وتختتم:" فلنعمل بكلّ قوانا إذًا وبمعونة الله لكي نجعل المكان الأوّل في نفسنا مخصّصًا للخير بدلاً من الشرّ، وللصبر عوضًا عن الغضب، والإحسان مكان الشهوة، والتّواضع بدلاً من الكبرياء باختصار، فلتملك عذوبة المحبّة على قلبنا لدرجة ألاّ يعود فيه مكان للمرارة والبغض.