«حياة كريمة» تتصدى لعادات سيئة بالريف.. تعرف على معاناة منى حسام مع آفة الختان
قالت منى حسام، إحدى القانطات في محافظة المنيا، 50 عامًا، إنها تعى منذ نعومة أظافرها بأن ختان البنت؛ يصونها ويحميها من الوقوع في الخطيئة، كما أنه دليل عفتها، إلا أن ذكريات هذه الواقعة عادًة ما تظل راسخة في أذهان معظم السيدات، اللواتي خضن هذه التجربة، معلقه:" تترك أثرا في نفوس الفتيات لا يمحيه الزمن".
وتابعت: عادات الريف كانت تؤكد على ضرورة ختان الفتيات، كانت الفتاة التي تخاف عليها والدتها ولا تضعها في هذا الاختبار تعتبر شاذة، تسوء سمعة أسرتها في القرية، مؤكده أنها تظل تعاني من الأثر النفسي والبدني لهذه العملية بعد زواجها، فأغلب المختنات حينما يتزوجن يتركهن أزواجهن؛ لبرودة الحياة بينهما، الأمر الذي ينتج عن هذه العملية التي كان يخاطر فيها الاباء ببناتهن لحماية شرفهم.
استكملت،: لا يمكن أن أنسى شقيقتى الكبرى التي توفت أثناء عملية الختان، بهبوط حاد في الدورة الدموية نتيجة نزيف حاد، موضحه:" أن والدها على الرغم مما حدث، قرر إجراء العملية لكل بناته، خوفًا من أن ينعته أهالي القرية بالألفاظ النابية".
أوضحت، أن الوضع تغير تمامًا مع بداية الحملات التوعوية، والدورات التثقيفية التي شنتها الرائدات الريفيات، تحت لواء مبادرة" حياة كريمة" التي جابت كل منازل القرى لمناقشة أرباب الأسر في أفكارهم، وفتح كل الموضوعات الشائكة، وتحريرهم منها بشكل علمي ومنطقي.
وأكدت أن القائمين على المبادرة كانوا يتوجهون لزيارة الأسرة أكثر من مرة؛ منوهه بأن اقتلاع أفكار سلبية من أذهان البعض يحتاج لوقت ومجهود كبيرين، إلا أن القائمين على المبادرة لم يتراجعوا، فكان الجميع يتغير أفكاره، خاصة الأطفال فكانوا ينشرون بينهم حب القراءة والتعلم والرسم، حتى يقضون الإجازة الصيفية بطريقة مثالية.
وتوجهت، بالشكر القائمين على مبادرتي" الرائدات الريفيات" و"حياة كريمة" لمجهودهم المبذول خلال تواجدهم داخل القرية، ومرورهم على كل أسرة، معقله:" حياة كريمة أنقذنتا من وحل العادات السلبية".