«محدش مرتاح».. هل كراهية الشخص لذاته مرض يستحق العلاج؟
تسيطر على الكثيرين فكرة جلد الذات، وتذكر الذكريات الحزينة والمؤلمة، خاصة في فترة ما قبل النوم، كونها الفترة المناسبة لعملية مراجعة النفس، التي تنتهي بالبكاء الشديد.
وقد يساعد جلد الذات البعض في التخلي عن الصفات السيئة في الشخصية، وهذا ما أكده موقع "Physiology" الخاص بالطب النفسي، وهي أيضًا من المخاطر التي تؤدي إلى مشكلات كبيرة قد تصل إلى التفكير في الانتحار.
قال الخبراء، إن الشخص الذي يسعى إلى جلد ذاته من خلال تذكر المواقف الغير جيدة أو تذكر الاخفاقات في الحياة، دائمًا ما يعاني من الوحدة والاكتئاب، بالإضافة إلى العصبية المفرطة.
هل كراهية الشخص لذاته مرض يستحق العلاج؟
دائمًا ما نجد أشخاص يكرهون أنفسهم، وذلك من خلال إيذاء أنفسهم سواء بأسلحة حادة أو على سبيل المثال عدم الاستماع لكلام الطبيب في الابتعاد عن التدخين، أو تناول الأطعمة الضارة والغير صحية، مع العلم أنه يعي مدى خطورتها على صحته.
في هذا الصدد أوضحت الدكتورة صافيناز عبد السلام، استشاري الطب النفسي، أن كراهية الشخص لذاته من المشاكل النفسية الخطيرة، والتي تتوجب للعلاج النفسي، حتى لا يقع الشخص فريسة للانتحار، والذي أصبح من الأخطار التي تهدد نسبة كبيرة من المراهقين وذلك بفضل السوشيال ميديا.
وعن السبب وراء كره الشخص لنفسه، قالت، إن “السبب يكمن في عدم احتواء الأسرة لهذا الشخص منذ الصغر، بالإضافة إلى التعرض للتنمر، حيث يعتقد بأنه لا حق له في الحياة وبالتالي يقوم بإيذاء نفسه”.
وأوضحت استشاري الطب النفسي، أن عدم تلقي التقدير المطلوب من الآخرين يتسبب في زيادة العصبية المفرطة والتى تتحول بعد ذلك إلى إيذاء للنفس والغير أيضا، وتعتبر جرائم القتل والإنتحار أكبر دليل على ذلك.
كيف يمكن اكتشاف كراهية الذات؟
يحتاج الكشف عن العلامات التي تدل على كراهية الذات، الكثير من الجهد، فهناك العديد من العلامات النفسية والجسدية، لهذه المشكلة، ومنها سلوك الفرد تجاه نفسه ومع الآخرين، بالإضافة إلى إحساس الشخص المصاب بالدونية أو كما تعرف بـ"عقدة النقص".
ومن العلامات التي تدل على هذه المشكلة النفسية المؤلمة، هو التوقف عن الوظائف الحياتية، سواء في العمل أو المنزل، الأمر الذي يتسبب في الكثير من المشكلات المادية والاجتماعية.
وتعتبر الإصابة باضطرابات الطعام، والتي تتمثل في النحافة الملحوظة، أو الشراهة في تناول الأكل من العلامات التي تدل على كراهية الذات.
وأشار خبراء علم النفس، إن إضطرابات النوم، من الأمور التي تساعد في تشخيص مرض جلد وكراهية الذات.
كيفية العلاج من كراهية الذات؟
أكدت استشاري الطب النفسي، الدكتورة صافيناز عبد السلام، أن العلاج يكمن في تعديل السلوك، وتقبل العيوب قبل المميزات، والتعامل معها بشكل طبيعي، وهذا يحدث من قبل الطبيب النفسي.
ونوهت إلى أن للأسرة دروًا كبير في رحلة العلاج في قبول الذات، من خلال المشاركة في الأنشطة، واحترام رغبة الشخص المصاب، بالإضافة إلى عدم إظهار التعاطف الشديد حتى لا يشعر الشخص بأنه غير مكتمل وليس طبيعي، فالتعامل مع المرضى من هذا النوع يحتاج إلى دراية وحذر شديد، حتى لا تتفاقم الأمور، مشيرة إلى أن ممارسة التمارين الرياضية من العلاجات التي تساعد بشكل كبير في شفاء المريض، بالإضافة إلى تطوير الهوايات من خلال المشاركة في الورش الخاصة بتنمية المهارات، أو المساعدة في تعلم شيء جديد.